هل يجوز اكل لحم الحصان

هل يجوز اكل لحم الحصان وهو ما سوف بيانه في سطور وفقرات هذا المقال، حيث يعتبر من الأحكام الفقهية المهمة والتي ينبغي أن يعرفها المسلم، فالحصان من الحيوانات الطاهرة والتي يستطيع الإنسان الاستفادة منها، فقد وردت في الشريعة الإسلامية تعاليم كثيرة تخص ما يباح تناولها من لحم الحيوانات، وكل ذلك يصبُّ في مصلحة المسلمين كما أراد الله سبحانه وتعالى، ومن هذا المنطلق سوف سيتم بيان حكم كل لحم الحصان، كما سيتم بيان رأي المذاهب الفقهية الأربعة بذلك، بالإضافة إلى بيان فوائد لحم الحصان للإنسان.

هل يجوز اكل لحم الحصان

أجازت الشريعة الإسلامية أكل لحم الحصان ^[1]، وذلك استنادًا إلى ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنه قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- نَهَى يَومَ خَيْبَرَ عن لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ، وَأَذِنَ في لُحُومِ الخَيْل”^[2]، كما أنّ الحصان ليس من الحيوانات الّتي ورد تحريمها بنصٍّ شرعيّ أو بالإجماع، فإذا تمّ ذبحها على الطريقة الشّرعية فأكلها مباح، كما أجاز الشرع الإسلامي شرب لبن الخيل فقد ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّهم سافروا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يأكلوا لحوم الخيل ويشربون ألبانها.^[3]

لحم الحصان حلال أم حرام إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب للفتاوى الشَّرعية بأنّ لحم الحصان حلال ولا حرج في تناوله^[4]، ودليل ذلك ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- أنّها قالت: “نحَرْنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه”^[5]، حيثُ إنّ المقصود من الحديث إباحة لحوم الخيل وهذا رأي الجمهور من أهل العلم وفقًا للعديد من الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: “نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل “^[2].

حكم أكل لحم الحصان في المذاهب الأربعة

لا حرج على المسلم أن يأكل لحم الحصان لأنّ النبي -صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم- أذن فيها، وهو رأي جمهور أهل العلم وهو الصحيح، فقد أوضح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أنّ أكل لحم الخيل مباح في الّدين الإسلامي، فقد ورد في السّنّة القوليّة والسّنّة الإقراريّة إقرار بأكل لحوم الخيل، ولكن اختلف العُلماء في حُكم أكل لحم الحصان، وفيما يلي سيتم بيان رأي كل من الأئمة الأربعة وهو كالآتي:^[6]

هل يجوز اكل لحم الحصان ابن باز

إنّ الشيخ ابن باز -رحمه الله- هو من العلماء الذين أباحوا أكل لحم الحصان لأنّه ليس من الحيوانات الّتي ورد تحريمها بنصٍّ شرعيّ، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم ينهَ الصّحابة الكرام عن أكله ولو كان محرّمًا لنهاهم عن ذلك وما تركهم، فقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعقيبه على هذه المسألة الفقهية:^[10]

الجواب: نعم، لحم الخيل مباح هذا الذي عليه جمهور أهل العلم وهو الصحيح، والرسول ﷺ أذن في لحوم الخيل، وروت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أنهم نحروا فرسًا على عهد النبي ﷺ في المدينة وأكلوها، فالمقصود: أن لحوم الخيل مباح، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم. نعم.

فوائد أكل لحم الحصان

هُنالك العديد من الفوائد، والتي يمكن الحصول عليها عند تناول لحم الحِصَان، فهو يحتوي على العديد من الأحماص الأمينيَّة والفيتامينات المهمَّة لجسم الإنسان ومن ضمنها فيتامين B1، وفيتامين B2، وفيتامين B6، وفيتامين B12، بالإضافة إلى المعادن التي تمدُّ الجسم بالطاقة كالمغنيسيوم والحديد، والزنك والفسفور، حيث تتضح هذه الفوائد جميعًا فيما يلي:^[11]

• يحتوي على نسبة عالية من البروتين، مما يزيد من قدرة الجسم على التحمل.
• يساهم في علاج الروماتيزم لاحتوائه على الستيرويد، مما يقلل الألم الناجم عن الالتهاب.
• يُساعد على تحسين كتلة العضلات لأنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين.
• الوقاية من هشاشة العظام، فهو يحتوي على فيتامين B3.
• تحفيز نمو الخلايا وتقوية العظام بسبب احتوائه على الزنك والبوتاسيوم والفوسفور.
• التقليل من نسبة الكوليسترول، وأيضًا يُقلل من خطر الإصابة بفقر الدّم.
• يعتبر علاجًا جيدًأ لحساسية الجلد، فهو يحتوي علة مستوى من المعادن لتي تساهم في تحييد مسببات الحساسية.
• يساعد على علاج الصرع، وتعزيز عمل جهاز المناعة، فهو يزيد من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

حكم أكل لحم الحمار

اتّفقت المذاهب الفقهية الأربعة على تحريم أكل لحوم الحمير الأهليّة، فالله تعالى خلقها زينةً للنّاس وسيلة للرّكوب والتّنقّل، فقد قال -تعالى- في كتابه الكريم: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً”^[7]، كما ثبت في تحريمها ما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “لَمَّا فَتَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، أَصَبْنَا حُمُرًا خَارِجًا مِنَ القَرْيَةِ، فَطَبَخْنَا منها، فَنَادَى مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلَا إنَّ اللَّهَ وَرَسوله يَنْهَيَانِكُمْ عَنْهَا، فإنَّهَا رِجْسٌ مِن عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَأُكْفِئَتِ القُدُورُ بما فِيهَا، وإنَّهَا لَتَفُورُ بما فِيهَ”^[12]، ومن الجدير بالذكر إنّ الحكمة والسّبب في تحريم أكل لحم الحمار هو أنّ لحمها نجسٌ، فقد قال عنه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه رجسٌ من عمل الشّيطان، والسّبب في نجاستها أنّها تأكل العذرة أي الروث،  وقد قيل بأنّها محرّمةٌ لأنّ الله -تعالى- خلقها للتّنقّل والرّكوب والزّينة فقط.^[13]

كفارة أكل لحم غير حلال

إنّ الشّريعة الإسلاميّة بينّت للمسلم ما يحرم أكله وما يُباح له، وذلك من أجل أن يتجنب الخطأ والوقوع فيما حرّم الله -تعالى- عليه في القرآن الكريم أو السّنّة النبوية الشريفة، وفيما يخصّ كفارة أكل لحم غير حلال في مختلف الظّروف والأحوال، فإن كان المسلم قد أكل اللحم المحرّم مُجبرًا على ذلك أي مُكرهًا أو جاهلًا بمصدره أو ناسيًا حكمه، فلا حرج عليه ولا ذنب له بإذن الله تعالى، فقد روي عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: “رُفِع عن أمتي الخطأُ والنسيانُ وما استُكْرِهوا عليه”^[14] ولكن إن كان أكله متعمّدًا ومدركًا لحرمانيّته، فعليه التّوبة إلى الله -تعالى- وعدم العودة إلى مثل ما فعل، والتوجه إلى الله  بكثرة الاستغفار ليعفو الله عنه.^[15]

اللحوم التي حرمها الله في القرآن الكريم

أباح الشَّرع الإسلاميّ كل الطعام للمسلم عدا ما ورد تحريمه في القرآن الكريم، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ”^[16]، كما أحلّ العلماء ما سبق ذكره في الآية الكريمة في حالات محدودة، ودليل ذلك قوله تعالى: “فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”،^[9] وفيما يلي سيتم بيان اللحوم التي حرمها الله في كتابه الكريم:^[17]

• لحم الخنزير:  حيثُ حرّم الله -عزّ وجل- كل ما في لحم الخنزير، فقد قال تعالى: “إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّـهِ”^[18].
• الميتة: وتتمثل الميتة بكل الحيوانات التي ماتت دون الذكاة الشَّرعيَّة، حيث قال تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ”^[15].
• الدّم: وهو الدّم الذي يجري من الذَّبيحة، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا”^[19].
• ما ذبح لغير الله: وتشمل كلّ الذبائح والقربات التي تمّ تقديمها لغير الله -تعالى- وهو ما يدخل في باب الشِّرك بالله.

لماذا لحم الحمار حرام ولحم الحصان حلال

لقد حرم الله تعالى لحوم الحمير لأنها تستخدم للنقل وستفيد منها الناس في حياتهم اليومية، ورغم أن الخيول أيضًا تستخدم للتنقل والزينة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للمسلمين أكل لحم الخيول، وفي ذلك حكمة لا يعلمها إلا الله تعالى، وعلى المسلم أن يستمع إلى ما أمر به الله تعالى ثم يقول سمعنا وأطعنا، فقد حرم الحمير وأباح الخيول وذلك لحكمة قد لا تكون واضحة للمسلمين ولكنها في علم الله تعالى، وقد حرم بعض العلماء أكل لحم الخيول لحاجتها في الجهاد وغيرها من الأمور المهمة والتنقل، وأما إذا انتفت الحاجة فأشار العلماء إلى إباحة أكلها بعكس الحمير التي لم يرد فيها إباحة، وقد ذكر ابن باز ذلك بقوله: “لكن بعض أهل العلم يكرهها إذا كان لها حاجة وقت الجهاد، أما إذا كان ما هناك حاجة والمسلمون في غنية عنها فإنه لا بأس أن تذبح وتؤكل، أما إذا دعت الحاجة إليها في الجهاد فالأولى تركها للجهاد وعدم ذبحها ليستعين بها المسلمون في جهاد أعدائهم”.^[20]

مقالات قد تهمك

وهكذا نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على هل يجوز اكل لحم الحصان ، فقد بينّا حكم أكل لحم الحصان في الشرع الإسلامي، كما سلطنا الضوء على حكم أكله من خلال موقع الفتاوى الشرعية إسلام ويب، بالإضافة إلى معرفة رأي المذاهب الفقهية الأربعة في حكم أكل لحم الحصان، ونختم في معرفة اللحوم التي حرمها الله في القرآن الكريم.