ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول لولا الله وفلان هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فالكثير من الناس تجدهم مداومين على نسب الفضل لله عز وجل ومن بعده أحد خلقه بالكثير من العبارات والصور التي تعبر عن هذا المعنى، ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على حكم الشريعة الإسلامية في ذلك إن كان جائزًا أم أنه أحد أنواع الشرك الأكبر والأصغر.

حكم قول لولا الله وفلان

إنّ حكم قول لولا الله وفلان يندرج تحت أنواع الشرك الأصغر، فقد قال تعالى في سورة البقرة: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،^[1] وعلى الرغم من أن هذه الآية قد نزلت في الشرك الأكبر إلا أنت أهل العلم قد أعموها على الأمرين، فكل الآيات التي نزلت في الشرك الأكبر تعم ما ورد في الشرك الأصغر، والأنداد هي جمع لكلمة الند، والتي تعني الشبيه أو النظير، وقد قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- في العقيدة والآداب الإسلامية: “لا تَقولوا: ما شاءَ اللهُ وشاءَ فُلانٌ، ولكنْ قُولوا: ما شاءَ اللهُ، ثمَّ شاء فُلانٌ”،^[2] فالواجب على المؤمن أن يحذر من اختيار ألفاظه التي قد تودي به إلى الشرك بالله والعياذ بالله، فإذا دعت الحاجة فليقل لولا فضل الله تعالى ثم فلان، والله ورسوله أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية

حكم قول لولا الطبيب لمات فلان

إن قول لولا الطبيب لمات فلان من الأخطاء اللفظية في الأمور العقائدية التي يجب الحذر من الوقوع بها لأنها تدخل في باب الشرك بالله تعالى والعياذ بالله، فقول لولا الطبيب لمات فلان أو لولا الدواء لما شفي فلان، كلها ألفاظ تنسب الفضل لغير الله عز وجل، وهو الشافي المعافي والفعال لما يريد، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قول: “إن أحدكم ليشرك، حتى يشرك بكلبه؛ يقول: لولاه، لسرقنا الليلة”، والأمر سيان، والله ورسوله أعلم.^[4]

حكم نسب الفضل لغير الله

إنّ نسب الفضل لله عز وجل هو أمر واجب على المسلمين، فالله عز وجل هو خالق كل شيء وميسره ومدبره ومهيئ أسبابه، ولولا فضل الله ما وجد المرء من الخير أبدًا، ولكن ذلك لا يتعارض مع نسب الفضل لمن أجراه الله عز وجل على يديه، ولكن دون النسبة الأولى في الرتبة، فالواجب نسب الفضل لله عز وجل أولًا ثم نسبه إلى عباده وخلائقه، تجنبًا للوقوع بالشرك الأصغر، والله ورسوله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: حكم لبس الحظاظة للرجال ، هل لبس الحلق للرجال حرام

هل يجوز قول بفضل الله ثم فلان ابن باز

ذكر الإمام ابن باز -رحمه الله- توضيح حكم قول بفضل الله ثم فلان، حيث قال:^[3]

ويقول ابن عباس في الشرك فسره بالشرك الأصغر: هو أخفى من دبيب النملة السوداء في الصخرة السوداء في الليلة الظلماء، وهو أن تقول: وحياتك يا فلان، يعني الحلف بغير الله، وحياتي، ورأسك وشرفك، وشرف فلان وما أشبه ذلك، كل هذا من الشرك الأصغر، وهكذا قول: لولا الله وفلان، هذا من الله ومن فلان، لولا كليبة هذا لأتى اللصوص، لولا البط –والبط طائر ينبه إذا دخل أحد- لأتى اللصوص، يعني الواجب أن تقول: لولا الله ثم البط، لولا الله ثم الحارس، لولا الله ثم كذا، ولهذا قال ابن عباس: لا تجعل فيها فلانًا، هذا كله به شرك، يعني قل: لولا الله، ثم فلان.

وهكذا حديث حذيفة: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان.

حكم القول لولا اجتهادي ما نجحت

بين أهل العلم أن إضافة الشيء إلى سببه قد يكون مباحًا وقد يكون حرامًا بحسب ما يكون القصد من القائل وما يضمره في قلبه من المعتقدات، فلا ينبغي للمرء أن تناسى تقدير الله ومشيئته وأنه هو المنعم على الحقيقة وذو الفضل والإحسان، ولولا رحمته وفضله لا يحصل المرء على شيء من هذه الدنيا، فالأسباب لا تؤثر بذاتها، كالاجتهاد مثلاً، ولا يجوز الاعتقاد بذلك، لأنه منافٍ للإيمان، وقال في ذلك الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:^[6]

وقوله : ” لولا كلبه هذا لأتانا اللصوص ” .
يكون فيه شرك إذا نظر إلى السبب دون المسبِّب، وهو الله – عز وجل .
أما الاعتماد على السبب الشرعي أو الحسي المعلوم ، فقد تقدم أنه لا بأس به ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لولا أنا ، لكان في الدرك الأسفل من النار) ، لكن قد يقع في قلب الإنسان إذا قال: لولا كذا لحصل كذا ، أو ما كان كذا ، قد يقع في قلبه شيء من الشرك بالاعتماد على السبب بدون نظر إلى المسبِّب ، وهو الله عز وجل.

بذلك نصل لختام هذا المقال حكم قول لولا الله وفلان والذي قدم جملة من الأحكام الشرعية المتعلقة بنسب الفضل لله عز وجل ولغيره من الناس كما أوضحها أهل العلم والفقهاء.