عناصر المقال
هل العادة سرية تبطل الصيام قبل الفجر وما هو حكم العادة السرية في الإسلام من المعلومات التي يجب على كل مسلم الاطلاع عليها من أجل التعرف على أحكام الصيام الدقيقة، حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى وفيما يفسد صيامه، خصوصًا في شهر رمضان، يجب أن يحرص المسلم على صحة الصيام حتى يكون في نهاية الشهر من الفائزين، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن حكم الاستمناء في الإسلام، وعلى هل تبطل العادة السرية الصيام قبل الفجر وحكم العادة السرية في رمضان وما إلى هنالك من أحكام ومعلومات متعلقة.
ما هو حكم العادة السرية في الإسلام
ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ الاستمناء Hو ما يسمى بالعادة السرية محرَّم ولا يجوز، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى في كتابه العزيز: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ”،[1] وقد ذهب كثير من السلف إلى إباحته منهم: الحسن وعمرو بن دينار وزياد وأبي العلاء ومجاهد وغيرهم، وذهب بعض الفقهاء إلى أنَّه من الأفعال المكروهة فقط دون التحريم، وقد نقل هذا القول في بعض الروايات عن ابن عباس وعن ابن عمر وعن عطاء، ولكن يرى الجمهور أنَّ الاستمناء محرَّم وغير جائز، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الزواج هو علاج لمثل هذه الحالات، ومن لم يستطع فعليه بالصيام، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ”،[2] حيث أنَّ الصيام وقاية للمسلم من الوقوع في المعاصي والآثام وكبح لشهوات النفس والجسد والله تعالى أعلم.[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة للبنات وما تأثير العادة السرية على العبادات
هل العادة سرية تبطل الصيام قبل الفجر
إنَّ العادة السرية قبل الفجر لا تبطل الصيام، ولا علاقة لصحة الصيام بالعادة السرية أو الاستمناء قبل الفجر، حيث أنَّ الفعل الذي يبطل الصيام هو الاستمناء خلال فترة الصيام من أذان الفجر وحتى أذان المغرب، ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”،[4] ولكن يجب الانتباه كما سبق إلى أنَّ العادة السرية من الأمور المحرمة في الإسلام، ومن الضروري التوبة عن هذا الفعل كما يرى بعض الفقهاء والاستغفار من هذا الإثم والعمل على الإقلاع عنه.[5]
هل العادة سرية تبطل صيام القضاء
إذا كانت العادة السرية خلال النهار وقام بها المسلم وهو صائم فإنها تفسد الصيام، حيث أنَّ أحكام الصيام واحدة لا تختلف سواء كان ذلك صيام الفريضة أو صيام القضاء، ولذلك فإنَّ الصيام يفسد بالعادة السرية حسب ما اتفق عليه الفقهاء في الإسلام، ويجب على من فعل مثل هذه الأمر التوبة إلى الله تعالى، ويجب عليه أن يصوم يومًا آخرَ غير هذا اليوم، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى قوله: “الحال الثاني : أن يمني فيفطر بغير خلاف نعلمه لما ذكرناه من إيماء الخبرين، ولأنه إنزال بمباشرة فأشبه الإنزال بالجماع دون الفرج”، وقال أيضًا في من يستمني وينزل: “ولو استمنى بيده فقد فعل محرما ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل فإن أنزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة”.[6]
شاهد أيضًا: حكم الترجيع في الصيام ، مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم
هل العادة سرية تبطل صيام التطوع
إنَّ أحكام الصيام في الإسلام هي نفسها سواء في صيام التطوع أو في صيام الفريضة أو في صيام القضاء، ولذلك فإنَّ العادة السرية خلال نهار رمضان تبطل الصيام في صيام التطوع، ويجب على المسلم إذا وقع في هذا الفعل وهو صائم أن يستغفر الله تعالى من هذا الفعل، ولو كان صائمًا في رمضان يجب عليه قضاء ذلك اليوم من دون الكفارة، لأنَّ الكفارة تقتصر على الشخص الذي يجامع زوجته في نهار رمضان ولا تجب على من يقوم بالعادة السرية ويفسد صيامه والله أعلم.[6]
هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة في الليل ولم يغتسل
إنَّ الصيام بعد ممارسة العادة السرية في الليل جائز ولا علاقة له بصحة الصيام، حيث أنَّ عدم الاغتسال من الجنابة سواء كانت هذه الجنابة بسبب الاحتلام أو الجماع أو العادة السرية لا يؤثر على صحة الصيام، ويمكن أن يصوم المسلم حتى لو لم يغتسل من الجنابة قبل أذان الفجر، إذ يتسحر كما يتسحر عادة ثم يصوم كما يصوم كل يوم، وحتى لو لم يغتسل إلا بعد طلوع الشمس أو في النهار فصيامه صحيح، ولكن يفضل أن يغتسل المسلم بعد أذان الفجر مباشرة من أجل صلاة الفجر والمحافظة عليها في وقتها ومن أجل قراءة القرآن الكريم والقيام بجميع الطاعات والعبادات في وقتها، لأنه إذا لم يغتسل يمكن أن تفوته إحدى الصلوات ويأثم على هذا الفعل والعياذ بالله.[7][]
شاهد أيضًا: ما حكم من افطر في رمضان وقال هذا ماكتبه الله لي
خطوات عملية لترك العادة السرية
من الضروري أن يحرص المسلم على ترك العادة السرية كونها من المحرمات، ويجب أن يعمل من أجل الابتعاد عن هذه الممارسة والتخلص منها بكل الوسائل الممكنة، لأنَّ هذه العادة تدفع المسلم إلى التقصير الدائم في الطاعات والعبادات جميعها من صلاة وذكر وقرآن، كما تورث في نفس المسلم حب المعصية والميل إلى الفسق والفجور، وفيما يأتي سوف يتم إدراج بعض الخطوات العملية من أجل ترك العادة السرية:[8]
- يجب على المسلم أن يبتعد عن الأدوات جميعها التي تشجعه على ممارسة العادة السرية والتي تثير في نفسه الرغبة بهذه الممارسة، ومن الأمثلة على ذلك: الابتعاد عن المواقع الإباحية وحجبها نهائيًا، حذف جميع الصور والمقاطع المثيرة، عدم مشاهدة أي مشاهد يمكن أن تثير الشهوة الجنسية لديه.
- العمل على الابتعاد عن الفراغ ومحاربته بكل الوسائل المتاحة أيضًا وإشغال النفس بالمفيد، لأنَّ الفراغ قد يورث في النفس التفكير في الشهوات، ومن الأفضل أن ينشغل المسلم بالأعمال النافعة في دنياه وآخرته مثل الرياضة وبالدورات التدريبية المختلفة والأعمال الاجتماعية الخيرية وغيرها.
- السعي إلى الزواج لأنه الحل الأمثل الذي يمكن أن يحمي المسلم من العادة السرية وغيرها من الفواحش والآثام إذا كان المسلم جاهزًا للزواج، وإذا لم يستطع الزواج يجب أن يلجأ إلى الصيام فهو أيضًا وقاء للمسلم، وقد ثبت ذلك في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “النِّكاحُ من سنَّتي ، فمن لم يعمَل بسنَّتي فليسَ منِّي ، وتزوَّجوا ، فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأممَ ، ومن كانَ ذا طَولٍ فلينكَح ، ومن لم يجِد فعلَيهِ بالصِّيامِ ، فإنَّ الصَّومَ لَهُ وجاء”.[9]
- المحافظة على العبادات والطاعات واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والإلحاح عليه بالدعاء من أجل التغلب على هذه العادة المحرمة، والإكثار من الصلاة والدعاء والأذكار والنوافل وقراءة القرآن الكريم.
في ختام مقال هل العادة سرية تبطل الصيام قبل الفجر وما هو حكم العادة السرية في الإسلام تعرفنا على أقوال العلماء في حكم العادة السرية، وعلى حكم العادة السرية في رمضان قبل الفجر، كما تعرفنا على هل العادة السرية تبطل صيام التطوع والقضاء أم لا، وعرفنا هل يجوز الصيام بعد العادة السرية في الليل دون اغتسال وغير ذلك من الأحكام المتعلقة.
المراجع
- ^ سورة المؤمنون، الآيات من 1-7
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن مسعود، البخاري، 1905، صحيح
- ^ islamweb.net، ما نقل عن العلماء في الاستمناء، والصحيح منها، 06/04/2023
- ^ سورة البقرة، الآية 187
- ^ islamonline.net، الاستمناء في رمضان، 06/04/2023
- ^ islamweb.net، أحوال خروج المني وأثرها على الصيام، 06/04/2023
- ^ islamweb.net، ليس من شروط صحة الصوم الغسل من الجنابة، 06/04/2023
- ^ alukah.net، العادة السرية ( أضرارها - حكمها - أسبابها - علاجها ) ، 06/04/2023
- ^ السلسلة الصحيحة، السيدة عائشة، الألباني، 2383، صحيح
التعليقات