هل يجوز اكل لحم التمساح

هل يجوز اكل لحم التمساح، فقد أحل الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين ما يأكلوه من اللحم وفق شروط الشريعة الإسلامية، وحرم لحومًا على المسلمين، فلا يأكلوها ولا يقربوها، ولكن هناك بعضٌ من أنواع اللحوم التي يرغب الكثير من المسلمين في معرفة حكمها الشرعي، كي لا يقعوا في إثم أكلها لو كانت محرمة، وفي هذا المقال عبر موقع تصفح، سنبيّن لكم هل يجوز اكل لحم التمساح.

هل يجوز اكل لحم التمساح

اختلف العلماء والفقهاء في هل يجوز اكل لحم التمساح أم لا حيث ذهب رأي الجمهور وقرارهم إلى تحريم أكله وحجتهم في ذلك أنَّ له نابًا يفترس به، بينما ذهب المالكية إلى جواز أكله، وحجتهم في ذلك أنه يدخل في عموم قوله تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِىٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”^[1]، وما ورد عن النبي صل الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنه قال في البحر: “هو الطهور ماؤه، الحل ميتته”^[2]، وقد سُئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: أيحل أكل التمساح، فأجابوا: قيل: يؤكل كالسمك؛ لعموم ما تقدم من الآية والحديث، وقيل: لا يؤكل؛ لكونه من ذوات الأنياب من السباع، والقول الأول هو الراجح، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[3]

هل يجوز اكل لحم التمساح عند ابن عثيمين

بعد معرفة هل يجوز اكل لحم التمساح أم لا، لا بُدَّ من معرفة رأي الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله في ذلك، حيث ذهب إلى أن كل صيد البحر حلال سواء كان حيًا أو ميتًا، واستند في ذلك على قول الله ع  وجل في القرآن الكريم: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِىٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”، كما استند على قول ابن عباس رضي الله عنهما: “صيد البحر: ما أخذ حيًّا، وطعامه: ما وُجد ميتًا”، وقال ابن عثيمين حمه الله: إنّ بعض أهل العلم استنى التمساح؛ لأنه من الحيوانات المفترسة، فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن كل ذي ناب من السباع من وحوش البر، فإن هذا أيضًا محرم، ولكن ظاهر الآية الكريمة التي تلتها أن الحل شامل للتمساح، كما قال الشيخ بعد ترجيح جواز أكل التمساح وحية البحر: إن الصواب أنه لا يستثنى من ذلك شيء، وأن جميع حيوانات البحر التي لا تعيش إلا في الماء حلال، حيّها، وميتها. ^[4]

حكم اكل لحم التمساح اسلام ويب

بعد معرفة قول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن هل يجوز اكل لحم التمساح، يجب الآن معرفة حكم أكل لحمه، فقد ذهب جمهور مذهب الشافعية، والحنفية، والحنابلة، إلى أنه محرّم على الراجح، وإنما حرم لحم التمساح لما فيه من خبث وضرر، وهذا كلام التنبيه الذي يقتضي أن تحريمه لكونه مما يتقوى بنابه، ولا ينبغي تعليل تحريمه بذلك، فإن في البحر حيوانًا كثيرًا يفترس بنابه كالقرش وغيره، وهو حلال، ومما ورد في “الروض المربع”: يباح حيوان البحر كله؛ لقول الله سبحانه وتعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ ٱلْبَحْرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ۖ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ ٱلْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا ۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِىٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”، إلا الضفدع؛ لأنها مستخبثة، وإلا التمساح؛ لأنه ذو ناب يفترس به، فإن علة تحريمه أمران؛ أنه يفترس بنابه، وأنه مستخبث، وليس تحريمه لمجرد أنه يعيش في البر والبحر معًا، والله تعالى أعلم. ^[5]

حكم أكل التمساح هيئة كبار العلماء

اختلف أهل العلم في مسألة هل يجوز اكل لحم التمساح، وكان هذا الخلاف بسبب تعارض الأدلة في المسألة نفسها؛ فقد جاء قول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في الحديث الصحيح في البحر: “هو الطهور ماؤه الحل ميتته”، وهذا الحديث دليل على حل ميتة ما كان من دواب البحر، وكان أكثر أهل العلم على جواز أكل جميع دواب البحر حيها وميتها؛ وهو مذهب مالك رحمه الله تعالى، ولكن قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كل ذي ناب من السباع، وهو الذي يفترس ويأكل اللحم، ولما كان هذا ينطبق على التمساح فإن القول يتجه بالمنع من أكله، كما أن التمساح ليس من دواب البحر الخالصة لإمكان عيشه في البر مدة طويلة، فهو برمائي، وقد قال ابن العربي المالكي رحمه الله: “الصحيح في الحيوان الذي يعيش في البر والبحر معاً المنع، والعلم عند الله تعالى”. ^[6]

حكم أكل بيض التمساح

عرفنا هل يجوز اكل لحم التمساح أم لا، ولكن ما شأن بيض التمساح، وما هو حكمه، هذا ما سنبينه من خلال ما يأتي: فما أجمع عليه أهل العلم أنَّه إذا كان الحيوان حلالًا فبيضه حلال، وإن كان حرامًا فبيضه حرام قطعًا، والراجح في قول العلماء هو جواز أكل لحم التمساح؛ لعموم قول الله سبحانه وتعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ”، ولقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث النبوي في البحر: “هو الطهور ماؤه، الحل ميتته”، وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله:  بيض ما لا يؤكل، كبيض النسور وبيض الغراب والحدأة وما أشبهها، وكذلك بولها وروثها، وكل ما ليس بمأكول اللحم، يعتبر نجسًا”، فمن خلال ما تقدم نجد أنه إذا جاز أكله جاز أكل بيضه، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم، نسأله عز وجل أن يغنينا بحلاله عن حرامه. ^[7]

حكم أكل لحم الخيل

وضحنا لكن في بداية المقال هل يجوز اكل لحم التمساح أم لا، وفي هذه الفقرة سنوضح حكم أكل لحم الخيل، حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم في لحم الخيل، فهي حل لنا لما وردفي الحديث النبوي الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام، كما ذكر جابر بن عبدالله الأنصاري -رضي الله عنه- قال: “إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى يومَ خيبرَ عن لحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ وأذِن في لحومِ الخيلِ”^[8]، كما قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: “نحرنا فرسًا على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأكلناه”^[9]، وهذا حديث متفق على صحته، مما يزيل الشكوك، ويزرع الطمأنينة في النفس، ولا يدع مجالًا لأي كلام يخالف ماجاء في هذه الأحاديث، فالحاصل أن الخيل حل لنا، أما الحمر الأهلية المعروفة والبغال هذه محرمة، وهذا ما أحله لنا الله عز وجل ورسوله الكريم، وفي ذلك خير ومنافع للناس.

حكم أكل التمساح عند المالكية

ذهب المالكية إلى جواز أكل لحم التمساح ولا حرج في ذلك، واستدلوا على ذلك بالعديد من الأدلة ووافقهم العديد من الفقهاء والأئمة، ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك من كتاب الله تعالى قوله: “قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ”،^[11] ومن السنة النبوية استدلوا بالحديث النبوي عن أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنه، قال: سَأل رَجُلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّا نَركَبُ البحرَ، ونَحمِلُ معنا القليلَ مِنَ الماءِ، فإنْ تَوضَّأْنا به عَطِشْنا، أفنَتَوضَّأُ مِنَ البحرِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “هو الطَّهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيْتتُه”،^[2] وقوله ميتته يشمل جميع مخلوقات البحر سواء من السمك أو غيره ولذلك يجوز أكله والله تعالى أعلم.

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نمون قد بيّنا لكم هل يجوز اكل لحم التمساح، حيث ذهب رأي الجمهور وقرارهم إلى تحريم أكله، وحجتهم في ذلك أنَّ له نابًا يفترس به، بينما ذهب المالكية إلى جواز أكله، وذكرنا أيضًا حكم أكل لحم الخيل.