عناصر المقال
هل الميت يحس عند الغسل هو الموضوع الذي سوف نتعرَّف عليه، يُعتبر الموت بأنَّه نهاية الحياة الدّنيا والمدخل لحياة الآخرة التي تعدّ دار الجَزاء بلا عمل، فهو يتمثل بخروج روح الإنسان من جسده وينتقل من خلاله من الدنيا لما بعد الموت، وتتوقف حياته ويقوم أهله وسائر المسلمين بغسله ثمّ دفنه، ومن هذا المنطلق ومن خلال هذا المقال سنسلِّط لكم الضوء على الإجابة الصحيحة حول سؤال هل الميت يحس عند الغسل، وحكم غسل الميت في الإسلام.
حكم غسل الميت في الإسلام
إنّ حكم غسل الميت في الإسلام هو فرض كفاية وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعة[1]، فقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتغسيل الموتى مثلما يغسل المسلم وهو على قيد الحياة، فقد ورد عنِ ابنِ عبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: “بينما رجلٌ واقِفٌ بعرَفَةَ، إذْ وَقَعَ عن راحِلَتِه، فوقَصَتْه- أو قال: فأَوْقَصَتْه- قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “اغسِلوه بماءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنوه في ثوبينِ..”[2]، فالحاصل أنّه يتوجب أن يغسل جميع جسد الميت ويعمُّه الماء من رأسه حتى أسفل قدميه مرة واحدة، بدليل ما جاء في حديث عن أم عطية نسيبة بنت كعب -رضي الله عنها- أنًّها قالت: “تُوُفِّيَتْ بنْتُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ لَنَا: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، إنْ رَأَيْتُنَّ، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَنَزَعَ مِن حِقْوِهِ إزَارَهُ، وقالَ: أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ”[3].
هل الميت يحس عند الغسل
إنّ إحساس الإنسان بعد خروج روحه هو من الغيبيَّات التي لم يتعمَّق الشَّرع الحنيف بالحديث عنها، فلم يشملها بصورة واضحة، لذا تعتبر من الأمور التي لا يصحُ الحديث عنها إلّا إن أتى فيها دليل قطعيّ، والأفضل التوقف عن الحديث والخوض في مثل هذه الأمور الغيبيَّة [4]؛ لقول الله تعالى : “وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً”[5]، كما أنَّ الميت لا يرى جسده وهو يغسل أو يحمل إلى القبر؛ لأن الروح قد خرجت منه ، ولن تعاد له إلا وهو في قبره عند الامتحان، ولكن قد اختلف العلماء في تلك المسألة الفقهية، فقد ذهب بعض العلماء إلى أن الميت يحس بمن حوله، بدليل ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ العَبْدَ إذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ وتَوَلَّى عنْه أصْحَابُهُ، وإنَّه لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ فيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولَانِ: ما كُنْتَ تَقُولُ في هذا الرَّجُلِ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّا المُؤْمِنُ، فيَقولُ: أشْهَدُ أنَّه عبدُ اللَّهِ ورَسولُهُ، فيُقَالُ له: انْظُرْ إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قدْ أبْدَلَكَ اللَّهُ به مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، فَيَرَاهُما جَمِيعًا”[6]، أما البعض الآخر ذهبوا إلى أنّ الميت لا يحس بما يحدث أثناء الغسل، بدليل قوله تعالى: “وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ”[7].
شاهد أيضًا: تفسير حلم الجلوس مع الميت والتحدث معه
طريقة غسل الميت
تتمثل طريقة غسل الميت بالبدء بمواضع الوضوء كما كان يفعل في الحياة الدنيا عندما كان على قيد الحياة، وذلك لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد أمر بالبدء بمواضع الوضوء، ففي الحديث الصحيح عن أم عطية نسيبة بنت كعب الأنصاري أنَّها قالت: “قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهنَّ في غَسْلِ ابْنَتِهِ: ابْدَأْنَ بمَيَامِنِهَا ومَوَاضِعِ الوُضُوءِ منها”[8]، حيثُ يبدأ المسلم الذي يغسِّل بمسح أسنان الميت ثمَّ أنفه ثمَّ يغسل وجهه ثلاث مراتٍ وذلك أفضل وأكمل، ثمَّ ينتقل إلى غسل الذراعين مع المرفقين ثلاث مرات، وبعد ذلك يقوم بمسح رأسه مع أذنيه، ثم ينتقل إلى غسل القدمين، ثم يصبِّ الماء على رأس الميت ثلاث مرات ويغسله بالماء والسّدر، بعد ذلك يفيض بالماء على جسده، وينبغي أن يبدأ بالشق الأيمن ثم الشق الأيسر إلى أن يعمَّ البدن مرةً واحدة، وهذا الواجب، ومن الجدير بالذّكر أنه يمكن أن يكرر ذلك ثلاث مرات وهو أفضل، أو خمس مرات يكون أفضل وترًا، وذلك اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان على جسد الميت أوساخ أو لصوقات يزيد في الغسل حتى تذهب الأوساخ كلَّها ولو وصل إلى سبع مرات ولكن يبقي الغسل وترًا وترًا أفضل، وأخيراًا ينقي الجسم بالماء والسدر ويستحب أن يكون فيه كافور، لأن هذا يطيب البدن ويقويه ويصلبه وتظل رائحته طيبة.[1]
أضرار حضور غسل الميت
لم يرد في كتاب الله أو سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- بوجود أضرار عند حضور غسل الميت، ولكن ذهب العلماء إلى أنَّه يُكره حضور غسل الميت لغير حاجة، وقد قال ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في ذلك: “يكره لغير مغسل ومن يعينه حضور غسل الميت، لأنه يكره النظر إلى الميت إلا لحاجة، ويستحب للحاضرين غض أبصارهم عنه إلا من حاجة، وسبب ذلك أنه ربما كان بالميت عيب يكتمه، ويكره أن يطلع عليه بعد موته، وربما حدث منه أمر يكره الحي أن يطلع منه على مثله، وربما ظهر فيه شيء هو في الظاهر منكر فيحدث به، فيكون فضيحة له، وربما بدت عورته فشاهدها، ولهذا أحببنا أن يكون الغاسل ثقة أمينا صالحا؛ ليستر ما يطلع عليه”، وإلى هذا ذهب معظم الفقهاء مثل الإمام النووي وغيره [9]، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد عدد محدد للذين يجب أن يحضروا تغسيل الميت، حيثُ أنّ ذلك يكون حسب الحاجة، فقد ورد في الحديث الذي روته أم عطية نسيبة بنت كعب حيث قالت: “دَخَلَ عَلَيْنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ونَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ، فَقالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا، أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، بمَاءٍ وسِدْرٍ، واجْعَلْنَ في الآخِرَةِ كَافُورًا، فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي، فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ، فألْقَى إلَيْنَا حِقْوَهُ، فَقالَ: أَشْعِرْنَهَا إيَّاهُ. فقالَ أَيُّوبُ: وحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بمِثْلِ حَديثِ مُحَمَّدٍ، وكانَ في حَديثِ حَفْصَةَ: اغْسِلْنَهَا وِتْرًا. وكانَ فِيهِ: ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا. وكانَ فيه: أنَّهُ قالَ: ابْدَؤُوا بمَيَامِنِهَا، ومَوَاضِعِ الوُضُوءِ منها، وكانَ فِيهِ: أنَّ أُمَّ عَطِيَّةَ قالَتْ: ومَشَطْنَاهَا ثَلَاثَةَ قُرُونٍ”[10]، فقد دلَّ الحديث على جواز ذلك حسب الحاجة.
هل الميت يحس قبل الدفن بمن حوله
بينت السّنة النبوية الشريفة بأنّ الميت يشعر قبل دفنه وبعد الدّفن بمن حوله من خلق[11]، فالميت يسمع حديث الّذين حوله عند غسله وتكفينه، بدليل ما ثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الميت يعرف من يغسله ويحمله، ومن يكفنه ويدليه في حفرته”، وعن عمر بن دينار قال: “ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل، وكيف يكفن، وكيف يمشى به، ويقال له وهو على سريره: اسمع ثناء الناس عليك”[12]، كما يشعر الميت بعد دفنه بمن يزوره من أهله ويأنس بمن يدعو له، ومن الجدير بالذذكر أنّه يستبشر بالّذين يدعون له ويترحّمون عليه سواء قبل دفنه أو بعد، فقد ورد في صحيح مسلم أنّ عمرو بن العاص قبل أن يموت قال لأصحابه رضوان الله عليهم: “فإذا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرابَ شَنًّا، ثُمَّ أقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ ما تُنْحَرُ جَزُورٌ ويُقْسَمُ لَحْمُها، حتَّى أسْتَأْنِسَ بكُمْ، وأَنْظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي”[13]، والله أعلم.
هل الميت يحس باولاده
إنّ البحث عن هل الميِّت يحسُّ عند الغسل يدفع البعض للبحث عن هل الميِّت يحسُّ بأولادهِ، إنّ الميت لا يشعر بأحوال أهله [14]؛ فلم يرد في كتاب الله وسنة رسوله -عليه السلام والسلام- بنصٌّ واضحٌ يُظهر أنّ الميت يشعر بأولاده بعد موته، فإن مات العبد انتقل إلى عالم البرزخ، وهذا العالم لا يعلم أهل الدنيا شيئا عن أهله إلا ما جاء به الوحي، أو أخبر به النّبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد عن أهل العلم أنّ الميت يعلم من يزوره إذا كان يعرفه في الدنيا ويستأنس بأحبابه إذا زاروه، ويرد عليهم السلام إن سلموا عليه ويفرح بدعائهم له، كما يعلم أخبار أهله من خلال سؤال من لحق به من الموتى، ومن الجدير بالذّكر أنَّه يجب على أهل الميت أن لا يبخلوا عليه بالزيارة و أن يدعو له عند زيارته وأن يترحمّوا عليه، فالدّعاء هو أكثر ما ينفع الميت في قبره ويخفف عنه ما يقاسيه من العذاب فتنزل بردًا وسلامًا في قبره.[15]
شاهد أيضًا: هل يشعر الميت بمن يبكي عليه
هل الميت يسمع بكاء أهله قبل دفنه
إنَّ الميت يشعر ببكاء أهله عليه [16]، فقد وردَ هذا القول عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ذكر أهل العلم والفقه في الأثر، فقد جاء في الحديث أنَّه عندما أصيب الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أقبل عليه الصحابي الجليل صهيب -رضي الله عنه- يبكي ويصيح على ما حدث لأمير المؤمنين، فردَّ عليه خليفة المسلمين وأخبره بما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قصة البكاء على الميت، فقال له: ” عَلَامَ تَبْكِي؟ أَعَلَيَّ تَبْكِي؟ قالَ: إي وَاللَّهِ لَعَلَيْكَ أَبْكِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قالَ: وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتَ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن يُبْكَى عليه يُعَذَّبُ “[17]، وإلى هذا ذهب الإمام ابن القيم وشيخ الإسلام ابن تيمية، فالميت عند سماع بكاء أحبابه عليه يتألم، ويرقُّ لهم ويحزن على ما أصابهم من هلع وجزع ويصيبه الأسى عليهم، وهذا يدل على أنَّ الميت يشعر بمن يبكي عليه والله تعالى أعلم.
هل يشعر الميت بالدود
قد أوضحنا سابقًا الإجابة الصحيحة حول سؤال هل الميت يحس عند الغسل، أمّا هُنا فسنتحدّّث عن هل يشعر الميت بالدود، بيّن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنَّ كل أهل الأرض عرضة لأن تتحلل أجسامهم ويأكلها الدود باستثناء الأنبياء؛ وهذه كرامة لهم من الله -تعالى- في مماتهم، فقد حرَّم الله -تعالى- على الأرض أكل أجسام الأنبياء -عليهم السلام- بدليل ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “ليسَ مِنَ الإنْسانِ شيءٌ إلَّا يَبْلَى، إلَّا عَظْمًا واحِدًا وهو عَجْبُ الذَّنَبِ، ومِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَومَ القِيامَةِ”[18]، ولكن في مسألة شعور الميت بأكل الدود له وتحلُّله ذكر موقع إسلام ويب تفصيلاً لذلك فيما يأتي:[19]
فإذا كان الشخص مؤمناً صالحاً مستقيماً… فإنه لا يحس بتحلل جسده لما في إحساسه لذلك من العذاب له الذي يتنافى مع رحمته التي تواترت بها نصوص الوحي من الكتاب والسنة، ولذلك قال ابن عمر: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله. ففي سير أعلام النبلاء: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، وذلك حين صلب ابن الزبير فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري. وهذا في أجساد المؤمنين.
أما أجساد الكفار والعصاة الذين لم يتجاوز الله عنهم فيمكن أن يكون ذلك عذاباً لهم، لما ثبت أن نعيم القبر وعذابه يلحقان الروح والبدن معاً كما هو اعتقاد أهل السنة.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام عن الميت إذا كان عليه قضاء
أفضل دعاء للميت قبل الدفن
يعتبر الدعاء هو الصلة التي تربط الإنسان بالله تعالى، فعندما يرحل الإنسان إلى عالم الأموات يعلم أنّ لا ملجأ من الله -تعالى- إلا إليه، لذا يُعدّ الدّعاء من الأعمال الصالحة التي تعينه في عالم الآخرة لذلك يهرع أهل الميت وأحباؤه للدعاء له، ومن أبرز الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للميت قبل دفنه ما أُثر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه دعا بها، ما يأتي:
- “اللَّهُمَ اغفرْ لَهُ وارحمْهُ، وعافِهِ واعفُ عنه، وأكرِمْ نزلَهُ، وأوسعْ مُدخلَهُ، واغسلْهُ بالماءِ والثلجِ والبردِ، ونقِّهِ مِنَ الخطَايَا كمَا يُنَقَى الثوبُ الأبيضُ مِنَ الدنسِ”.
- “اللهم اغفرْ لحيِّنا وميتِّنا، وشاهدِنا وغائِبِنا، وصغيرِنا وكبيرِنا، وذكرِنا وأُنثانا، اللهمَّ مَنْ أحْيَيْتَهُ منَّا فاحيِهِ على الإسلامِ، ومن توفيتَهُ منَّا فتوفهَّ ُعلى الإيمانِ، اللهم لا تَحْرِمْنا أجرَهُ، ولا تُضِلَّنا بعدَهُ”.
- “اللَّهمَّ اغفرْ لَهُ وارحمهُ، واعفُ عنهُ وعافِهِ، وأكْرِم نُزلَهُ، وَوسِّع مُدخَلَهُ، واغسلْهُ بماءٍ وثلجٍ وبَردٍ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما يُنَقَّى الثَّوبُ الأبيضُ منَ الدَّنسِ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ، وقِهِ عذابَ القبرِ، وعذابَ النَّارِ”
شاهد ايضًا: دعاء الصبر على فراق الميت
ما يحدث للميت في القبر
هناك العديد من الأدلة القطعية التي وردت في كتاب الله -عزّ وجل- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- تدل على أنّ الميت في قبره يتنقل بين عدة مراحل ما بين النعيم والعذاب حسب أعماله، وفيما يأتي بيان بعض ما يمر به الميت في قبره من النّصوص الصّحيحة في القرآن والسنة:[20]
- يثبت الله -سبحانه وتعالى- من آمن به على الحق والإيمان إذا مات ودخل قبره، فإذا أتاه الملكان الموكلان به ليحاسباه، نطق بما كان عليه من الإيمان والتّقوى، بدليل قوله تعالى: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ”[21].
- بعد نزول الميت في قبره وطمره بالتراب، يأتيه ملكان من عند الله -سبحانه وتعالى- فيقعدانه ويهيئانه للحساب، فيسألانه عن ربه وعن دينه، وعن إيمانه بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الشخص مؤمن وصادق يجيب بثقة وثبات على جميع ما يسألانه، أما المنافق أو الكافر لا يجد إجابة لأي سؤال فيقول: هاه لا أدري، وذلك لضعف إيمانه وتعلقه بالدنيا، وبعد الإجابة عن هذه الأسئلة يبين موقع الفرد إما إلى الجنة وإما النّار.
- يبدأ عذاب القبر لمن استحق العقوبة من الله -تعالى- بعدة مراحل، حيثُ يرى الكافر مقعده في النار كل يوم، ليعلم مصيره ببعده عن الله -تعالى- وإقباله على أهواء الدنيا، لقوله تعالى: “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا”[22]، أمّا المسلم الحقّ، فإنه يتعذب بقدر ذنوبه في الدّنيا حتى تزول، ويتمتع بنعيم أهل الإيمان والتقوى والعمل الصالح.
إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل الميت يحس عند الغسل، فقد عرفنا في هذا المقال بعض من المعلومات حول حكم غسل الميت في الإسلام، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، ثمّ تعرفنا على طريقة تغسيل الميت، ومعرفة أضرار حضور غسل الميت، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن ما يحدث للميت في القبر.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa، صفة غسل الميت وتكفينه، 11/11/2022
- ^ الاستذكار ، الإمام أحمد، أم عطية نسيبة بنت كعب، 2/531، لا أرفع ولا أحسن منه.
- ^ صحيح البخاري، البخاري، نسيبة بنت كعب، 1257، صحيح البخاري، نسيبة بنت كعب، 1257، صحيح.
- ^ islamqa.info، يسأل : هل يشعر بما يحدث له ولروحه بعد الموت .، 11/11/2022
- ^ سورة الإسراء ، الآية 36
- ^ السنن الكبرى للبيهقي ، البيهقي، أنس بن مالك، 4/80 ، ثابت.
- ^ سورة فاطر، الآية 22
- ^ صحيح البخاري ، البخاري، أم عطية نسيبة بنت كعب، 167، صحيح
- ^ islamqa.info، هل يحضر غسل الميت من لا حاجة له؟، 11/11/2022
- ^ صحيح البخاري ، البخاري، أم عطية نسيبة بنت كعب، 1254، صحيح.
- ^ islamweb.net، مدى شعور الميت بالأحياء من حوله قبل الدفن، 11/11/2022
- ^ shamela.ws، كتاب بشرى الكئيب بلقاء الحبيب، 11/11/2022
- ^ صحيح مسلم ، مسلم، عمرو بن العاص، 121، صحيح
- ^ binbaz.org.sa، هل يشعر الميت بأحوال أهله من بعده؟، 11/11/2022
- ^ islamweb.net، هل يعلم الميت أحوال أهله وما يدور حوله، 11/11/2022
- ^ shamela.ws، كتاب أحكام الجنائز، 11/11/2022
- ^ صحيح مسلم، مسلم، عمر بن الخطاب، 927، صحيح.
- ^ صحيح البخاري ، البخاري، أبو هريرة، 4935، صحيح.
- ^ islamweb.net، مدى إحساس الميت بتحلل جسده، 11/11/2022
- ^ binbaz.org.sa، الحياة في القبر، 11/11/2022
- ^ سورة إبراهيم ، الآية 27
- ^ سورة غافر ، الآية 46
التعليقات