هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت

هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت، فالصلاة هي الكتاب الموقوت الذي جعله الله عز وجل على المؤمنين، فهي عماد الدين، وركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وللصلاة شروط وقواعد أساسية، لا يمكن تجاوزها أو استبعادها؛ لضمان صحة الصلاة وقبولها بإذن الله سبحانه وتعالى، والصلاة تُقام في المساجد، وفي هذا المقال سنعرف هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت.

هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت

لا تصح الصلاة في البيت وراء إمام المسجد، وبالتالي لا يجوز للمسلم أن يصلي في بيته مأمومًا بإمام المسجد، فالصلاة مع إمام المسجد لا تصح إلا إذا كان المأموم داخل المسجد، ويمكن أن تصح الصلاة خارج المسجد إذا امتلأت الصفوف بالداخل واتصلت بصفوف خارج المسجد، حينها تصح الصلاة، أما الصلاة خارج المسجد وفي المسجد مكان يمكن الصلاة فيه فإنها لا تصح، وهذا مذهب الشافعية وبه قال الإمام أحمد، إلا إذا اتصلت الصفوف ببيته، وأمكنه الاقتداء بالإمام بالرؤية وسماع الصوت فإنها تصح، كما تصح صلاة الصفوف التي اتصلت بمنزله، أما بدون الشرط المذكور فلا تصح؛ لأن الواجب على المسلم أن يؤدي الصلاة في الجماعة في بيوت الله عز وجل مع إخوانه المسلمين، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر”، ولقوله أيضًا عليه الصلاة والسلام لرجل أعمى سأله أن يُصلي في بيته: “هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال نعم، قال: فأجب”^[1]، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[2]

هل يجوز للمرأة الصلاة وراء الامام وهي في البيت

لا يجوز للمرأة أن تصلي في بيتها وراء إمام المسجد، ولا تصح صلاتها، فإمّا أن تصلي في بيتها لو حدها لا تقتدي بأحد، أو أن تصلي في المسجد في المكان المخصص للنساء، فلا بأس في ذلك، وإذا كان البيت تابعًا لمسجد مثل بيت المؤذن أو ما شابه، فلا يجوز أن تصلي به وراء إمام المسجد إذا كانت لا ترى الإمام ولا المأموم لا تقتدي به، والأفضل أن تصلي في بيتها لوحدها، وإذا كنّ مجموعة من النساء، فصلين جميعا وأمَّتهن إحداهن هذا طيب، يتعلمن وتقرأ عليهن القرآن ويستمعن ويستفدن، وإن صلت كل واحدة لوحدها فالأمر واسع، ويمكن للنساء الصلاة داخل المسجد، إذا كان الصوت يسمع مثل حرم المساجد، والله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: هل تجوز الصلاة بعد الاحتلام بدون اغتسال وما حكم عدم الاغتسال من الاحتلام

هل يجوز الصلاة وراء الامام في التلفاز

لا يجوز الصلاة خلف إمام يصلي في التلفاز، وئلك لا يصح، والواحد على المسلم أن يصلي جماعة في المساجد القريبة منه، وليس في البيت منفردا أو غير ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: “من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر”، فالواجب على كل مكلف أن يصلي مع الجماعة في المساجد، إذا سمع النداء: حي على الصلاة حي على الفلاح، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل أعمى فقال: “يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب”، فإذا كان الأعمى الذي ليس له من يقوده بصفة مناسبة أو بصفة دائمة، بل قد يتأخر عنه قائده ومع هذا يؤمر بالصلاة، لذلك من الواجب على المكلفين من الرجال أن يصلوا في مساجد الله في بيوت الله مع إخوانهم، والله ولي التوفيق. ^[4]

حكم صلاة الجمعة في البيت

الواجب على المسلم أن يؤدي صلاة الجمعة في المسجد مع جماعة المسلمين، فيستمع إلى الخطبة ويأخذ الدروس والعبر منها، ثم يكسب ثواب صلاة الجماعة وأجرها، فكل مسلم يستطيع الحضور إلى المسجد، فعليه ذلك، فمن سمع النداء إلى الصلاة عند هدوء الأصوات، ومن كان في طرف المدينة ويسمع النداء، فعليه الحضور، أمّا من كان بعيدًا خارج المدينة ولا يسمع النداء، ويشق عليه الحضور، فلا حرج عليه في الذهاب إلى المسجد ويستطيع أن يصلي صلاة الظهر في بيته وليس صلاة الجمعة، فالإنسان في بيته يصلي ظهرًا، إما ابعده عن المسجد أو لمرصه أو لعذر شرعي، وهكذا النساء يصلين ظهرًا، أربع ركعات، لا يصلين جمعة، فالمرأة تصلي في بيتها ظهرًا أربع ركعات في كل مكان، وهكذا البعيد عن المساجد الذي لا يستطيع الحضور لبعده عن المساجد، ولا يسمع صوت المؤذن؛ فهذا يصلي ظهرًا أربع ركعات، والله عز وجل ورسوله الكريم أعلم. ^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة المرأة بالبنطلون وما حكم الصلاة فيه للرجال

حكم صلاة التراويح في البيت وراء الامام

لا يجوز للمسلم أن يصلي التراويح في بيته وراء إمام المسجد، فإما أن يذهب إلى المسجد فيصلي التراويح جماعة كاسبًا أجر وثواب صلاة الجماعة، أو أن يصليها في بيته منفردِا دون أن يتقيد بإمام المسجد، حيث يستطيع المسلم أن يصليها في المسجد أو في منزله ولا حرج عليه في ذلك، ولكن الأفضل أن يصلي في المسجد مع الجماعة، كما أن قيام رمضان في المسجد سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ يقول: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه”^[6]، ولا يوجد حد محدود للتراويح، لكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة، وإن صلى أكثر؛ عشرين والوتر، ثلاثين والوتر، أربعين والوتر، لكن أفضلها هو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، وهو الأفضل، سواء صلاها المرء في أول الليل، أو في وسطه، أو في آخره، أو فرقها في ذلك الوقت، كل هذا لا حرج فيه، وهكذا في المساجد إذا صلوها جميعًا في أول الليل، أو صلوها في آخر الليل، أو بعضها في أول الليل، وبعضها في آخر الليل، كل هذا لا حرج فيه، والله تعالى أعلى وأعلم. ^[7]

حكم صلاة الفريضة في البيت

يجب على المسلم أن يصلي في المسجد جماعة مع المسلمين، ولا يجوز له أن يقيم الصلاة في بيته منفردًا وهو قادر على الذهاب إلى المسجد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر”، قيل لابن عباس: ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف، وفي أحد الأيام جاء رجل أعمى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: “يا رسول الله، ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب”، وعليه، فالواجب على المسلمين من الرجال الصلاة في المساجد وعدم الصلاة في البيوت، واختلف العلماء هل تصح الصلاة إذا صلى في البيت، فالأكثرون: على أنها تصح مع الإثم، وقال آخرون: لا تصح؛ لأن من شرطها أن تؤدى في الجماعة مع القدرة. لذلك يجب الحرص على أدائها في الجماعة في بيوت الله عز وجل، وعدم التساهل بذلك، والله تعالى أعلم. ^[8]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت هل يجوز الصلاة وراء الامام وانا في البيت، إذ لا تصح الصلاة في البيت وراء إمام المسجد، ولا يجوز ذلك، فالصلاة مع إمام المسجد لا تصح إلا إذا كان المأموم داخل المسجد.