عناصر المقال
من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء هو سؤال فقهي إسلامي من أشهر الأسئلة الفقهية الإسلامية التي تخطر في بال المسلم في شهر رمضان المبارك، حيث تقدّم إجابة هذا السؤال معلومات وافية شافية عن الفئات التي أباح لهم الشرع الإسلامي الفطر في شهر رمضان المبارك ولكن وجب عليهم مع الفطر قضاء الأيام التي أفطروها بالأعذار الشرعية الواردة نصًا في مصادر الشرع الإسلامي من القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن خلال فقرات هذا المقال سوف نقدم أسماء الفئات التي يُباح لها الفطر في رمضان مع وجوب القضاء.
رخص الإفطار في رمضان
وضع الله تعالى بعض الرخص التي يجوز فيها للمسلم أن يفطر في رمضان دون إثم أو ذنب على أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد زوال العذر، وهذه الرخص هي: [1]
- المرض: فمن كان مريضًا في رمضان مرضًا لا يمكن معه الصيام، فقد جاز له أن يفطر.
- السفر: فمن كان من المسلمين مسافرًا في الإسلام يحلّ له الصيام، قال الله تعالى في سورة البقرة: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” [2]
- الحيض والنفاس: حيث يحلّ للحائض والنفاس الإفطار في رمضان، لأنّ الحيض والنفاس من الأعذار الشرعية التي لا يجب فيها الصيام، فمن كانت حائضًا أو نفاسًا لا يحلّ لها الصيام ولا يمكن أن تصوم أبدًا.
- كبر السن: فمن كان شيخًا كبيرًا في السن، ويُخشى على جسده من الصيام ومشقة الصيام فيجوز له الفطر كما أجمع أهل العلم.
- الحمل والرضاع: فالأنثى التي جاء عليها رمضان وهي حامل أو مُرضع يجوز لها الفطر من الصيام، لأنّ الحمل والرضاع من الأعذار الشرعية المبيحة للفطر.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على جنابة حتى المغرب
من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء
أباح الله تعالى الإفطار في رمضان في بعض الحالات، وأوجب مع الإفطار القضاء للمسلمين الذين يفطرون بعذر شرعي، وفيما يلي أسماء الحالات التي يباح فيها للمسلم الفطر في رمضان مع وجوب القضاء: [3]
- المسافر: فمن سافر في نهار رمضان المسافة التي يُباح فيها الفطر، ثمّ أفطر وجب عليه بعد انقضاء السفر وانقضاء شهر رمضان أن يقضي الأيام التي أفطرها في هذا الشهر الفضيل، والأفضل أن يكون القضاء قبل دخول شهر رمضان القادم.
- من يخشى على نفسه الهلاك: فمن عانى في نهار الصيام من تعب شديد خشي بسببه على نفسه الهلاك، فهذا يُباح له الفطر في رمضان، ولكنّ يجب عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعذر التعب الشديد وأن يقضيها أيضًا قبل دخول شهر رمضان القادم.
- الحامل والمرضعة: يجوز للحامل والمرضعة الفطر في رمضان وهي رخصة شرعية من الله عز وجل، ويكون الفطر إن خافت الحامل على جنينها وإن خافت المرضع على طفلها، ولكنّ يجب القضاء بعد انقضاء رمضان وانتهاء العذر الشرعي، والأفضل أن يتم القضاء قبل دخول شهر رمضان القادم.
- الحائض والنفاس: يجب على الحائض والنفاس الفطر في رمضان، فلا يُقبل صيام الحائض والنفاس كما لا تُقبل صلاتهما في الشرع الإسلامي، وينبغي على الحائض والنفاس قضاء الأيام التي تم الفطر فيها بعد رمضان.
- المرض: من كان مريضًا في رمضان وأفطر بعذر المرض، ثمّ زال عنه المرض وجب عليه القضاء بعد رمضان، أمّا من أفطر في رمضان بسبب المرض وكان مرضًا لا يُرجى الشفاء منه، فهنا تجب على المسلم الفدية عن كل يوم أفطره وسيفطره في المستقبل وهي إطعام مسكين عن كل يوم.
- من أفطر لإنقاذ مسلم: يجوز لمن أفطر ضرورة من أجل إنقاذ نفس من الهلاك أو الموت أن يفطر في الإسلام وعليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد رمضان.
- العجوز الكبير في السن: يجوز للعجوز الذي تقدمت به السن أن يفطر في رمضان إذا علم أن جسده غير قادر على الصيام، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يُطيقان الصيام، أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا”.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون طهارة من الدورة الشهرية
من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم الفدية
يعد أن عرضنا فيما سبق من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء نعرض فيما يأتي أسماء من يُباح لهم الفطر في رمضان ولكن تجب عليهم الفدية عن الأيام التي أفطروها: [3]
- المريض الذي لا يُرجى الشفاء من مرضه: إنّ المرض الذي لا يُرجى الشفاء من مرضه يجوز له أن يفطر في رمضان وليس عليه القضاء، وإنّما عليه أن يدفع كفارة عن كل يوم يفطره وهي إطعام مسكين من وقت أهل البلد.
- العجوز الكبير في السن: يجوز للعجوز الكبير في السن أن يفطر في رمضان وليس عليه قضاء، لأنه لن يستطيع الصيام أبدًا، وهذا تجب عليه الفدية فقط عن كل أفطره في رمضان.
- من لديه عجز أو إعاقة: يحل للشخص الذين لديه عجز أو إعاقة دائمة أن يفطر في رمضان وليس عليه القضاء وإنما الفدية، وهذا يتشابه في حكمه مع حكم المريض بمرض لا يُرجى برؤه، والله تعالى أعلم.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن شخص آخر حي
ما هي فدية الإفطار في رمضان
أجمع أهل العلم على أنّ فدية الإفطار في رمضان التي يجب أن يدفعها الأشخاص الذين يحلّ لهم الإفطار وتجب عليهم الفدية عن كل يوم أفطروه هي إطعام مسكين بمقدار مد من قوت أهل البلد، أي ما يعادل صاعًا من التمر أو الشعير أو القمح، يخرجه المسلم عن كل يوم أفطره في رمضان وهذا يختص بالمريض الذي لا يُرجى الشفاء من مرضه وبالشيخ الكبير العاجز عن الصيام وبمن لديه إعاقة دائمة، والله أعلم. [4]
الأدلة الشرعية على رخص الإفطار في رمضان
لا شكّ في أنّ لكل رخصة من رخص الإفطار في رمضان دليل شرعي سواء كان هذا الدليل من القرآن الكريم أو من السنة النبوية الشريفة، وفي النقاط الآتية نذكر كل رخصة من رخص الإفطار في رمضان مع الدليل الشرعي الذي أباحها والذي استند عليه أهل العلم في إباحة الفطر: [3]
- المسافر: والدليل قول الله تعالى في سورة البقرة: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ” [2]
- الحائض والنفاس: والدليل حديث نبوي ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال فيه: “خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أضْحَى أوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، فَمَرَّ علَى النِّسَاءِ، فَقالَ: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فإنِّي أُرِيتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وبِمَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِن نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِن إحْدَاكُنَّ، قُلْنَ: وما نُقْصَانُ دِينِنَا وعَقْلِنَا يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: أليسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ: بَلَى، قالَ: فَذَلِكِ مِن نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ قُلْنَ: بَلَى، قالَ: فَذَلِكِ مِن نُقْصَانِ دِينِهَا”. [5]
- المريض: والدليل على إباحة الفطر للمريض في رمضان، قوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” [2]
- الذي يخشى على نفسه الهلاك: ودليل إباحة الإفطار في رمضان للذي يخشى على نفسه الهلاك قوله تعالى: “وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” [6]
- الحامل والمرضع: والدليل على إباحة الإفطار للحامل والمرضع هو قوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ” [2]
- العجوز الكبير في السن: والدليل قول عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يُطيقان الصيام، أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا، والحبلى والمرضع إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا”.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه قضاء
نكتفي بهذا القدر في هذا المقال ونصل إلى الختام، حيث قدمنا من خلال فقراته معلومات عن من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم القضاء بالإضافة إلى من الذين يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليهم الفدية وما هي فدية الإفطار في رمضان.
المراجع
- ^ wikiwand.com، الإفطار في رمضان، 16/04/2022
- ^ سورة البقرة، الآية 184.
- ^ ar.islamway.net، الأصناف الذين يُباح لهم الفِطر في رمضان، 16/04/2022
- ^ islamweb.net، كفارة المريض الذي لا يقدر على الصوم، 16/04/2022
- ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 304، صحيح.
- ^ سورة البقرة، الآية 195.
التعليقات