ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة

ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة
ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة

ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة، من الأحكام الشرعية الهامة، فمن الجدير بالذّكر أنّ للإسلام عيدين وهما: الفطر والأضحى، فلا يوجد أيّ عيد آخر تقام فيه مراسم الاحتفالات، وأمّا الأعياد المنتشرة في هذه الأيام كالكريسماس والهالوين وغيرها من الأعياد، فما هي إلاّ اتباعًا للغرب الذي يخالف قواعد وأسس العقيدة السليمة، لذلك سيتمّ فيما يأتي التعرف على حكم الاحتفال برأس السنة والكريسماس.

رأس السنة الميلادية والكريسماس

إنّ الاحتفال برأس السنة الميلادية من أهمّ المناسبات التي يتبعها الدّين المسيحي في كافّة أنحاء العالم حيث يكون في نهاية العام وبداية سنة جديدة، وأمّا بالنسبة للكريسماس فإنه يدلّ على ميلاد المسيح وهو اليسوع، حيث يأتي في شهر ديسمبر/ كانون الأول في تاريخ الخامس والعشرين، وهذا التاريخ قام بوضعه آباء الكنيسة منذ عام 325م، فبعض الكنائس تحتفل في السابع من يناير اتابعًا للتقويم اليولياني، وبعضها كالمسيحية الغربية تحتفل في الخامس والعشرين من ديسمبر، وبعض الكنائس تحتفل في السادس من يناير؛ كالكنيسة الرسولية الأرمنية.[1]

شاهد أيضًا: حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة

ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة

اتفق أهل العلم من جمهور الفقهاء غير المعاصرين على أن الاحتفال بالكريسماس والتهنئة فيه حرام شرعًا، لما في ذلك اتباعًا لمعتقدات غير المسلمين، وهنالك العديد من النصوص الواردة في السنة النبوية الشريفة، ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- بقوله: “قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، قال: إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يَومَ الفِطرِ، ويَومَ النَّحرِ”،[2]  وأما بالنسبة للاحتفال في رأس السنة فهو لا يجوز أيضًا؛ لأنّه من المشاركة والموالاة، ومشاركة المسلمين لغير المسلمين أعيادهم يُعدّ تشجيعًا على معتقداتهم المخالفة للشريعة الإسلامية.[3]

حكم تهنئة المسيحيين وغير المسلمين برأس السنة والكريسماس

ذهب جمهور الفقهاء إلى حرمة تهنئة غير المسلمين في أعيادهم، ولكن ذهب عدد من العلماء المعاصرين إلى أنّ التهنئة جائزة شريطة أن يكون المسيحيون مسالمين وليسوا مقاتلين، واستدلوا على ذلك بأنّ الشريعة الإسلامية دعت إلى المعاملة بالعدل والإحسان، حيث يقول تعالى في محكم تنزيله: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَم يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”،[4] واستدلوا أيضًا بأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو اليهود إلى الطّعام لعلّ قلبهم ينشرح إلى الإسلام.[5]

شاهد أيضًا: كلام العلماء في حكم الاحتفال برأس السنة

لماذا لا يحتفل المسلمون بالكريسماس

إنّ السبب الرئيس في حرمة احتفال المسلمين بالكريسماس هو التشبه بالكفّار، بالإضافة إلى اتفاق جمهور الفقهاء على حرمة هذا الاحتفال، لما في ذلك من الموالاة والتأييد على دينهم المخالف للشريعة الإسلاميّة والعقيدة السّليمة، ومعلوم أنّ المسلمين لا يحتفلون سوى بعيديْ؛ الفطر والأضحى، بالإضافة إلى يوم الجمعة، وأمّا بالنسبة للاحتفالات الأخرى؛ كالمولد النبوي فهو بدعة، فما بال الذي يحتفلون مع غير المسلمين في أعيادهم، فهو نوع من التشبّه بأفعال الكفّار كما ذكرنا، كما لا يجوز تزيين المنازل بالبالونات؛ لأنه أيضًا تقليدٌ لعاداتهم، لذلك على المسلم أن يحرص على الابتعاد عن العادات المخالفة للعقيدة السليمة، فذلك أسلم للدين والنفس، والله تعالى أعلم وأحكم.[6]

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الإسلام سؤال وجواب

لا يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؛ لِما في ذلك من تشبه بعادات الكفّار، كما لا يجوز تهنئتهم بذلك؛ لعدم حصول التأييد على صحّة دينهم، وتخصيص يوم بالسنة لتهنئة الآخرين فيه داخلٌ ضمن الاحتفال أيضًا، ودليل ذلك من السنة النبوية الشريفة ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- بقوله: “قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ولهم يَومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما هذانِ اليَومانِ؟ قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، قال: إنَّ اللهَ قد أَبدَلَكم بهما خَيرًا منهما: يَومَ الفِطرِ، ويَومَ النَّحرِ”،[7] والله تعالى أعلم.[8]

حكم الاحتفال بالكريسماس دار الإفتاء

حثّت الشريعة الإسلامية على معاملة غير المسلمين بالحسنى إذا كانوا مسالمين، أي لا يحاربون الإسلام أو يظهرون عداوتهم، وعلى ذلك لا بأس من مشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وتهنئتهم، كما ورد في دار الإفتاء، لأنّ الدّين الإسلامي الحنيف دعا إلى معاملة أهل الكتاب بالمودّة والرحمة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل طعام اليهود ويستقبل وفودهم.[9]

ما هو دليل تحريم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية

سيتم فيما يأتي بيان الادلة الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على تحريم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية:

  • قال تعالى في محكم تنزيله: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”.[10]
  • ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبراً بشبرٍ وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضبٍّ تبعتُمُوهم، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: فمَنْ”.[11]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بالكريسماس

أقوال أهل العلم في الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية

وقبل الختام في الحديث عن حكم الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، نذكر فيما يأتي بيان بعض من أقوال العلماء:[12]

  • قال الشيخ ابن عثيمين: لا يجوز للإنسان أن يمدح كافرًا على حساب دينه، ولو كان هذا الكافر عطوفًا عليه؛ لأن الدين غلبة على كل شيء، وبناء على هذه القاعدة؛ لا يجوز للطالب أن يهنئ أستاذه بالشعائر الدينية مثل إجازاتهم في يوم رأس السنة أو عيد الميلاد، فإن من يفعل ذلك قد ارتكب خطيئة عظيمة.
  • قال الإمام ابن تيمية: وهذا عمر نهى عن التهنئة والمشاركة، ونهى عن دخول الكنيسة يوم عيدهم، فكيف بالقيام ببعض أعمالهم ؟! أم الذين يفعلون ما هو من التزامات دينهم؟ أليس اتفاقهم في العمل يعني موالاتهم؟! أليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم في عيدهم ؟! وإذا نزل عليهم السخط يوم العيد بسبب عملهم، فمن يربطهم بالعمل أو بجزء منه، ألم يتعرض للعقاب على ذلك؟ ثم قال: وابتعدوا عن أعداء الله في عيدهم أليس ممنوع الالتقاء بهم واللقاء بهم فيه؟ ماذا عن عملهم في السنة الميلادية.
  • قال الإمام ابن القيم: وأما موالاتهم، فمنهي عنها بالإجماع، كتهنئتهم بأعيادهم وصومهم، وقول: عيد مبارك لكم، أو التهنئة لهم في هذا العيد بصورة عامة وما شابه ذلك، فهي أعظم الذنوب عند الله، وأشد البغضاء من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب العفة المحرمة ونحوها، وكثير ممن لا قوة لهم في الدين يقعون في ذلك، ولا يعلمون قبح ما فعلوه وسخطه.

أجبنا فيما سبق على سؤال: ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة وتبيّن أنّ الحكم الرئيس هو الحرمة؛ لعدم موالاتهم وتأكيد معتقداتهم المخالفة لتعاليم الشريعة الإسلامية، وتعرّفنا أيضًا على حكم تهنئة غير المسلمين في رأس السنة، حيث يرى المعاصرين أنّه لا بأس من ذلك بناءًا على الأدلة الصحيحة والثابتة في السنة النبوية الشريفة.

المراجع

  1. ^ saaid.net، هل تعرف معنى كلمة (كريسماس) و(بابا نويل) ؟!، 12/12/2022
  2. ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك، مسلم، 13622، إسناده صحيح
  3. ^ alukah.net، دلالة الكتاب والسنة والإجماع على تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية، 12/12/2022
  4. ^ سورة الممتحنة، الآية 8
  5. ^ aliftaa.jo، حكم تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ومناسبتهم، 12/12/2022
  6. ^ islamqa.info، حكم احتفال المسلمين في وقت الكريسماس وتزيين منازلهم بالبالونات، 12/12/2022
  7. ^ خلاصة الأحكام، أنس بن مالك، النووي، 819، إسناده صحيح
  8. ^ islamqa.info، حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة الميلادية
  9. ^ aliftaa.jo، حكم تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم ومناسبتهم، 14/12/2022
  10. ^ سورة الفرقان، الآية 72
  11. ^ صحيح البخاري، أبي سعيد الخدري، البخاري، 7320، صحيح
  12. ^ majles.alukah.net، أقوال و فتاوى أهل العلم في حكم الإحتفال برأس السنة الميلادية، 14/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *