مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز ، هو ما سنتحدّث عنه في هذا المقال، حيث إن الصيام في شهر رمضان من الفروض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين، وجعلها ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، والصيام هو الإمساك عن المفطرات كلها من طعامٍ وشرابٍ وإشباعٍ للشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعبر هذا المقال يمكننا التعرّف على مبطلات الصيام للزوجين في فتاوى ابن بازٍ -رحمه الله- تعالى.

مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

ورد عن الشيخ ابن بازٍ -رحمه الله- تعالى: أن ما يبطل الصيام بين الزوجين هو الجماع أثناء نهار رمضان، والإنزال بشهوةٍ على أثر المداعبة والمباشرة والتّقبيل، فعلى المسلم والمسلمة أن يبتعدوا عن مقدمات الجماع في نهار رمضان إذا كان الزوج أو الزوجة سريعي الشّهوة، لذا من الأفضل للزوجين ترك المداعبة والتقبيل والضم وغيره في نهار رمضان، إلا إن كان ذلك لا يؤدّي بهما إلى الإنزال بشهوةٍ أو الجماع، فالجماع في نهار رمضان محرّمٌ؛ لأنّه يفسد الصيام ويبطله، لكن يصحّ لمن يحفظ نفسه، ويستطيع التحكم بها من مداعبة زوجته أو النوم معها في نهار رمضان أو لمسها أو تقبيلها، فالرسول -عليه الصلاة والسّلام- كان يقبّل زوجاته وهو صائم، ويباشرهنّ وهو صائم، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يُقَبِّلُ وَهو صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهو صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ”.^[1] وبذلك قال معظم أهل العلم بأنّه الجماع يبطل صيام الزوجين في نهار رمضان، أو في غيره، وأن المباشرة والتقبيل والمداعبة إذا أدت بهما للإنزال بشهوة فهي من مبطلات الصيام، ولا يجوز القيام بها، والله أعلم.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية قبل الدورة

مبطلات الصيام في رمضان ابن باز

قد حرّم الله -تبارك وتعالى- على الصائم العديد من الأشياء، وجعلها مفطراتٍ تفسد صيامه في نهار رمضان، لذا لا يجوز للمسلم أن يقربها لئلّا يفسد صيامه إلّا أن يحدث ذلك عن طريق الخطأ أو النسيان، والمفطرات على نوعين اثنين، النوع الأول منها هي التي إذا قام بها المسلم ضعف جسده وخارت قواه، فيفسد صيامه لحلول الضرر به كالاستفراغ أو الجماع أو الحجامة، وأما النوع الآخر فهي المفطرات الذي يحدث بها الامتلاء كالأكل والشرب، وبها يخرج الصيام عن الحكمة المقصودة منه، والمفطرات إجمالًا هي:^[3]

• الجماع والمباشرة بشهوة.
• الاستمناء للرجل والمرأة.
• تناول الطعام والشراب عمدًا.
• القيء عمدًا.
• الحيض والنفاس للمرأة.
• إخراج الدم بالحجامة.
• تناول ما كان بمعنى الأكل والشرب كالدواء والقطرات والمحاليل المغذية وغيرها.

حكم ضم الزوجة وتقبيلها في نهار رمضان ابن عثيمين

قال الشّيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- أنّ ضمّ الزوجة وتقبيلها في نهار رمضان جائز، وهو فعلٌ لا يُفسد الصّيام، ولا يبطله بإذن الله تعالى، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبويّة المباركة التي دلّت على جواز تقبيل الزوجة وضمها أثناء الصيام في رمضان، وقد ثبت عن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فقال: “أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ هذِه لِأُمِّ سَلَمَةَ فأخْبَرَتْهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَصْنَعُ ذلكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، قدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما وَاللَّهِ، إنِّي لأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ له”.^[4] ومن هذا الحديث نجد أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أجاز للمسلمين التقبيل والضم في نهار رمضان أثناء الصّيام، إلّا أن يكون المسلم قويّ الشهوة سريع الإنزال، وفي هذه الحالة من الأولى للمسلم أن يبتعد عن هذه الأفعال لكيلا يفسد صيامه ويأثم بذلك، والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى المغرب

حكم التقبيل في رمضان

إنّ القبلة في نهار رمضان أثناء الصيام بين الزوجين من الأمور الجائزة والتي لم يحرّمها الإسلام، فالقبلة لا تفسد الصّيام، أو تبطله بحسب قول أهل العلم، وقد دلت الأحاديث النبويّة المباركة على ذلك، حيث كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقبّل نساءه ويباشرهنّ وهو صائم، فالمسلم يستطيع في نهار رمضان أن يقبّل زوجته أو أن يداعبها ويضمها ويلامسها، لكن مع الحذر من التمادي، حتى يصل الأمر للجماع أو إنزال المني، فذلك مفسدٌ للصيام ومبطلٌ له، فإن حصل ذلك لزم الزوجين أن يمسكا حتى وقت الإفطار، وأن يقضيا هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان، لكنّ التقبيل والمداعبة وغيرها من مقدمات الجماع مع الحرص على عدم الإنزال والجماع جائزٌ وحلال والله أعلم.^[6]

حكم خروج المذي في رمضان

إنّ خروج المذي في نهار رمضان لا يؤثر على صحّة الصيام عن معظم أهل العلم، ولا يفطر المسلم إذا خرج منه مذيٌ بشهوةٍ أو بدون شهوة على حسب الراجح عند أهل العلم، لكنّ المالكية أفتوا بأنّ المذي يفطر صاحبه إذا خرج بشهوة، ويلزم المسلم القضاء ودفع الكفارة، وأمّا إذا نزل بغير شهوةٍ، فإنّه لا يفسد الصّيام، لكنّ الغالب عند أهل العلم أنّه لا يبطل الصيام ولا يفسده، سواءً كان نزوله بشهوةٍ أو بغيرها، والله أعلم.^[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز حضن الزوجة اثناء الصيام

هل التفكير بالجماع يبطل الصيام

بحسب ما نُقل عن جمهور أهل العلم والفقهاء أنّ الصيام لا يفسد عند التفكير بالجماع، سواءً أنزل المسلم أم لم يُنزل، وذلك لأنّه شيءٌ يخطر على بال الإنسان ولا يمكن التحرّز منه، لذا فإنّ التفكير بالجماع أثناء الصيام لا يفسده ولا يبطله، فهو شيءٌ لا يتحكم به الإنسان ولا يحدث بإرادته، إلّا من تعمد التفكير به واسترسل فيه ليحدث الإنزال، فإنّ حكمه يصير كحكم الناظر إلى المحرمات بهدف الاستمناء، وذلك فعلٌ لا يجوز وهو مبلٌ للصيام في نهار رمضان، لذا لا بدّ للإنسان أثناء الصّيام وغيره أن يبتعد عن كلّ ما يؤدي به للتفكير بالجماع سواءً كان بالنظر أو الفكر، ليتجنّب ما حرم الله تعالى على المسلمين، ولكي يحمي صيامه من الفساد والبطلان، والله أعلم.^[8]

حكم الجماع في رمضان

أجمع أهل العلم والفقهاء من المذاهب الفقهية الأربعة على أنّ الجماع في نهار رمضان غير جائزٍ إطلاقًا، وهو محرّمٌ شرعًا على الرجل والمرأة، فلا يجوز الجماع في وقت الصيام فهو يفسده، ومن جامع زوجته في نهار رمضان أثناء الصيام فسد صيامه ووجبت عليه الكفارة وهي عتق رقبةٍ فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يجد فإطعام ستّين مسكينًا، وتكون الكفارة على الرجل والمرأة، ويجوز الجماع في رمضان بعد الإفطار، أي من بعد غروب الشمس وتستمرّ الإباحة إلى طلوع فجر اليوم التالي، قال الله تبارك وتعالى في الذكر الحكيم: {حِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}.^[9] فيجب على الزوجين الإمساك عن الجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والله أعلم.^[10]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون طهارة من الدورة الشهرية

هل الاحتلام من مبطلات الصيام

الاحتلام ليس من مفسدات ومبطلات الصيام، ومن احتلم وهو صائمٌ فصيامه صحيحٌ بإذن الله تعالى وذلك بإجماع أهل العلم والفقهاء، وذلك لأنّ الاحتلام خارجٌ عن إرادة الإنسان، ولا يستطيع التحكم به إطلاقًا، لكن إذا احتلم العبد أثناء الصيام ورأى الماء والمني عند الاستيقاظ وجب عليه الغسل من الجنابة، وأمّا إن احتلم المرء أثناء نهار رمضان ولكنه لم يجد منيًا بعد الاستيقاظ فلا يجب عليه الغسل ولا يكون جُنُبًا، والله أعلم.^[11]

بهذا نصل لختام مقال مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز، والذي قد بينا فيه ما يفسد الصيام للزوجين، إلى جانب الحديث عن مفسدات الصيام في شهر رمضان إجمالًا.