ما معنى شهادة ان محمد رسول الله

ما معنى شهادة ان محمد رسول الله، هو ما سيتم تناوله في هذا المقال فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله هي تذكرة الدخول في الإسلام وهي الركن الأول من أركان الإسلام وأصل الإيمان وعماده، ومن قالها يوماً صادقاً كان حقّاً على الله أن يدخله الجنة كما أخبر بذلك نبينا -صلّى الله عليه وسلّم، وفي هذا المقال سنبين لكم ما معنى شهادة ان محمد رسول الله ونذكر لكم بعضاً من المعلومات والفوائد التي تتعلق بهذه الشهادة.

شهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله

شهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله هي الركن الأول والأهم من أركان الإسلام الخمسة، وهي العبارة التي يدخل فيها الإنسان في دين الإسلام، عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنه – عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ” بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”، وتقتضي هذه الشهادة على اللفظ اللسان مع التصديق المطلق من القلب بما تحمله هذه العبارة من معاني الاعتراف بألوهية الله ورسالة سيدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم.^[1]

شاهد أيضًا: لماذا نحتفل بذكرى المولد النبوي

ما معنى شهادة ان محمد رسول الله

و معنى شهادة ان محمد رسول الله هو أن يشهد العبد أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو عبد الله ورسوله وأن يقرّ بقلبه ويعترف بلسانه ويبرهن بعمله أنه لا يستحق الاتباع إلا الله ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم، فالإيمان بالرسل لا يقتضي أن يتبع رسول غير رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو الذي بعثه الله بدين الإسلام ليظهره على الدين كله،^[2] ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ”،^[3] وقد شهد الله تعالى في كتابه الكريم أن محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- هو نبيه ورسوله، قال تعالى: ” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.^[4]

شروط شهادة أن محمد رسول الله

وبعد أن بينّا لكم ما معنى شهادة ان محمد رسول الله سندرج لكم الشروط التي حددها علماء الإسلام لصحة هذه الشهادة وهي:^[2]

• العلم بسنّته صلّى الله عليه وسلّم واتباعها والعمل بها: قال صلّى الله عليه وسلّم” أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.^[5]
• محبته صلّى الله عليه وسلّم: ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ.”^[6]
• التصديق بما أخبر به صلّى الله عليه وسلّم: فهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، وقد جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالكثير من الأخبار والأحاديث التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم ومنها تفاصيل أخبار الساعة وشروطها وأخبار الأنبياء والأمم السابقة وكل ذلك وجب التصديق به والإيمان بصحته واليقين بوقوعه، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ”.^[7]
• طاعته صلّى الله عليه وسلّم واتباع أوامره واجتناب نواهيه: فطاعته صلّى الله عليه وسلّم تبدأ من الإيمان به وتصديقه ثم التسليم لما جاء به ومعرفته سنّته وتعاليمه واتباع أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: ” وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا”^[8]، وقال صلّى الله عليه وسلّم :” كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى.”^[9]
• عبادة الله بالمنهج الذي جاء به صلّى الله عليه وسلّم: قال تعالى: ” فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”.^[10]
• الإيمان بأفضليته صلّى الله عليه وسلّم: فهو أفضل الخلق وسد البشر وخاتم الأنبياء والمرسلين، وقد فضّله الله على سائر البشر ومن بينهم باقي الأنبياء والرسل، قال صلّى الله عليه وسلّم: ” أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ”.^[11]
• الإيمان بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه لا نبي بعده: قال تعالى: ” مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ”.^[12]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا محمد حقيقية كاملة كتابة

شهادة أن لا إله إلا الله

وقد ذكرنا لكم في الفقرات السابقة معنى شهادة ان محمد رسول الله لأنها عنوان المقال ومحوره الأساسي ولكن في هذا المقال لا بد لنا من المرور على الشهادة الأولى والتي هي شهادة أن لا إله إلا الله وبيان معناها وشروطها:^[2]

معنى شهادة أن لا إله إلا الله

هي النطق باللسان المقترن بتصديق القلب والبرهان بالجوارح بأن الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وأنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، وأن كلّ ما كان يعبد المشركون من الأصنام والكواكب والشمس والقمر والنجوم كلّ ذلك باطلٌ فهم لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، قال تعالى: ” ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير”^[13]، وقال تعالى: ” وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا”^[14]، وتشتمل شهادة أن لا إله إلا الله على ركنين أساسيين هما ” لا إله” نفي استحقاق العبادة لغير الله تعالى، والركن الثاني هو “إلا الله” وهو إثبات استحقاق العبادة لله تعالى وحد لا شريك له، قال تعالى: ” فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.^[15]

شاهد أيضًا: ماهي صفات الرسول الخلقية

شروط شهادة لا إله إلا الله

وكما أن لشهادة محمد رسول الله شروط لا تصح هذه الشهادة إلا بها، أيضاً لشهادة التوحيد شروط سبعةٌ وضعها العلماء وهي:

•  إدراك معنى لا إله إلا الله وفهم مقتضاها والعلم بها:  قال تعالى: ” فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ”. ^[16]
• اليقين والاعتقاد المطلق بغير شك بأنه لا يوجد إله غير الله: قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”. ^[17]
• الصدق في قول لا إله إلا الله: وهو أن يستقيم ظاهر العبد وباطنه في توحيد الله وطاعته: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومُعاذٌ رَدِيفُهُ علَى الرَّحْلِ، قَالَ: يا مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، قَالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: يا مُعَاذُ، قَالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا، قَالَ: ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِن قَلْبِهِ، إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ، قَالَ يا رَسولَ اللَّهِ: أفلا أُخْبِرُ به النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إذًا يَتَّكِلُوا وأَخْبَرَ بهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا”.^[18]
• الإخلاص في قول لا إله إلا الله: وهو أن لا يراد الأجر والثواب إلا الله تعالى وأن يكون قولها خالصاً لله: قال تعالى ” وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ”،^[19] وعن أب هريرة رضي الله عنه قال: قِيلَ يا رَسولَ اللَّهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ”.^[20]
• محبة الله عزّ وجلّ: وذلك أن يُحب العبد اللهَ ويحب كلّ ما يحبه الله ويبتعد عن كلّ ما يكرهه، وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بأنهم يحبونه وأنهم أشد حبّاً له من حب المشركين للحجارة الصمّاء التي كانوا يعبدونها، قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ”.^[21]
• القبول والرضا بــ “لا إله إلاّ الله” كما هي: فقد كانت الأمم السابقة يستكبرون على هذه الشهادة عندما يخبرهم بها الرسل كما ذكر لنا سبحانه في سورة الصافات: “إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ”.^[22]
• الانقياد لأوامر الله تعالى والإذعان لها: قال تعالى: ” وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ”.^[23]

إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان ما معنى شهادة ان محمد رسول الله ، فقد تعرفنا وإياكم في هذا المقال على معنى كلّ من الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمد رسول الله، كما بينّا لكم الشروط التي وضعها علماء المسلمين لصحة هاتين الشهادتين، فهذا ما أعاننا الله على تقديمه لكم في هذه المقال ونرجو أن نكون قد وفقنا في تقديمه وأن تجدوا فيه الفائدة.