عناصر المقال
لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم، الوضوء من الأعمال التي يتطهر بها العبد، وهو من أحب الأعمال إلى الله، وشرط لصحة الكثير من العبادات الأخرى كالصلاة وقراءة القرآن وغيرها، ولكن السؤال الذي قد يخطر على بال الكثيرين هو لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم ؟ حيث إن كلمة الوضوء تتكرر كثيراً على ألسنتنا وهو عبادةٌ نكررها كثيراً كلّ يوم، وفي هذا المقال سنبين لكم سبب تسمية الوضوء، ونذكر لكم بعضاً من المعلومات عنه كالفرائض والسنن وغيرها.
لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم
الوضوء في اللغة مأخوذ من الوضاءة وهي النضارة والنظافة والحسن والبهجة والضياء، والوضوء في الشرع هو طهارة مائية تتمثل بغسل أعضاء معينة من الجسد بصفة مخصوصة وبنيّة مسبقة، “والوَضوء -بفتح الواو- هو الماء الذي يُتوضَّأ به، وسمي بذلك لأنه يضفي على الأعضاء الوضاءة والحُسن، ويمنحها الضياء من ظلمة الذنوب “.[1]
ما حكم حكم الوضوء
الوضوء واجبٌ على كلّ مسلم مكلف بالغ عاقل إذا حدث منه ما ينقض الوضوء كالحدث الأكبر أو الأصغر أو نحو ذلك، للقيام بالأعمال التي تستوجب الطهارة مثل الصلاة وقراءة القرآن وغيرها، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”[2]. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” لا يقبلُ اللَّهُ صلاةَ أحدِكُم إذا أحدَثَ حتَّى يتَوضَّأ”[3]
شاهد أيضاً: لماذا سمي البحر الاحمر بهذا الاسم
ما هي شروط الوضوء
وللوضوء بعض الشروط لكي يكون صحيحاً ندرجها لكم في السطور الآتية:[1]
- أن يكون المتوضئ مسلماً عاقلاً صحيحاً، فلا يصحّ الوضوء من الكافر ولا يجب على المجنون أو الصغير الذي لا يميّز.
- أن يكون ماء الوضوء “مطلقاً” وهو الماءُ الطاهرُ في ذاته المطهِّرُ لغيره.
- عدم وجود عذر ينافي صحة الوضوء كالنفاس والحيض.
- أن يسبق الوضوء الاستجمار أو الاستنجاء عند وجود ما يقتضيهما.
- العلم بكيفية الوضوء وصفته.
- عدم وجود ما يحيل من وصول ماء الوضوء إلى الجسد مثل الصباغ أو طلاء الأظافر أو الشمع أو غيرها.
- تجاوز الأعضاء الواجب غسلها إلى جزء مما يتصل بها.
- أن يجري الماء فوق العضو الواجب غسله ولا يجب الاكتفاء بمجرد المسح.
شاهد أيضاً: من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم
ما هي فروض الوضوء
وللوضوء سبع فرائض لا يصح إلا بوجودها، ومن فاته شيء منها فعليه أن يعيد وضوءه وهذه الفروض هي:[1]
- النية: فالوضوء أحد العبادات والعبادات لا تصّح إلا بالنية ولا يحصل على أجرها إلا من كان مخلصاً في نيّته، والنية في اللغة ” القصد”، وفي الشرع هي “قصدُ الشيء مقرونًا بفعله، ومحلُ النية القلبُ، ولا يجب التلفظُ بها باللسان”، ونيّة الوضوء هي أن ينوي العبد بقلبه رفع الحدث أو فرض الوضوء للصلاة أو أحد الأعمال الأخرى التي تتطلب الوضوء.
- غسل جميع الوجه: وهو من الأمور التي ذكرها الله صراحةً في سورة الأنعام بقوله: “إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ”[2]، فيفترض لصحة الوضوء غسل كامل الوجه من الأذن إلى الأذن ومن أسفل الدقن إلى منابت شعر الرأس ويتضمن ذلك غسل الشوارب والحواجب واللحية، فإذا كانت اللحية غير كثيفة ويرى ما تحتها فيجب عندها غسلها وغسل ما تحتها وأّما إن كانت اللحية كثيفة ولا يرى ما تحتها فيكفي غسل الظاهر منها ولكن يجب غسل جميع اللحية المسترسلة إلى أسفل الذقن.
- غسل اليدين مع المرفقين: قال تعالى: “فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ”[2]، ومن فروض الوضوء إفاضة الماء وغسل اليدين حتى المرفقين، والمرافق: جمع مِرْفَق، وهو مجتمع الساعد مع العضد، وروى مسلم في صحيحه: ” رَأَيْتُ أبا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وجْهَهُ فأسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى حتَّى أشْرَعَ في العَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ اليُسْرَى حتَّى أشْرَعَ في العَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى حتَّى أشْرَعَ في السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُسْرَى حتَّى أشْرَعَ في السَّاقِ، ثُمَّ قالَ: هَكَذا رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَتَوَضَّأُ. وقالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أنْتُمُ الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ مِن إسْباغِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنْكمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وتَحْجِيلَهُ.[4]
- مسح بعض الرأس: قال تعالى: ” وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ”[2]، لذلك يجب مسح الرأس، ويجوز مسح بشرة الرأس أو مسح الشعر الذي في حدود الرأس، ولكن لا يصح أن يتم مسح الشعر النازل من الرأس.
- غسل الرجلَين مع الكعبين: قال تعالى: “وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”[2]، فيجب في الوضوء غسل الرجلين مع الكعبين والكعب هو العظم الناتئ من كل جانب عند مفصل الساق مع القدم، مع التخليل بين أصابع القدمين ومسح كامل الرجلين، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: “رَجَعْنا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ حتَّى إذا كُنَّا بماءٍ بالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ العَصْرِ، فَتَوَضَّؤُوا وهُمْ عِجالٌ فانْتَهَيْنا إليهِم وأَعْقابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّها الماءُ فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ويْلٌ لِلأَعْقابِ مِنَ النَّارِ أسْبِغُوا الوُضُوءَ”.[5]
- الترتيب: ومن فرائض الوضوء أيضاً أن يقوم العبد بأداء فروض الوضوء بالترتيب كما ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةَ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”[2]، فيبدأ بغسل الوجه ثمّ اليدين إلى المرفقين ثمّ مسح الرأس إلى مسح الرجلين مع الكعبين.
- الموالاة: وهو آخر فرض من فرائض الوضوء والمقصود به أن يعقب غسل العضو الحالي غسل العضو الذي قبله بحيث لا يكون بينهما مدة طويلة، وقد روى أبو داوود في صحيحه عن بعض أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجُلا يُصلّي ، وفي ظهرِ قدمهِ لمعة قدرَ الدرهمِ لم يُصبها الماءُ فأمَرَهُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعِيدَ الوضوءَ والصلاةَ”، ووجه الدلالة من هذا الحديث أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر ذلك لرجل بإعادة الوضوء ولو لم تكن الموالاة من فرائض الوضوء لكان اكتفى ذلك الرجل بغسل الجزء الذي لم تصبه الماء.
شاهد أيضاً: من هو النبي ابن النبي ابن النبي ابن النبي
ما هي سنن الوضوء
وبعد أن تعرفنا على لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم وتعرفنا بشيء من التفصيل على فرائض الوضوء السبعة التي لا يصح الوضوء إلا بها، سنذكر لكم في هذه الفقرة سنن الوضوء التي يثاب العبد على فعلها ولكن تركها لا يبطل الوضوء وهذه السنن هي:[7]
- التسمية في أول بالوضوء.
- يستحب استخدام السواك في أول الوضوء أو عند المضمضة.
- غسل الكفين ثلاث مرات في أول الوضوء.
- المبالغة في المضمضة والاستنشاق.
- تخليل الماء في اللحية الكثيفة.
- تخليل أصابع الكفين والقدمين.
- البدء بغسل الأعضاء اليمينية قبل اليسارية.
- تثليث الغسل، وذلك بغسل العضو ثلاث مرات.
- التشهد وذكر الله بعد الانتهاء من الوضوء.
ما هي أذكار الوضوء
وأمّا ما يقال في الوضوء من أذكار وأدعية فهي كما ذكرنا لكم أنه يجب أن ينوي العبد للوضوء ويسن له أن يذكر اسم الله في أوّل وضوءه، وعند الفراغ من الوضوء يقول: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه عن النبي – صلّى الله عليه وسلّم قال: ” ما مِن مُسلمٍ يتَوضَّأُ فيُحسِنُ الوضوءَ ثمَّ يقولُ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورَسولُه إلَّا فُتِحتْ لهُ ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.[8]
إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم ، وقد تعرفنا في هذا المقال على معنى كلمة الوضوء في اللغة وفي الشرع وعرفنا سبب تسمية الوضوء بهذا الاسم وذلك لأنه يضفي على الأعضاء الوضاءة والحُسن، ويمنحها الضياء من ظلمة الذنوب ، وذكرنا لكم أيضاً فرائض الوضوء وبعض السنن المستحبة وأذكار الوضوء، نرجو أن نكون قد قدمنا لكم ما هو مفيد ودمتم بخير.
المراجع
- ^ islamweb.net، فضل الوضوء الكامل، 24/09/2022
- ^ سورة المائدة، الآية 6
- ^ صحيح أبي داود، أبو هريرة، الألباني، 60، صحيح
- ^ صحيح مسلم ، أبو هريرة، مسلم، 246، صحيح
- ^ صحيح مسلم ، عبدالله بن عمرو ، مسلم، 241، صحيح
- ^ تفسير القرآن العظيم ، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ابن كثير ، 3/52 ، إسناده جيد قوي صحيح
- ^ islamweb.net، سنن الوضوء، 24/09/2022
- ^ صحيح ابن ماجه، عمر بن الخطاب، الألباني، 385، صحيح
التعليقات