هل حقن فيتامين ب 12 تفطر ، هل إبرة فيتامين د تفطر الصائم

هل حقن العضل تفطر

ذهب كل من الشيخ ابن باز وابن عثيمين والمجمع الفقهيّ واللَّجنة الدَّائمة إلى أنّ حقن العضل لا تفطر الصائم، حيثُ إنّ الحقن العلاجية لا تفطر؛ لأنها لا تدخل إلى الجوف من منفذ مفتوح، والأحوط أن تكون هذه الإبرة بالليل، أمّا الحقن الوريدية التي تحتوي على سوائل مغذية تُفطر؛ حيثُ إنّها تشبه الطعام والشراب وتغني عنهما، وعليه فإن الإبر العلاجية التي يمكن أن يأخذها المسلم أثناء صومه إما أن تكون مما تحصل به التغذية وبناء الجسم وهو من المفطرات، لأنه حمل معنى الأكل والشرب، وإما أن تكون الإبرة مما لا يحصل به ذلك وهذا لا يفطر به المسلم لأنّه لا يعوض عن المأكل والمشرب، ولا يحمل معنى الطعام والشراب، والله ورسوله أعلم.^[3]

حكم الإبرة في العضل أو الوريد للصائم ابن باز

ورد عن الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنّ لا حرج في أخذ إبرة في العضل أو الوريد للصائم من أجل العلاج، ولكن الأفضل أن يتم تأجيلها لليل، ويكون الصوم في هذه الحالة صحيحًا بإذن الله، وفيما يأتي نذكر نص فتوى الشيخ ابن باز كاملة بالتفصيل:^[4]

“الصحيح أنه لا حرج فيها، لكن إذا أجَّلها إلى الليل يكون أحوط، وإلا فلا تُبطل الصوم، وإبر العضل أقلّ وأسهل، ما دامت لإسكان الألم فلا بأس، أو لتخدير العضو حتى يُعالج؛ لا بأس، أما إبر التَّغذية فإنها تُفطّر، أما لو لم تكن للتغذية صومه صحيح؛ لأن الحقنة في الوريد ليست من جنس الأكل والشرب، وهكذا الحقنة في العضل من باب أولى، لكن لو قضى من باب الاحتياط كان أحسن. وتأخيرها إلى الليل إذا دعت الحاجة إليها يكون أولى وأحوط؛ خروجًا من الخلاف في ذلك. وفق الله الجميع”.

هل إبرة البنج تفطر الصائم

بين أهل العلم أنَّ إبر البنج الموضعي لا تفطر، فهي ليست بحكم الأكل والشرب وليس في أخذ الصائم لها حرج في نهار رمضان، وصومه صحيح، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن إبر البنج التي توضع في الأسنان من أجل علاجها هل تفطر الصائم، فأجاب: “لا ، لأن البنج لا يفطر. البنج موضعي يؤثر على الموضع بالخدورة ولكنه لا يصل إلى المعدة فمن بُنِّجَ وهو صائم نفل أو فرض فصيامه صحيح”، أمّا البنج الكامل يفسد الصوم ويلزمه القضاء، حيثُ قد قال ابن قدامة في ذلك: “متى أغمي عليه جميع النهار، فلم يفق في شيء منه، لم يصح صومه، في قول إمامنا والشافعي”،  وعليه ينبغي على الصائم أخذ إبرة البنج الموضعي التي لا تفطره في نهار رمضان، والله تعالى أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل نفخ البالون يفطر الصائم

إبرة الباراسيتامول الوريدي لا تفطر الصائم بإذن الله تعالى، فهي من أنواع الإبر غير المغذية، سواء تمّ أخذه في الوريد أو في العضل، فهذه الإبر لا تغذي الصائم، وليست بحكم الأكل والشرب ولا في معناهما، ولا حرج على الصائم إن أخذها في نهار رمضان، وصومه صحيح بإذن الله، وهو ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أنّ الإبر العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية لا تعدّ من المفطرات، إلّا ما كان منها مغذيًا، وقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في ذلك: “الإبر التي لا تغذي أي لا يُستَغْنَى بها عن الأكل والشرب فهذه لا تفطر؛ لأنه لا ينالها النص لفظًا ولا معنًى، فهي ليست أكلاً ولا شرابًا، ولا بمعنى الأكل ولا الشرب، والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بمقتضى الدليل الشرعي”.^[6]

هل الإبر تحت الجلد تفطر الصائم

لا تفطر الإبر التي يتم أخذها تحت الجلد أثناء الصيام، ويصح الصيام، عدا عن أخذ الحقن المغذية لأن أهل العلم ذهبوا إلى أنَّها تُفسد الصِّيام ويلزمه القضاء، ومن الواجب على المسلم أن يحافظ على صيامه وأن يكون بعيدًا عن الشبهات، ولكن إن احتاج للعلاج عن طريق تعاطي أيّ شيء من الإبر ونحوها، فالأفضل أن يؤجلها لليل، أما لو تعذَّر ذلك فيتعالج ويأخذ الإبرة ويقضي اليوم في وقتٍ آخر إن كانت إبرة مغذية، والله أعلم.^[1]