هل تركيب الرموش يمنع الوضوء

هل تركيب الرموش يمنع الوضوء إسلام ويب

بينّ موقع إسلام ويب للفتاوى الشرعيّة أنه إذا كانت الرُّموش الصّناعيَّة مادة لها جرم، بحيث عندما توضع على الجسم تبقى متماسكة الأجزاء، وهكذا تمنع وصول الماء إلى الوجه فإن الوضوء لا يصح مع وجودها، فقد جاء عَنْ خَالِدِ بنِ معدان -رضي الله عنه- قال: ” عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلّي وَفِي ظَهْرِ قَدَمِهِ لُمْعَةٌ قَدْرُ الدِّرْهَمِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ”^[5]، حيثُ يدل هذا الحديث على أنّه يجب أن يصل الماء إلى جميع أجزاء عضو الوضوء لأن الأهداب داخلة في حد الوجه، أمَّا إذا كانت لا تمنع وصول الماء إلى الوجه بأكمله تجزئ الطهارة مع وجودها، وقد بين أهل العلم ضابط ما يمنع وصول الماء حيثُ قال النووي -رحمه الله- في ذلك: “إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء أو أشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته سواء كثر ذلك أم قلّ.َ ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحِناء ولونه دون عينه أو أثر دُهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها، لكن لا يثبت صحت طهارته”.^[6]

هل تركيب الرموش يمنع الوضوء عند الشيعة

حكم تركيب الرموش لمدة اسبوع

لا يجوز تركيب الرُّموش لمدة يوم أو يومين أو أسبوع، لأنها تشبه الوصل، أي وصل شعر الرَّأس، ففيه تغيير لخلق الله -تعالى- وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- الواصلة والمستوصلة، أمَّا لو كانت لضرورة كمن أصيب بحرقٍ فتلفت رموشه ونحوه من الآفات فلا حرج عليه لو تشوّهت العين وتلف منظرها، فقد قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- في ذلك: “لا يجوز تركيب هذه الرموش على العينين، لدخوله في وصل الشعر، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، فإذا نهي عن وصل شعر الرأس بغيره فكذلك رمش العين لا يجوز وصله”.^[8]

تركيب الرموش المؤقتة

اختلف علماء الدين في حكم تركيب الرموش المؤقتة، فقد جاء اختلاف أهل العلم على قولين، فمنهم من رأى أنها جائزة، ومنها من رأى أنها حرام، وفيما يأتي سيتم بيان تفصيل الفولين:^[9]

• الفريق الأول: حرمة تركيب الرموش المؤقتة، لأن بهما تقع مفسدتان، أولهما تغيير في خلق الله -سبحانه وتعالى- من خلال التعديل أو الزيادة والتجميل على خلقه، وثانيهما أن تركيب الرموش المؤقتة تدخل في باب المنهي عنها وفقًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن عبدالله بن عمر قال: “إن رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ^[1]“.
• الفريق الثاني: يجوز تركيب الرموش المؤقتة للضَّرورة، كأن يكون إخفاءً لعيب أو لمرض أو حرق، فهو في هذه الحالة يكون مباحًا إن كان الضرر أدى لتغيير الشكل، فهذا الأمر لا حرج فيه إن كان تركيب الرموش أدى الأمر المطلوب، فالضرورات تبيح المحظورات، ولكن يشترط في وضع الرموش المؤقتة أن تكون بالقدر المناسب غير المبالغ فيه.

زينة المرأة المسلمة

لم يترك الدين الإسلامي الحنيف أمرًا من أمور المسلمين إلا وتناولها بالتفصيل، فالزينة هي تحسين الأشياء بغيرها من الأمور من لبسٍ وحليٍّ وجواهر، والزينة بهجة العين، وهل كلّ ما يقوم الإنسان بالتزين فيه، ممّا يكسبه جمالًا ونحوه، وقد جُبلت المرأة على حب الزينة والتجمُّل والعناية بمظهرها، لذا فصل الشرع في بيان ما يجوز وما لا يجوز لها من خلال العديد من الضوابط والأحكام، وليست هذه الضوابط تقييدًا للمرأة وإنما حفظًا لدينها وعرضها وصحتها، فقدم حرم الإسلام ما كان من الزينة ما يغيير في خلق الله -تعالى- أو يكون سببًا في خداع الناس والتدليس عليهم، أو أن تتبرج فيها فتظر مفاتنها وزينتها لغير محارمها من الرجال.^[10]

في حين يجوز لها أن تظهر لزوجها من الزينة ما لا يجوز لغيره ما لم يكن أمرًا يحرمه الله عز وجل، وقد أوضح النبي -عليه الصلاة والسلام- الأمور التي يجب على المرأة أن تبتعد عنها وإلا ينالها لعنة من الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: “لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ”^[1]، وفي تفسير هذا الحديث نتف الحاجب ووصل الشعر والرموش وتفليج الأسنان والعمليات التجميلية التي لا حاجة لها كتصغير الأنف ونفخ الشفاة والوشم.^[10]