ما حكم سماع الاغاني في رمضان

هل الأغاني تبطل الصيام ابن باز

أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنّ الأغاني محرمة في شهر رمضان وفي كل الأوقات بإجماع أهل العلم، لكنّها لا تفسد الصِّيام إنّما تنقص من الأجر، فالأغاني كلّها محرمة ولا يجوز للمسلم أن يأتي بها لا في رمضان ولا في غيره من الشهور والأيام، ولا تؤثِّر على صحة الصِّيام فهو صحيحٌ معها لكنّ أجره ينقص^[5]، والغناء من الأمور الخطيرة التي من واجب المسلمين الحذر منها، وذلك لقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم تنزيله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}^[12]، ويجدر بالذّكر أنّ الأغاني من الأمور التي تقود المسلم لفتن عظيمة، لذا ينبغي الابتعاد عن سماعها حفظًا للدين، وحفظًا للمروءة، وحذرًا من أسباب الفتنة والفساد، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان

هل الأغاني بدون موسيقى تبطل الصيام

إنّ الأغاني بموسيقى ودون موسيقى لا تبطل الصيام كما ورد عن أهل العلم، وقد نوّه الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أنّ الغناء المجرّد عن الموسيقى وآلات العزف الكثيرة  كالربابة والعود وغيرها من الأدوات الأخرى تكون جائزة في حال غيابها عن الأغنية، كما قسم أهل العلم الأغاني بدون موسيقى إلى قسمين في حكمها، وهما كالآتي:^[13]

• الغناء من امرأة لرجل: بحيث تغني المرأة ويستمع الرجال لها، وهذا محرّم في الدين الإسلامي، فقد مُنعت المرأة أن تقوم بالأذان للرجال، ومُنع عنها أن ترفع صوتها في حضورهم، فكيف بالغناء، لذلك يعد من الأمور الغير جائزة، ولكنّه لا يفسد الصّوم والله اعلم.
• الغناء من رجل إلى آخر: وفي هذه الحالة يكون الغناء من رجل لآخر فإن كان الكلام فيه لا يحرم فهو مباح فيه في رمضان وفي غيره، وإن كان يغني بفسقٍ ورذيلة فهو حرام في الشرع الإسلامي الحنيف، وأيضًا لا يُبطل الصيام ولا يفسده والله أعلم.

هل الأغاني تبطل صيام القضاء

إنّ الاغاني لا تبطل صيام القضاء بل هي تنقص من أجره، فقد ورد عن أهل العلم أنّ سماع الأغاني لا يبطل الصوم لا في رمضان ولا في غير رمضان سواءً كان الصوم فريضة أو قضاءً للفريضة، ولكن كلما كثرت معاصي الصائم نقص ثواب صيامه، وقد يزول ثوابه كليًا، فيكون قد منع نفسه من الطعام والشراب وسائر المفطرات وقد أضاع ثواب ذلك بمعصيته لله^[14]، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: ” رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ”^[15]، ويجدر بالذكر إنَّ حكم سماع الأغاني في رمضان وغير رمضان لا يختلف أبدًا، فسماع الأغاني محرَّم في رمضان وفي غير رمضان، ولكنَّه في شهر رمضان يكون أكثر حرمة وأعظم ذنبًا، لذا يتوجب على المسلم أن يحرص على كفِّ نفسه عن المحرمات والمفطرات بشتَّى أنواعها.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام القضاء قبل رمضان بيوم او يومين

هل سماع الأغاني يبطل الوضوء

إنّ سماع المسلم الأغاني لا يُعتبَر من مبطلات الوضوء، سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد، وهكذا تكون الصَّلاة صحيحة وليست باطلة، لذلك أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالابتعاد عنها، لما فيها من الانشغال عن ذكر الله -تعالى- ولما فيها من فسادٍ للقلب والنّفس، ولكنّ استماعها لا يؤثّر على صحّة الوضوء، حيث إذا استمع المسلم للأغاني وهو على وضوءٍ فإنّ الأغاني لا تنقض له الوضوء إطلاقًا، بل تنقص من الأجر، لأنّها قد تحتوي على كلمات غير لائقة تخالف الحكمة  التي شرعت الصلاة من أجلها، ألا وهو تقوى الله، والله أعلم.^[16]

شاهد أيضًا: حكم عدم صيام القضاء قبل رمضان

هل الاغاني تبطل الصيام عند الشيعة

أوضح فقهاء الطائفة الشيعية أنّ الأغاني من الأمور المحرمة، ولكنها لا تبطل الصيام، فهو لا يعتبر من المفطرات سواء في صيام القضاء أو في أيام شهر رمضان الفضيل، فلا يجوز الاستماع إلى الأغاني مطلقًا، ومن يستمع إليها يحشر مع صاحب الغناء، واستدلوا بما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: “ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم ، ويحشر الزاني مثل ذلك، ويحشر صاحب المزمار مثل ذلك، وصاحب الدف مثل ذلك”، كما بينوا أنه لا يجوز الاستماع للأغاني التي تخلو من الموسيقى، فالغناء حرام كله وهو الكلام اللهوي الذي يؤدي بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب، ويحرم أيضاً الكلام غير اللهوي الذي يؤدي بتلك الألحان، لذا من الواجب على المؤمن تجنب السماع للأغاني في كل وقت سواء كان بشهر رمضان أو في غيره.^[17]

شاهد أيضًا: ما حكم من افطر في رمضان وقال هذا ماكتبه الله لي

مفسدات الصيام

إنّ الله -سبحانه وتعالى- فرض الصوم على عباده، وأمر الناس بعدم الإتيان بما يفسد صومهم، حيثُ توجد العديد من الأمور الّتي تفسد صحّة الصّيام وتبطله، وقد حدَد الفقهاء المفسدات السبع التي تبطل الصيام، وفيما يأتي سيتم ذكرها بالتفصيل:^[18]

• الطعام والشراب: وكلّ ما يدخل من الفم والأنف إلى المعدة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تكونَ صائمًا”^[19].
• ما كان بمعنى الأكل والشرب فيدخل الجوف: ويشمل ذلك المحاليل المغذية، وحقن الدم، والسجائر وغيرها من الأمور التي تكون بمنزلة الطعام والشراب.
• إخراج الدم من الجسد: وهو يكون من خلال الحجامة أو سحب الدم من أجل التحاليل المخبرية، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَفْطَرَ الحاجِمُ والمحجومُ”^[20].
• القيء بشكل متعمد:  وهو من الأمور التي تضعف الجسد، ويعتبر مبطل للصيام ويتوجب على المسلم القضاء، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَنْ ذرعَه القيءُ فليسَ عليهِ قضاءٌ، ومَنْ استقاءَ عمدًا فليقضِ”^[21].
• الحيض أو النفاس: وقد استدل أهل العلم في ذلك بما ورد عن حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ، فَذلكَ نُقْصَانُ دِينِهَا”^[22]
• الجماع: وهو من أعظم المفطرات وأكثرها خطرًا وأكبرها إثماً، وفد استند أهل العلم في ذلك لما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ”^[23].
• الاستمناء: وهو ما يكون من إنزالٍ للمني باليد ونحو ذلك، فقد جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”^[24].