هل يجوز اكل لحم الفيل

هل يجوز اكل لحم الفيل سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فقد أباح الله تعالى للإنسان أن يأكل ويشرب من خير اللحم الذي خلقه له، كما نهى عن أكل بعض أنواع اللحوم لما لها من ضرر على الإنسان ونفسه وذكر حكم أكل بعض اللحوم الأخرى مثل لحم التمساح ولحم الزرافة ولحم الأفاعي وغيرها، وفي هذا المقال سنتعرّف حكم أكل لحم الفيل.

هل يجوز أكل لحم الفيل

لا يجوز أكل لحم الفيل مع تحريمه على رأي جمهور العلماء إلا أن المالكيين ذهبوا إلى أن أكل لحم الفيل مكروه لا محرم، والاختلاف في حكم أكل لحم الفيل هو اختلاف في تفسير حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عن أكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ“،^[1] فمنهم من حمل الحديث على النهي، وهو قول الجمهور، ومنهم من حمله على كراهيته، وهو قول المالكية وغيرهم من علماء الفقه الإسلامي.^[2]

ما حكم أكل لحم التمساح

بعد أن بينا الاجابة عن هل يجوز اكل لحم الفيل، فحكم أكل لحم التمساح من الأحكام الشرعية التي اختلف فيها العلماء، فقد قُسمت الأقوال في حكم أكل لحم التمساح إلى قولين:^[3]

• جواز أكل لحوم التماسيح: ذهب المالكية إلى جواز ذلك، وذهبوا في ذلك إلى قوله تعالى في محكم تنزيله: “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ”،^[4] والتمساح من صيد البحر فقد أباحه الله تعالى، وهذا القول يؤيده فضل الشيخ ابن عثيمين وجواز أكل لحم التمساح.
• تحريم أكل لحوم التماسيح: ذهب جمهور العلماء إلى تحريم أكل لحوم التمساح واحتجوا على أن له ناب وهو حيوان مفترس، وأنه يحرم أكل كل ما له ناب.

ما حكم أكل لحم الزرافة

بينا هل يجوز اكل لحم الفيل، أمّا عن حكم أكل لحم الزرافة، فقد اختلف العلماء في حكم أكل لحم الزرافة، إلا أن أكثرهم لم يتفقوا على النهي عنه أو الجواز واستدلوا بذلك على أنه من الحيوانات ذات الأنياب وأنه يولد من لحوم مباح الأكل من لحومها على وجه القياس، وهذا غير صحيح ولا يستدعى بهىلأن الزرافة ليست كذلك، والله أعلم.^[5]

هل يجوز أكل لحم الأفعى

اختلف علماء الفقه الإسلامي في ذلك على قولين، وسيتم بيانهما فيما يأتي بعد أن أجبنا عن هل يجوز اكل لحم الفيل:^[6]

• القول الأول: يحرم أكل الأفعى أو الزواحف بصورة عامة، لما قد يصيب الإنسان من أذى وضرر، وهو قول الشافعي وأحمد وأبو حنيفة.
• القول الثاني: يجوز أكل لحم الثعبان أو الأفعى إذا كان الإنسان في مأمن من سمها ومؤكد أنه لن يضر بدنه وصحته، وهذا قول المالكية حيث أشاروا أن الحكمة من التحقيق في لحم الأفعى هو تجنب السم والضرر، وإذا ثبت خلاف ذلك فلا حرج في أكله.

ما حكم أكل لحم الحمار

يجوز للمسلم أن يأكل من لحم الحمير البرية، ويحرم عليه أكل لحوم الحمير الأهلية، حيث كان ذلك مباح في أول الإسلام، ثم حرّمه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر، والدليل على ذلك ما ورد في صحيح البخاري عن الصحابي أبي ثعلبة رضي الله عنه، حيث قال: “حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُومَ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ”،^[7] إن أكثر أهل العلم ينظرون في تحريم الحمر الأهلية، باستثناء خمسة عشر من الصحابة -رضي الله عنهم- أطلقوا عليها حكم الكراهة، وقد ورد عن ابن عبد البرّ، أنّ الحكم بالحرمة على الحمر الأهلية لا يوجد فيه خلاف بين العلماء.^[8]

هل يجوز أكل لحم الحصان

قال تعالى في محكم تنزيله: “قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكونَ مَيتَةً أَو دَمًا مَسفوحًا أَو لَحمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ أَو فِسقًا أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّـهِ بِهِ”،^[9] تدلّ هذه الآية الكريمة على جواز أكل لحم الحصان، وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، من الشافعية والمالكية والحنفية، وقد ثبت أن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- قد أكل من لحم الحصان ودليل ذلك قول أسماء رضي الله عنها: “نَحَرْنَا علَى عَهْدِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَرَسًا فأكَلْنَاهُ”،^[10] والله أعلم.^[11]

هل يجوز أكل لحم وحيد القرن

من الجدير بالذّكر أن وحيد القرن ليس له ناب يمكنه قتل البشر ومهاجمتهم، ولا يعتبر من السباع في المقام الأول، ويتغذى في الغالب على النباتات والأعشاب، ولم يذكر بحسب العلماء أن أكل لحمها يضر بالجسد أو الروح، ولذلك يبقى على مبدأ الجواز إذا لم يكن هناك نص لم يثبت فيه حرمة أكله سواء كان ذلك في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، مما يعني أنه يبقى جائزًا، وقال بعض المعاصرين إنه محرّم بحجة أن العرب لم يعلموا به أو لم يعتادوا أكله أو أنه اعتبر منفرًا للنفس البشرية، وكل هذا ضعيف ولا يعتبر سببًا في حرمة الأكل.^[12]

هل يجوز أكل لحم اللاما

أجازت الشريعة الإسلامية أكل حيوان اللاما لأنه ليس من السباع كما ورد في السنة النبوية الشريفة، حيث يتغذى على الأوراق والأعشاب بصوره عامة، مما يعني أنه لا يعتدي على أحد لأنه ليس بذي ناب، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن رَسولَ اللهِ صَلَّى اَللَّه عليه وَسُلَّم نَهَى عن أَكْلِ كُلّ ذِي نَابٍ مِنَ اَلسِّبَاع. وفي رواية: نَهَى عن كُلّ ذِي نَابٍ مِنَ اَلسَّبْع”،^[13] يدل هذا الحديث على أكل كل من له ناب؛ كالأسد والذئب والفهد، حيث تعتدي هذه الحيوانات بأنيابها على الناس وأموالهم، ومن المعروف أن اللاما تشبه الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب الخروف والجمل مما يعني أن أكل لحمها من المباحات شرعًا، والله تعالى أعلم وأحكم.^[14]

هل أكل الضب حلال أم حرام

ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز أكل لحم الضب، وهو ما ذهب إليه المالكية والحنابلة والشافعية، ولكن ذهب الحنفية إلى حرمة أكل لحم الضب لأن له مخلبًا يصيد به، ومن المعلوم أن كل حيوان له مخلب أو ناب يحرم أكله فهو من السباع، واستدل الحنفية بعلة تحريم أكله أنه من الحيوانات المذمومة شرعًا أي أنه من الخبائث، والخبائث محرمة بالنص الشرعي وقد أجمع العلماء على ذلك، ولكن الراجح والله تعالى أعلم هو قول الجمهور بأن أكل لحم الضب جائز في الشريعة الإسلامية لما ورد عن شرح مسلم أن المسلمين قد أجمعوا على جواز أكله والله تعالى أعلم وأحكم.^[15]

حكم أكل لحم الفيل إسلام ويب

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم حسب ما أشار إليه موقع إسلام ويب إلى أن أكل لحم الفيل لا يجوز في الإسلام، بينما ذهب المالكية وجماعة من الفقهاء إلى أن أكل لحم الفيل مكروه، وترجع خلافات الآراء بين الفقهاء بسبب اختلافهم في مدلولات النهي التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة، إذ ورد النهي في الحديث النبوي عن أكل كل ذي ناب، فمن جعل الفيل من ذوات الناب حرم أكله ومن لم يجعله من ذوات الناب لم يحرم أكله، وقد ورد في موقع إسلام ويب ما مفاده:  “فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن أكل لحم الفيل حرام، وذهب المالكية ومن وافقهم إلى أنه مكروه، وذلك لاختلافهم في مدلول النهي الوارد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ومالك عن أبي ثعلبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطيور. فحمله الجمهور على التحريم، وحمله المالكية على الكراهة”.^[16]

مقالات قد تهمك

أجبنا فيما سبق عن سؤال: هل يجوز اكل لحم الفيل وتبيّن أنّها مسألة خلافية، فمن العلماء من يرى حرمة أكله والبعض الآخر يرى بأنّ تناوله مكروهًا في الشريعة الإسلاميّة، ويعود سبب الخلاف إلى كيفية فهم الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة، كما بيّنا أيضًا العديد من الأحكام المتعلقة بباب الأطعمة؛ كحكم أكل الزرافة والضبّ واللاما وغيرها من الحيوانات.