هل يجوز الطهاره في نهار رمضان وحكم صيام المرأة إذا طهرت بعد الفجر

هل يجوز الطهاره في نهار رمضان وحكم صيام المرأة إذا طهرت بعد الفجر من المعلومات التي يجب على المرأة الإحاطة بها وخصوصًا في شهر رمضان من أجل أداء فريضة الصيام على أكمل وجه، وحتى لا تقع في ما يفسد الصيام، وحتى تتمكن من أداء جميع الفرائض والعبادات كما أراد الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على حكم الغسل من الحيض في الإسلام، وعلى حكم الطهارة في نهار رمضان للمرأة، وعلى حكم صيام المرأة إذا طهرت بعد أذان الفجر في رمضان وغيرها من المعلومات والأحكام المتعلقة.

حكم الغسل من الحيض

يعدُّ الاغتسال من الحيض من الواجبات المفروضة على المرأة في الإسلام وذلك من أجل أداء العبادات، فإذا طهرت المرأة من الحيض وتأكدت من ذلك تجب عليها المسارعة إلى الاغتسال من أجل أداء الفرائض التي كانت محرمة عليها في فترة الحيض وبشكل خاص الصلاة، وقد ثبت ذلك في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنه أنها قالت: “اسْتُحيضَتْ أُمُّ حَبيبَةَ وهي تحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ سَبْعَ سِنينَ، فَأَمَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إذا أَقْبَلَتِ الحَيْضَةُ فَدَعي الصَّلاةَ، وإذا أَدْبَرَتْ فاغْتَسِلي وصَلِّي”،^[1] ويشير هذا الحديث إلى أنَّ الاغتسال من الحيض واجب في حق المرأة بعد أن تطهر، ويمكن للمرأة أن تعرف الطهر من خلال علامتين: العلامة الأولى الجفاف وتتأكد منه بإدخال قطنة فإذا خرجت نظيفة ليس عليها آثار دم أو صفرة تكون قد طهرت، العلامة الثانية هي القصة البيضاء وهي ماء أبيض تعرف به المرأة انقطاع الحيض عنها، فإذا رأت المرأة علامة واحدة وجب الغسل عليها، وقد ورد عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة، إلا أن تغتسل”.^[2]

شاهد أيضاً: كيفية غسل الجنابة في رمضان

هل يجوز الطهاره في نهار رمضان

إنَّ الصيام لا يتأثر بالطهارة في شهر رمضان، وهذا يعني إذا طهرت المرأة قبل الفجر في رمضان ونوت الصيام ولم تغتسل فصيامها صحيح، ويجوز لها أن تغتسل في نهار رمضان وليس عليها شيء وصيامها صحيح، ولكن تأثم لأنها ضيعت صلاة الفجر، إذ أنَّ الصلاة من أعظم الفرائض في الإسلام ولا يجوز للمرأة أن تؤخر الغسل حتى لا تضيع الصلوات وحتى تؤدي الصلوات جميعها على وقتها، وإذا فعلت ذلك عليها أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه من هذا الذنب العظيم وأن تقضي صلاة الفجر وتصليها فور اغتسالها وطهرها.^[3]

هل يجوز الصيام قبل الاغتسال من الحيض بعد طلوع الشمس

كما سبق فإنَّ الصيام قبل الغسل من الحيض بعد طلوع الشمس في رمضان جائز، إذ أن تأخير الاغتسال من الحيض إلى ما بعد طلوع الشمس ليس له  أثر  على الصيام وهذا ما ذهب إليه جميع الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، فإذا طهرت المرأة من الحيض وانقطع عنها الدم وتأكدت من ذلك قبل أذان الفجر فتسحرت ونوت الصيام فصيامها صحيح حتى لو لم تغتسل إلا بعد طلوع الشمس، ولكن تأثم المرأة إذا لم تؤدي صلاة الفجر على وقتها، إذ أنَّ عدم الاغتسال يعني عدم القيام إلى صلاة الفجر وعدم أدائها على وقتها وهذا إثم عظيم، ويجب على المرأة أن تتوب إلى الله، وأن تحرص دائمًا على القيام بجميع الطاعات والعبادات كما أمرها الله تعالى.^[3]

شاهد أيضًا: ما حكم من افطر في رمضان وقال هذا ماكتبه الله لي

هل تصوم من طهرت في نهار رمضان ولم تغتسل من الحيض

إذا طهرت المرأة من الحيض في نهار رمضان لا تصوم ولا يصح صيامها في هذه الحالة سواء اغتسلت من الحيض أو لم تغتسل، لأنَّ الحيض هو أحد موانع الصيام ففي أي وقت من النهار وُجدَ الحيض يفسد الصيام ولا يصح الصيام مع وجوده، ولكن على المرأة أن تغتسل من أجل أداء الصلوات على وقتها، وحتى لا يفوت المرأة الصلاة على وقتها وفضل الصلاة على وقتها خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وحتى لا تأثم من تضييع بعض الصلوات إذا مأ أخرت الغسل.^[4]

حكم صيام المرأة إذا طهرت بعد الفجر

لا تصوم المرأة إذا طهرت بعد أذان الفجر، حتى لو طهرت بعد أذان الفجر بثانية واحدة فإنَّ صيامها غير صحيح ولا يجوز لها أن تصوم هذا اليوم، لأنَّ الحيض يفسد الصيام وهو علة عدم صحة الصيام، وعلى ذلك فإنها لا تصوم هذا اليوم ويجب عليها أن تقضيه مع بقية الأيام التي أفطرتها في رمضان بسبب الحيض، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى قوله في ذلك: “ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم، سواء وجد في أوله أو في آخره”، وقد اختلف الفقهاء في أن تمسك المرأة بقية اليوم، فذهب البعض إلى وجوب ذلك وذهب البعض إلى عدم وجوب الإمساك وهذا ما ذهب إليه الإمام ابن عثيمين رحمه الله تعالى.^[4]

شاهد أيضًا: الاغتسال من الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر

هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر

إنَّ الصيام على جنابة حتى الظهر جائز في شهر رمضان وفي غير رمضان وليس على المسلم حرج في ذلك والصيام صحيح دون خلاف في هذه الحالة، سواء كانت الجنابة قد وقعت من احتلام أو جماع أو ممارسة العادة السرية، وقد ثبت في الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه أذان الفجر في رمضان وهو جنب فيغتسل بعد طلوع الفجر ويكمل صومه، ولا تأثير لهذا على الصيام أبدًا، إذ ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنه أنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ”،^[5] ولكن لا بدَّ أن يحرص المسلم على أن يغتسل من أجل أداء صلاة الفجر على وقتها وأداء بقية الصلوات على وقتها من دون تقصير خصوصًا في شهر رمضان، إذ أنَّ الصلاة من أعظم الفرائض في الإسلام، وقد ذكر الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ذلك في قوله: “ومثل المرأة الحائض من كان عليها جنابة فلم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فإنه لا حرج عليها وصومها صحيح، كما أن الرجل لو كان عليه جنابة ولم يغتسل منها إلا بعد طلوع الفجر وهو صائم فإنه لا حرج عليه في ذلك”.^[6]

هل يجوز الاغتسال من الحيض بعد الظهر في صيام النوافل

إنَّ الاغتسال من الحيض بعد الظهر في صيام النوافل لا يؤثر على الصيام ويصح هذا سواء في صيام النوافل أو في صيام الفريضة في رمضان الفضيل أو في صيام القضاء بعد شهر رمضان، إذ أنَّ الجنابة أو الاغتسال من الجنابة والطهارة كل ذلك لا يؤثر على الصيام ولا على صحة الصيام في الإسلام، ولكن يُخشى عند ذلك أن تضيع صلاة الفجر على الصائم، إذ أنَّ الصلاة كما سبق من الفرائض العظيمة والتي لا يجوز على المسلم أن يضيع منها ولا صلاة واحدة، ويأثم المسلم ويقع في ذنب عظيم إذا ما فعل ذلك، وبناء على ذلك يجب على المرأة أن تغتسل من الحيض من أجل أداء الصلاة، أما صيامها فإنه صحيح حتى لو لم تغتسل المرأة إلا بعد الظهر.^[3]

في ختام مقال هل يجوز الطهاره في نهار رمضان وحكم صيام المرأة إذا طهرت بعد الفجر تعرفنا على حكم الغسل في الإسلام وتعرفنا على حكم الطهارة للمرأة من الحيض في نهار رمضان، وعلى حكم الاغتسال من الحيض بعد الظهر في شهر رمضان أو في صيام النوافل، وعلى حكم الاغتسال من الجنابة بعد الظهر في شهر رمضان وغيرها من الأحكام.