عناصر المقال
مراتب صيام عاشوراء وحكم صيام يوم عاشوراء وحده من المعلومات الدينية التي يجب على كل مسلم أن يتعرف عليها حتى يتمكن من أداء ما افترضه الله تعالى عليه وحتى يتقرب إلى الله تعالى على علم وبينة، وسوف نقدم للزوار في هذا المقال معلومات عن حكم صيام يوم عاشوراء في الإسلام مع الدليل، وسوف نتعرف على مراتب صيام يوم عاشوراء وعلى حكم صيام يوم عاشوراء وحده دون صيام يوم قبله أو يوم بعده، وسوف يتم إدراج أحكام ومسائل في صيام عاشوراء والأقوال في مراتب صيام عاشوراء وحكم إفراده بالصيام وغيرها من التفاصيل الأخرى.
حكم صيام يوم عاشوراء في الإسلام
إنَّ صيام يوم عاشوراء سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم، فقد صام النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم، وحثَّ المسلمين على صيامه وهذا ما ثبتَ عنه في عدد كبير من الأحاديث النبوية الصحيحة والثابتة، ويأتي يوم عاشوراء في اليوم العاشر من شهر محرم أو الأشهر في السنة الهجرية، ويعظم المسلمون هذا اليوم لأنَّ اليوم الذي نجى الله تعالى نبيه موسى عليه السلام من بطش فرعون، وكان اليهود يصومون هذا اليوم عندما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أنهم أحق بموسى من اليهود وأنهم سوف يصومونه فرحًا بنجاة موسى عليه الصلاة والسلام وانتصار الحق والتوحيد على الكفر والطغيان.[1]
مراتب صيام عاشوراء
لقد قسَّم الفقهاء من أهل العلم صيام يوم عاشوراء إلى ثلاثة مراتب وذلك استنباطًا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أن كل كلمة في الحديث تدل على معاني كثيرة مهمة وذات تأثير كبير في المسلمين وعلى مختلف أمور الدين الإسلامي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج مراتب صيام يوم عاشوراء بالتفصيل:[2]
المرتبة الأولى
وهي أكمل تلك المراتب وأعظمها، وهي أن يصوم المسلم ثلاثة أيام، يوم عاشوراء ويومًا قبله ويومًا بعده، أي يصوم اليوم التاسع من شهر محرم واليوم العاشر واليوم الحادي عشر، وذلك حسب ما ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “صُوموا يومَ عاشُوراءَ، وخالِفوا فيه اليَهودَ، صُوموا قَبْلَه يومًا، أو بَعْدَه يومًا”،[3] فالجمع هو أكمل المراتب كما أشار الفقهاء.
المرتبة الثانية
المرتبة الثانية من صيام عاشوراء أن يصوم المسلم اليوم التاسع من محرم مع عاشوراء فيجمع بين تاسوعاء وعاشوراء، وإلى هذا ذهب كثير من الفقهاء، وذلك لأنَّ الأحاديث الصحيحة أكثرها يؤكد صيام اليوم الذي قبل عاشوراء، حيث ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: قالَ: يَعْنِي يَومَ عَاشُورَاءَ”،[4] ومعظم الأحاديث الصحيحة تشير إلى ذلك.
المرتبة الثالثة
آخر مرتبة هي إفراد اليوم العاشر بالصيام فقط، ففي هذه الحالة يخسر المسلم اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، ويخسر الفضل العظيم، ولا يلتزم بالأفضل الذي عليه الفقهاء والعلماء من أهل العلم.
هل يجوز صيام يوم عاشوراء وحده
ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ صيام يوم عاشوراء وحده صحيح ولا حرج على المسلم في ذلك وهذا ما هو عليه أهل السنة والجماعة، وقد أقرَّ ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فقال في هذه المسألة: “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ”، ومعنى هذا الكلام أنَّ صيام عاشوراء وحده منفردًا صحيح وجائز وليس على المسلم حرج في ذلك، ولم يخالف أحد من الفقهاء والعلماء في الإسلام في هذه المسألة، وقد سئلت لجنة الإفتاء الدائمة عن ذلك فأجابت: “يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده ، وهي السُنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم”، والله أعلم.[5]
الأحاديث الصحيحة الواردة في صيام عاشوراء
وردت الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تشير إلى صيام عاشوراء وفضل صيام عاشوراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في صيام عاشوراء:
- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ”.[6]
- عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”.[7]
ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء
ورد أقوال كثيرة في صيام عاشوراء، ولكن الثابت والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عرف أن اليهود يصومون هذا اليوم لأن الله نجى فيه موسى عليه الصلاة والسلام من فرعون وبطشه، قال أن المسلمين أحق بصيامه من اليهوم لأنهم أولى بموسى عليه السلام من اليهود الذين حرفوا شريعة الله تعالى، وذلك تعبير عن شكر الله تعالى لأنه نصر الحق وأهله وأنجى موسى عليه السلام ومن معه من الظلم والكفر والطغيان المتمثل في فرعون عدو الله، ولذلك فإن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نصر الله تعالى فيه كلمة الحق وكلمة التوحيد وأهلك كلمة الشرك والكفر وأهله وأصحابها، وكان من المستحب أن يشكر المسلمون خالقهم جل وعلا على ذلك من خلال الصيام واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث السابقة الصحيحة.[1]
مقالات قد تهمك
ما هو فضل صيام يوم عاشوراء | فضل يوم عاشوراء وصيامه مختصر |
هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء | عن صيام يوم عاشوراء |
هل يصح صيام يوم عاشوراء وحده كلمة | هل يجوز جمع نية صيام عاشوراء مع القضاء |
وإلى هنا أحبتي نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال مراتب صيام عاشوراء وهل يجوز صيام يوم عاشوراء وقد تعرفنا على حكم صيام يوم عاشوراء عند أهل السنة والجماعة، وتعرفنا على مراتب صيام يوم عاشوراء حسب ما أشار الفقهاء من أهل العلم، وعلى حكم صيام عاشوراء وحده، وبذلك تم التعرف على ما هي مراتب صوم يوم عاشوراء وما إلى هنالك من تفاصيل متعلقة أخرى.
المراجع
- ^ islamqa.info، أحكام ومسائل في صيام عاشوراء، 24/06/2024
- ^ islamweb.net، مراتب صوم يوم عاشوراء، 24/06/2024
- ^ التعليقات البازية على زاد المعاد، عبد الله بن عباس، ابن باز، 189، له شاهد
- ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عباس، مسلم، 1134، صحيح
- ^ islamqa.info، ما حكم إفراد عاشوراء بالصيام؟، 24/06/2024
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1867، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أبو قتادة الحارث، مسلم، 1162، صحيح
التعليقات