ماهي اقصر سورة في القران

ماهي اقصر سورة في القران الكريم هي من المعلومات التي يسعى ويرغب كل مسلم على معرفتها وذلك ليكون على دراية واطلاع بتفاصيل أكثر عن سور وآيات القرآن الكريم، فالقرآن الكريم جاء به العديد من الدروس والعبر التي أرسلها الله -عز وجل- للمسلمين ليقتدوا ويعملوا بها، وفي المقال التالي سنتناول بشكل مفصل شرح وتوضيح كل ما يتعلق بسؤال ماهي اقصر سورة في القران الكريم.

ماهي اقصر سورة في القران

يحتوي القرآن الكريم على سورة هي ما تعتبر اقصر سورة في القران الكريم من بين جميع سور القرآن الأخرى، وفيها العديد من المعجزات التي عمل علماء الدين على تفسيرها، وهي من السور السهلة والتي يحصل المسلم على الفضل في قراءتها، وعلى هذا فإن الإجابة على سؤال ماهي اقصر سورة في القران هو:

• سورة الكوثر.

معلومات عن اقصر سورة في القران الكريم

هناك الكثير من التفاصيل والمعلومات التي تتعلق بسورة الكوثر وآياتها ونذكر منها ما يلي:^[1]

• عدد آيات سورة الكوثر: هو (3) ثلاث آيات دون خلاف، وهي قول الله سبحانه  وتعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.^[2]
• عدد كلمات سورة الكوثر: هو (10) عشر كلمات.
• عدد حروف سورة الكوثر: هو (42) اثنان وأربعون حرفاً.
• ترتيب سورة الكوثر في القرآن الكريم: رقمها هو السورة 108 وذلك من أصل 114 سورة، تقع بعد سورة الماعون وتليها سورة الكافرون.
• ترتيب سورة الكوثر من حيث النزول: هي السورة الخامسة عشر عند من يرجح أنها مكية.
• سورة الكوثر مكية أم مدنية: تعددت الآراء في ذلك، فهي عند جمهور العلماء تعتبر مكية كونها نزلت في مكة المكرمة وتعتبر سورة مدنية بحسب قول الحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة.
• سورة الكوثر من السور المحكمّات: لأن هذه السورة لا يوجد فيها الناسخ والمنسوخ بل جاءت كلها محكمة.

شاهد أيضاً: في اي جزء تقع سورة الرحمن

سبب تسميتها بسورة الكوثر

يعود سبب تسمية سورة الكوثر بهذا الاسم نسبة إلى نهر الكوثر في الجّنة وسُمِّيَ بالكوثرِ لكثرةِ مائِه وآنيتِه، وعظيم بركته وخيره وهو النَّهرُ الَّذي يصُبُّ في الحوض الَّذي يسْقي منه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه يوم القيامة وجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكَوْثَرُ نهرٌ في الجنةِ حافَتَاهُ من ذهبٍ ومَجْرَاهُ على الدُّرِّ والياقوتِ تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ من المِسْكِ وماؤُهُ أَحْلَى من العَسَلِ وأَبْيَضُ من الثَّلْجِ”.^[3]

سبب نزول سورة الكوثر

هناك العديد من الروايات والآراء حول أسباب نزول سورة الكوثر، وفيما يلي نذكر بعض هذه الروايات والأقوال:

• الرواية الأولى: نزلت سورة الكوثر في العاص بن وائل السَّهمي والذي رأى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أحد الأيام وكان يتكلم معه مرأى من قريش، فسألوا العاص بن وائل مع من كان يتكلم، فقال إنه كان يتحدَّث مع الأبتر، و معنى الأبتر هو الأقلّ والأذلّ والمنقطع دابره الذي لا عقب له، وقد كان العاص يقَصد بذلك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وذلك لأنَّ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-  قد توفي أبناؤه الذُّكور القاسم وابراهيم ولم يتبقَ له ذريَّةً من الذُّكور، فقصد بالأبتر أنَّه لن يكون له ذِكر بعد ذلك، وأن ذكره سينقطع لعدم وُجود أولادٍ ذُكور له، فأنزل الله سبحانه وتعالى سُورة الكوثر ردَّاً على زعمه الباطل في حقِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
• الرواية الثانية: هي ما جاء فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ * إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ} ^[2]، ثُمَّ قالَ: أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فيُخْتَلَجُ العَبْدُ منهمْ، فأقُولُ: رَبِّ، إنَّه مِن أُمَّتي فيَقولُ: ما تَدْرِي ما أحْدَثَتْ بَعْدَكَ.^[4]
• الرواية الثالثة: هو ما جاء في رواية ابن عباس -رضي الله عنه- في شأن نزول هذه السُّورة أنّه: ” لما قدم كعبُ بنُ الأشرفِ مكةَ ؛ أتوْهُ فقالوا : نحنُ أهلُ السقايةِ والسدانةِ ، وأنت سيدُ أهلِ يثربَ ، فنحنُ خيرٌ أم هذا الصنيبيرُ المنبترُ من قومِه يزعمُ أنَّهُ خيرٌ منا ؟ فقال : أنتم خيرٌ منه ، فنزلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.”،^[5] فنزلت سورة الكوثر ردَّاً على مزاعم كعب بن الأشرف الذي ادَّعى أنَّ قريشاً خيرٌ من نبي الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

اقرأ أيضًا: كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم

فضل قراءة اقصر سورة في القران الكريم

فضل قراءة سورة الكوثر مثل فضل قراءة باقي سور القرآن الكريم ، فالقرآن الكريم عظيم وأجره كبير، أما ما جاء في فضل سورة الكوثر أنّ من يقرأها يسقيه الله سبحانه وتعالى من كل نهر له في الجنّة فهذا الفضل قد ورد موضوعاً في كتب الحديث ولا يجوز الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أبداً ولو كان بفضلٍ أو غيره.

شاهد أيضًا: في اي جزء من القران تقع سورة الملك

تفسير سورة الكوثر

يفيد تفسير سور آيات القرآن الكريم في زيادة فهمها وفهم الغرض منها وبالتالي العمل بما جاءت به على الوجه المطلوب، وإنّ تفسير آيات سورة الكوثر بالتفصيل هو كما يلي:^[6]

• إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ: والمقصود هنا في هذه الآية الكريمة أن الله -سبحانه وتعالى- قد أنعم على رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالعديد من الخيرات والنعم كما ورد في قول الله سبحانه وتعالى: “وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا”،^[7] ومن هذه النعم الكثيرة نهر الكوثر الذي حدثنا عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي يصب في حوضه الكريم وسيسقي منه أمته يوم القيامة.
• فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ: يأمر الله سبحانه وتعالى رسول محمد -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية الكريمة بأن يجمع بين العبادة الدينية والعبادة الدنيوية، أي أن يجمع بين العبادة المفروضة وهي الصلاة وبين النحر أي تقديم الذبائح والقرابين إلى الله عز وجل الذي يكون فيه إطعامُ الفقراء والمساكين، وذلك شكر وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل.
• إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ:  يرد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية على من قام بوصف رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلّم- بالأبتر بأنّه هو الأبتر وهو الأذل والأقل ومن سينقطع نسله، واتّجه المفسرون إلى أنّ المقصود بالأبتر في هذ الآية هو من لا خير ولا بركة فيه وذلك لأنّ العاص بن وائل كان له أولاد من بعده، وأيضاً المقصود بالأبترهو مَن لم يتّبع هدى نبي الله ورسالته، وطلب الله عز وجل من رسوله بألّا يحزنه ما يقوله أعداؤه لأنّ العاقبة للرسول ولمن اتَّبعه.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال والذي سلّط الضوء على ماهي اقصر سورة في القران الكريم وهي سورة الكوثر والتي تعتبر من الأشياء التي كرّم الله سبحانه وتعالى بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واختصها بها، وكما وضح المقال فضل سورة الكوثر وتفسيرها بالإضافة إلى ذكر أسباب نزولها.