هل تركيب اللولب يفطر الصائم وما حكم استخدامه في الإسلام

هل تركيب اللولب يفطر الصائم وما حكم استخدامه في الإسلام، من الأسئلة التي تشغل كثيرات من نساء المسلمين في أيام شهر رمضان المبارك، إذ توجد أحكام كثيرة يجب الاطلاع عليها حتى تستطيع المرأة المسلمة المحافظة على صحة الصيام خلال شهر رمضان وحتى تنال الأجر الكبير من الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن حكم استخدام اللولب في الإسلام، وعن حكم تركيب اللولب خلال الصيام وإذا ما كان اللولب يفسد الصيام أم لا، بالإضافة إلى حكم الحقنة المهبلة والتحاميل المهبلية في رمضان وما إلى هنالك من معلومات متعلقة.

حكم استخدام اللولب في الإسلام

اختلف الفقهاء من أهل العلم في الإسلام في حكم استخدام اللولب بالنسبة للمرأة، وذهب كثيرون إلى أنَّ اللولب مثل العزل يجوز استخدامه إذا ما كان ذلك للضرورة وبعد رضى الطرفين الزوج والزوجة على ذلك، وقد أشار الفقهاء إلى أنَّ العزل جائز عند الضرورة ولا حرج فيه، وذلك استنادًا إلى الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ والقرآنُ ينزلُ : وقال : كنا نَعْزِلُ على عهدِ رسولِ اللهِ فبَلغ ذلك رسولَ اللهِ فلم يَنْهَنا”،^[1] ولكن يجب الحذر إلى أنَّه من الأفضل أن تقوم المرأة بتركيب اللولب لنفسها أو يركبه لها زوجها إن استطاع، لأنَّ تركيبه يتطلب الاطلاع على العورة المغلظة والتي لا يجوز أن تكشَف على أحد إلا عند الضرورة القصوى كما أشار العلماء.^[2]

شاهد أيضًا: هل جهاز التنفس يفطر الصائم ، هل جهاز البخار يفطر الصائم

هل تركيب اللولب يفطر الصائم

إنَّ تركيب اللولب عند المرأة لا يفطر خلال الصيام كونه ليس من الطعام ولا الشراب ولا يقوم مقامهما، ولأنَّ اللولب ليس طعامًا يتغذى من الجسم أو يستفيد منه، ولا علاقة لاستخدام اللولب بصحة الصيام على الإطلاق، وقد أشار إلى ذلك كثير من الفقهاء، وقد أشار إلى ذلك الشيخ الدكتور صلاح الصاوي بقوله عن اللولب: “أما أثره بالنسبة للصوم فإنه لا يفسد الصوم، ولا علاقة له بصحته؛ لأنه ليس طعامًا ولا شرابًا يستفيد منه الجسم، والله تعالى أعلى وأعلم”.^[3]

هل الحقنة المهبلية تفطر

ذهب فقهاء وأئمة المذاهب الأربعة إلى أنَّ التحاميل الشرجية والمهبلية تفسد الصيام، لكن رغم ذلك ظهر كثير من الشيوخ والأئمة الذين خالفوا مذاهبهم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حزم وغيرهما، وقد ذهب الفقهاء المعاصرون إلى أنَّ التحاميلة والحقن المهبلية لا تفطر الصائم ولا تفسد الصيام، وهذا ما ذهب إليه المجمع الفقهي الإسلامي، وقد ذهب معظم الفقهاء إلى أنَّ هذا هو القول الراجح، كون الحقنة المهبلية لا يحصل بها الجسم على التغذية، وإنَّ أصل المفطرات هي الطعام أو الشراب أو ما يحل محلهما، والحقن المهبلية لا تحل محل الطعام ولا محل الشراب، ولو كانت من المفطرات لبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنَّ الصيام ركن عظيم وأحد أركان الإسلام الخمسة ولم يرد أنها تبطل الصيام لا عنه ولا عن صحابته الكرام رضي الله عنهم.^[4]

شاهد أيضًا: هل صبغ الشعر يفطر الصائم ، حكم صبغ الشعر في الإسلام

حكم نزول دم بعد إزالة اللولب

إنَّ أصل الدم الذي ينزل على المرأة هو دم حيض إذا لم يتجاوز خمسة عشر يومًا، وهذا ما ذهب إلى جمهور الفقهاء من أهل العلم، ولذلك إذا كان هذا الدم قد نزل بعد انقضاء أقصى وقت لمدة الدورة الشهرية وهي 15 يومًا، فإنه دم نزف أو استحاضة، ويجب على المرأة أن تغسله وتتوضأ عند كل صلاة، ويجوز أن يأتيها زوجها ولا حرج في ذلك، وقد يؤكد الطبيب الثقة أن ذلك الدم هو دم نزف جروح نتيجة اللولب، وعند ذلك أيضًا لا يكون حيضًا، وقد حدد بعض الفقهاء أن أقصى مدة للعادة الشهرية أو لنزول دم الحيض هي 13 يومًا فقط وهم أصحاب المذهب الحنبلي، فإذا نزل الدم خارج هذه الأيام يعدُّ دم استحاضة تتوضأ المرأة خلاله عند كل صلاة ويجامعها زوجها ولا حرج في ذلك.^[5]

في ختام مقال هل تركيب اللولب يفطر الصائم وما حكم استخدامه في الإسلام تعرفنا على حكم تركيب اللولب عند المرأة في الشرع الإسلامي، كما عرفنا حكم تركيب اللولب خلال الصيام وتأثير استخدام اللولب على صحة الصيام، كما تعرفنا على حكم الحقنة المهبلية أو التحميلة المهبلية في الصيام، وحكم الدم الذي ينزل بعد نزع اللولب وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بتركيب اللولب.