يستطيع المسلم أن يُرتّل ما تيسر من آيات القرآن الكريم في صلاة التهجد، فكلّ القرآن خير، فليس هناك شيء محدود بحيث يقرأ ما تيسر من أول القرآن، أو من وسط القرآن، أو من آخره، لأنّ صلاة التهجد لا تختلف عن أيّ صلاةٍ أخرى، والواجب فيها قراءة الفاتحة وما زاد عن ذلك فهو من السنة، ويجدر بالذّكر أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بسورة الأعلى وسورة الكافرون، وسورة الصمد، في الثلاث التي كان يوتر بها، ومع ذلك لا يوجد تحديد للمسلمين بصلاة التهجد وما يقرأ فيها، كما يستحب أن يُكثر من الدعاء والذكر والتسبيح ويطيل التلاوة في صلاة التهجد والله أعلم.[18]
إنّ صلاة التهجد من النوافل التي يتقرب بها العبد من الله تعالى، ولها فضلٌ عظيم ومكانة عالية وأجرٌ كبير عند الله سبحانه وتعالى، فقد قال تعالى في سورة الزمر: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}[19]، كما جعل الله -تعالى- عباده مخيرين لأدائها فمن قام بها يجازى بالحسنات ومن لم يؤدها فلا عقاب له، فمن ترك فراشه وذهب ليتوضأ ويصلي التهجّد نَالَ القرب من الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ”[4]، بالإضافة إلى أنّها صفةٌ من صفات الصالحين وسببًا لِرفع الدرجات لِقول النبيّ عليه الصلاةُ والسلام: “عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، وقربة إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ وتكفير للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ”[20].
شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر
تُعتبَر صلاة التهجد بأنها من أفضل الصلوات بعد الصّلاة المفروضة، وهي سبب لنيل المسلم الجنة ورفع الدرجات بها، وسبب لمحبة الله -تعالى- للعبد، ففيها ينال العبد تكفير للذنوب والسيئات، حيث يستطيع المسلم التوجه لله -عزّ وجل- في الدعاء، كما يأتي:
تعليقات