من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين

من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين سيتمّ التعرف عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ الصحابيّ يُعرّف بأنّه من لَقيَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآمن به ومات على الدّين الإسلاميّ، ممّا يعني أنّ لفظ الصحابي مأخوذ من الانقياد والملازمة، ويُقال أنّ الصحابي هو من رأى الرسول -عليه السّلام- لو ساعة واحدة وكان مصدّقًا به ومؤمنًا، ويُعدّ قلب الصحابي من أفضل القلوب بعد الرسول الكريم، وهم خير الناس بُعثوا ليجنّبوا الأمّة من الفتن.

من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين

الصحابي هو أنس بن مالك -رضي الله عنه- فبعد هجرة الرّسول -عليه السلام- جاءت والدة أنس -رضي الله عنه- وقدّمته هدية للنبي الكريم من أجل خدمته، فكان له الشّرف العظيم في ذلك، حيث تعلّم منه الكثير من أمور الدّين، كما أنّه تربى على يديه الشريفتين، قام بخدمته عشر سنوات ولم يفارقه قط، وكان -عليه السّلام- يعامله كالأب الحنون، حيث كان يناديه: يا بُنيّ ويا أُنيْس من باب التحبّب والتأدّب، ولم يأته بأسلوم التأمر والتذمّر، فقد كان -عليه السلام- يمسح بيده على رأسه ويدعو له بالخير الذي يأتي في الدنيا والآخرة، ودليل ذلك قول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “خَدَمْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولَا: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولَا: ألَّا صَنَعْتَ”،^[1] والله تعالى أعلم وأحكم.^[2]

كيف كانت خدمة أنس بن مالك لرسول الله

كان عمر الصحابي أنس بن مالك -رضي الله عنه- عشر سنوات عندما بدأ بخدمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد دعا له -عليه السلام-: “اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ”،^[3] وبقيت خدمته إلى اليوم الذي توفي فيه الرسول -عليه السلام- أي في السنة الحادية عشر للهجرة، وعلى الرغم من أنه صغير العمر إلا أنّه شارك بالعديد من الغزوات؛ كغزوة بدر، حيث كان فيها مجرّد غلام لم يشارك بالقتال، ومن الجدير بالذّكر أن أنس بن مالك قد شارك في ثماني غزوات وخرج فيها مع الرسول -عليه السلام- ومنها: خيبر وبدر والطائف وفتح مكّة وحُنيْن، كما أنه شَهد صلح الحديبية والبيعة تحت الشجرة وحجة الوداع وعمرة القضاء، والله تعالى أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: من هو اول من وضع التاريخ الهجري

ما هو نسب أنس بن مالك رضي الله عنه

يعود نسب الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- إلى قبيلة في يثرب تُدعى الخزرج الأزدية من بني عدي بن النجار، واسمه الكامل: هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم، ويلتقي نسبه مع النبي -عليه السلام- في عامر بن غنم بن عدي النجار، وأمّا بالنّسة لأمه فقد أسلمت في بداية نشر الدين الإسلاميّ، وقد عرضت على زوجها ذلك فرفض وغضب، ثمّ سافر إلى الشام ومات فيها، وبقيت أمّ أنس مع ابنها الذي يبلغ عشر سنوات فعرضته لخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم.^[5]

نشأة الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه

كما تبيّن سابقًا أنّ  الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين هو أنس بن مالك فقد نشأ -رضي الله عنه- في المدينة المنورة في السنة العاشرة قبل هجرة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وكان أبوه مشركًا بالله تعالى ويُسمى بمالك بن النّضر من بني الخزرج، وكما بيّنا سابقًا أن أمه أمّ سليم بنت ملحان حاولت دعوة مالك إلى الإسلام فرفض رفضًا تامًا فانتقل حينها إلى الشّام ومات كافرًا على أرضها، ومن الجدير بالذّكر أن أمّ سليم تزوجت من الأنصاري أبي طلحة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصحابي أنس بن مالك نشأ على منظور علميّ ولا سيّما في رواية الحديث الشريف عن الرّسول –عليه السلام- وقد عُرف عنه الاحترام الشّديد، حيث لم يروِ الحديث وهو واقفٌ ولا غضبان، بل كان يتفرّغ لروايته من الناحية النفسية والجسدية، كما ـنه حفظ القرآن الكريم في مطلع علمه، بالإضافة إلى حفظه للعديد من الأحاديث النبوية غير التي رواها عن الرّسول الكريم.^[6]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى

رواية الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه للحديث الشريف

بعد أن أجبنا على من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، بادر الصحابي الجليل في الانتقال من الجهاد الفعلي إلى الجهاد المتعلّق بالعلم والفكر، حيث أصبح من كبار رواة الحديث عن الرسول –صلى الله عليه وسلّم- وهي من مراجع السنة النبوية الشريفة الرئيسة؛ لأنه تلقاها عن الرسول –عليه السلام- بصورة مباشرة وسمعها منه تلقينًا وفعلاً، حيث كان كثير الحفظ عنه وتطبيقًا لما يقول، ويعود السبب إلى كثرة ملازمته –رضي الله عنه- للرسول الكريم، ويُضاف إلى ذلك عمره الذي امتدّ كثيرًا ممّا ترتّب على ذلك نشر العلم بصورة أكبر.

ومن الجدير بالذّكر أنّه كان من كبار المؤسسين الذين بنوا طبقة من العلماء الأكفاء في البصرة، ومثال ذلك: الحسن البصري، ومحمد بن سيرين ةغيرهم من العلماء الذين أوقعوا أثرًا كبيرًا في المجتمع التاريخي العريق، كما أنّه طبّق سنة الصحابة الذين سبقوه، وسار في رحلة طلب العلم طوال حياته، حيث كرّس نفسه في دائرة العلم والتعلّم، ووقف أمام أصحاب العقائد الفاسدة ولا سيّما في العراق وغيرها من الدول، ويُعدّ أنس بن مالك من أكثر الصحابة رواية للحديث الشريف، لكنه توقف نقل الحديث في آخر حياته لشدّة ورعه وخوفه من وقوع الخطأ، حيث روى ما يُقارب ألفين ومئتين وستة وثمانين حديث عن الرّسول عليه السلام.^[7]

وفاة الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه

بعد أن تعرفنا من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، توفي أنس بن مالك -رضي الله عنه- في مدينة البصرة الواقعة في العراق، وكان ذلك في السنة الثالة والتسعين للهجرة النبوية، عن عمر مائة وثلاث سنوات، وقد ورد عن بعض العلماء أن وفاته كانت في السنة الثانية والتسعين للهجرة النبوية، ويُستنتج من ذلك أنّ الصحابي الجليل كان من آخر الصّحابة وفاة، فقد وُصف بامتداد العمر، ومن الجدير بالذّكر أنّه امتلك شعرة من الرسول –عليه السلام- فطلب أن تبقى معه بعد دفنه، وعندما توفي وُضعت هذه الشعرة تحت لسانه –رضي الله عنه- بمجرد دفنه.^[8]

كيف كانت معاملة الرسول عليه السلام لخدمه

كانت معاملة الرّسول –صلى الله عليه وسلم- لخدمه معاملة حسنة، حيث كان يأبى ضربهم وينهى عن ذلك، ويُقدم لهم من طعامه ولباسه، ولم يكلفهم بما لا تطيق نفوسهم، ومن الأدلة على ذلك وصف الصحابي الجليل أنس بن مالك بعد خدمته لرسول الكريم: “ما قال لي عن شيءٍ صنعتُه: لمَ صنعتَ هذا هكذا؟ ولا قال لي لشيءٍ لم أصنعْه: ألا صنعتَ هذا هكذا؟”، كما أنه وصفهم بالإخوة في كافة المجالات؛ كالطعام والشراب والعمل والحوار، ولا يتكبّر عليهم أو يهينهم وقد كان يوصي دائمًا بخدمه حتى عند وفاته –عليه السلام- بالإضافة إلى أنّه كان يأمر من ضرب أحدًا من خدمته بالعتق.^[9]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

من هم خدام الرسول صلى الله عليه وسلم

تفرقنا من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، سيتمّ فيما يأتي بيان العديد من خدم الرسول –صلى الله عليه وسلم- غير الصّحابي أنس بن مالك رضي الله عنه:

• عبدالله بن مسعود: كان عبدالله بن مسعود الهذلي –رضي الله عنه- من الأولين الذين دخلوا إلى الدّين الإسلامي، وهو من أقرب الصحابة إلى الرسول –عليه السلام- وهو صاحب سرّه، وقد كان رئيسًا لبيت مال المسلمين في الكوفة، وقد شارك مع الرسول –عليه السلام- كافّة غزواته وكان ملازمًا له وخادمًا في أغلب الأوقات.^[10]
• بلال بن رباح: كان بلال بن رباح الحبشي من السابقين إلى الإسلام، كما أنه أول مؤذن في الإسلام، وهو من العبد الذي أعتقهم أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- وقد هاجر إلى المدينة المنورة وكان مسؤلاً على بيت مال المسلمين، بالإضافة إلى مشاركته أيضًا لكافة الغزوات مع الرسول الكريم.^[11]
• ربيعة بن كعب: كان ربيعة بن كعب الأسلمي –رضي الله عنه- يساعد الرّسول –عليه السلام- في سكب الماء أثناء الوضوء، وقد أحبّ الرسول الكريب لطيبته وسماحته وبشاشة وجهه، كما أنّه طلب منه أن يكون رفيقًا مع في الجنّة.^[12]

بينا في مقالنا من هو الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، كما بيّنا العديد من المعلومات المتعلقة بكيفية تعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع خدمه؛ حيث كان رحيمًا بهم لا يعلو عليهم أو يذمهم، وبيّنا أيضًا أسماء أخرى لبعض خدمه -عليه السلام- مع المعلومات العامة المتعلقة بهم.