هل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي مسافة القصر عند المذاهب الأربعة

هل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي مسافة القصر عند المذاهب الأربعة
هل يجوز القصر قبل 80 كيلو

هل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي مسافة القصر عند المذاهب الأربعة، فالقصر في الصلاة أمر وارد في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية التي تبيح للمسافر قصر الصلاة إذا جاوز مسافة معينة، وهذه المسافة قد حددها الفقهاء بناء على ما فهموه من سفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسافة التي قطعها حين قصر الصلاة، فهل يجوز للمسلم أن يقصر الصلاة إذا سافر أقل من 80 كيلو، في هذا المقال سوف يُجاب عن هذا السؤال وغيره مما يتعلق بهذه المسألة.

هل يجوز القصر قبل 80 كيلو

قال العلماء إنّ المسافة المبيحة للسفر على قول الجمهور هي نحو من 80 كيلو متر، وعلى قول الحنفية هي أكثر من ذلك، وعليه فلا يصح القصر قبل مسافة 80 كيلو متر كما ذهب العلماء إلى ذلك، وقال العلماء من الشافعية والحنابلة إنّ الصلاة التي قُصرت قبل المسافة الشرعية فإنّها تُعاد، وأمّا عند الإمام مالك فإنّ الصلاة المقصورة لا تُعاد إذا بلغت المسافة 40 ميلًا، وقال بعض العلماء إنّ المسلم إذا سافر من مكان إلى آخر فيما يسمى سفرًا عرفًا جاز له القصر حال مجاوزة العمران ولو لم يصل إلى وجهته، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة اثناء الاذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة

مسافة القصر عند المذاهب الأربعة

إنّ المسافة المبيحة للقصر عليها اتفاق بين علماء المذاهب الإسلامية الثلاثة؛ الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم، وخالفهم في ذلك الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه، فقال أصحاب المذاهب الثلاثة إنّ المسافة المبيحة للقصر هي ما يساوي ستة عشر فرسخًا، ومتساوي بالأميال ثمانية وأربعين ميلًا، وتعادل المسافة اليوم بالكيلو متر ثمانون كيلو وستمئة وأربعون مترًا، وأمّا الحنفيّة فقالوا إنّه لا اعتبار للمسافة من حيث الأميال، فالسافة عندهم مقدرة بالزمن، وهو ثلاثة أيام من أقصر أيام السنة، ويكفي أن يسافر في كل يوم منها من الصباح إلى الزوال، والمعتبر السير الوسط، أي سير الإبل، ومشي الأقدام.[2]

وذهب بعض المتأخرين من الحنفية إلى أنّ المسافة المقدّرة للقصر عند الحنفية هي أربعة وعشرون فرسخًا، فهي عندهم ثلاث مراحل لا مرحلتان كما هي عند باقي الأئمة،[2] وذهب بعض العلماء المعاصرين إلى تحديد هذه المسافة بأنّها ما يعادل 120 كيلو متر تقريبًا،[3] ولكن الراجح عند الحنفية هو تحديد المسافة بالزمن وليس بتحديد مسافة معينة كما هو الحال عند أئمة المذاهب الأخرى، والله أعلم.[2]

كيف يتم قصر الصلاة في السفر؟

إنّ قصر الصلاة في السفر يكون للصلاة الرباعية؛ أي: الصلاة المؤلفة من أربع ركعات وهي الظهر والعصر والعشاء على الترتيب، فيصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين والعشاء ركعتين، وقال الشافعية والحنابلة إنّ المسافر يجوز له أن يتم ويجوز له أن يقصر، فهو بالخيار، بينما ذهب الحنفية والمالكية إلى أنّ القصر في السفر هو سنة مؤكدة آكد من صلاة الجماعة، فقصر الصلاة عند الحنفية واجب، وهو دون الفرض، بينما هو عند المالكية سنة مؤكدة وآكد من الجماعة، فقال المالكية إنّ الذي يتم الصلاة في السفر فإنّه يُحرم من ثواب السنّة، بينما عند الحنفيّة فالذي يتمّ الصلاة في السفر فهو مكروه وصلاته صحيحة إن لم يترك جلوس التشهد الأول، ولكنه يكون مسيئًا بترك الواجب، وهو وإن كان لا يعذب على ترك الواجب بالنار، ولكنه يحرم من شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والله أعلم.[4]

شاهد أيضاً: هل يجوز الصلاة بدون اقامة وهل يجوز الصلاة بدون أذان

هل يجوز القصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

إنّ حكم القصر في السفر يختلف في المذاهب الأربعة، وفيما يأتي بيان مدة القصر عند المذاهب الأربعة:[5]

  • المذهب الحنفي: يرى الحنفية أنّ مدة القصر في السفر تمتدّ حتى أربعة عشر يومًا، فلو نوى الإقامة خمسة عشر يومًا متوالية كاملة فإنّه لا يحق له قصر الصلاة، ولهم شروط أخرى للقصر تُنظر في كتب الفقه الإسلامي.
  • المذهب المالكي: يرى المالكية أنّ قصر الصلاة في السفر ينبغي له ألّا يتجاوز أربعة أيّام إقامة عدا يومي الذهاب والإياب، فلو نوى المسافر الإقامة أكثر من أربعة أيّام فإنّه لا يجوز له القصر، ولهم تفصيلات أخرى في قصر الصلاة في السفر تُنظر في مظانها.
  • المذهب الشافعي: أمّا الشافعية فقالوا إنّه يمتنع القصر في السفر إذا نوى المسافر الإقامة أربعة أيام تامة غير يومي الدخول والخروج؛ فإذا نوى أقل من أربعة أيام أو لم ينو شيئًا، فله أن يقصر حتى يقيم أربعة أيام بالفعل.
  • المذهب الحنبلي: قال الحنابلة إنّه يمتنع القصر في الصلاة لو نوى المسافر إقامة مطلقة، ولو في مكان غير صالح للإقامة فيه أو نوى الإقامة مدة يجب عليه فيها أكثر من عشرين صلاة، وكذا يمتنع القصر في حق المسافر إذا نوى الإقامة لحاجة يظن أنها لا تنقضي إلّا في أربعة أيام، ويحتسب الحنابلة يوم الدخول ويوم الخروج من مدة السفر.

متى يكون القصر ومتى يكون الجمع في الصلاة

إنّ وقت القصر قد تبيّن في الفقرة السابقة، وملخصه أنّه يجوز للمسلم قصر الصلاة في السفر ولكن بشروط،[5] وأمّا الجمع فهو جائز كذلك عند كل المذاهب ولكن بشروط، ويقصد بالجمع جمع صلاتين في وقت صلاة واحد، فيصلي الظهر والعصر في وقت واحدة منهما، والمغرب والعشاء في وقت واحدة منهما، وله شروط عند المذاهب الأربعة، وهي:[6]

  • المذهب الحنفي: يشترط الحنفية لجمع الصلاة شرطين:
    • الأول: يجوز جمع الظهر والعصر عند الحنفية في وقت الظهر جمع تقديم إذا كان المسلم في عرفة وأن يكون محرمًا بالحج؛ وأن يصلي خلف إمام المسلمين أو من ينوب عنه وأن تبقى صلاة الظهر صحيحة.
    • الثاني: يجوز عندهم جمع المغرب والعشاء في وقت العشاء جمع تأخير بشرط أن يكون ذلك بمزدلفة وأن يكون محرمًا بالحج، وعندهم كل صلاتين جمعتا لا يؤذن لهما إلا أذان واحد وتكون لكل منهما إقامة خاصة.
  • المذهب المالكي: عند المالكية يمكن للمسلم جمع الصلاة في السفر والمرض والمطر والطين مع الظلمة في آخر الشهر ووجود الحاج بعرفة أو مزدلفة، والسفر عندهم هو مطلق السفر سواء كان مسافة قصر أو لا، ويشترط أن يكون السفر غير محرّم ولا مكروه.
  • المذهب الشافعي: يجوز الجمع عند الشافعية جمع تقديم أو تأخير للمسافر مسافة القصر بشروط السفر التي سبق ذكرها في الفقرة السابقة، ولهم تفصيل يُنظر في مظانه.
  • المذهب الحنبلي: يجوز الجمع عند الحنابلة في السفر المبيح للقصر، وإن كانوا يرون أنّ تركه أفضل في السفر إلّا في عرفة ومزدلفة فذلك مسنون عندهم، وهنالك أسباب أخرى للجمع عند الحنابلة منها المرض ومنها المرأة المُستحاضة وذوو الأعذار ونحوهم.

شاهد أيضًا: هل يجوز الزواج من اهل الكتاب وما الحكمة من الزواج من أهل الكتاب

كم هي مدة القصر في الصلاة للمسافر

إنّ مدة القصر للمسافر قد تبيّنت آنفًا، فهو عند المذهب الحنفي أقل من خمسة عشر يومًا، وعند المالكية والشافعية مدة القصر هي أربعة أيام عدا يومي السفر الذهاب والإياب، بينما عند الحنابلة فإنّ مدة السفر المبيحة للقصر هي أربعة أيام مع احتساب يومي الدخول والخروج، فإن نوى المسلم الإقامة أكثر فإنّه لا يجوز في حقه القصر، ولكن قالوا إنّ مَن أقام في أثناء سفره لحاجة بلا نية إقامة ولم يكن يدري متى تنقضي فيجوز له القصر ولو أقام سنين، والله أعلم.[5]

متى يحق لي قصر الصلاة

يحق للمسلم قصر الصلاة إذا جاوز مسافة نحو 80 كيلو متر في قول الجمهور، أو نحو 120 كيلو متر بحسب قول الحنفية، ويستطيع المسلم قصر الصلاة من أربعة أيام إلى أربعة عشر يومًا على اختلاف أقوال العلماء في المذاهب الأربعة، ومنهم من جعل يومي السفر: الذهاب والإيام خارج أيام الإقامة كالشافعية والمالكية، ومنهم من جعل يومي السفر من ضمن مدة الإقامة كالحنابلة والحنفية، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق ، حكم الأم التي تركت أولادها بعد الطلاق‌

حكم القصر في السفر لمن له بيتين

ذهب بعض العلماء -وهم الشافعية- إلى أنّ الرجل لو كان عنده بيت في مدينته التي يقيم فيها وبيت آخر في مدينة لا يسكنها إلّا إن ذهب زائرًا فإنّه يعدّ مسافرًا فإنّه يقصر الصلاة أثناء السفر وحتى عندما يصل، وأمّا إذا وصل فإنّه يُنظر إلى المدة التي ينوي الإقامة فيها، فإن كانت أكثر من المدة المسموح بها فإنّه يتم صلاته، وأمّا إن كانت المدة تبيح له القصر فإنّه يقصر الصلاة حتى يعود، والله أعلم.[7]

ما حكم من دخل عليه وقت الصلاة ثم سافر

قال جمهور العلماء إنّ المسلم الذي حان وقت الصلاة عليه وهو في بلده ثمّ شرع بالسفر قبل أدائها فإنّه يصليها في السفر قصرًا، وتُعدّ صلاته أداءً لا قضاءً ما دام وقتها لم يفُت، وقالوا إنّ الصلوات التي تُصلّى في السفر تأخذ الهيئة والكيفية المقررة لصلاة السفر حتى وإن حان وقتها وهو ما يزال في وطنه ولم يسافر، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز القراءة بالمصحف اثناء الصلاة 

هل المسافر المقيم يجمع ويقصر؟

إنّ المسافر يحق له قصر الصلاة في السفر، بل القصر عند المالكية والحنفية مؤكّد وعند الحنفية يُحرف تارك القصر في السفر من شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،[5] ولكن الجمع بين الصلوات لا يجوز في حالة السفر عند كل المذاهب، فالحنفية لا يجيزونه إلّا في عرفة والمزدلفة، والحنابلة يجيزونه في السفر ولكن يرون أنّ تركه أفضل، والشافعية والمالكية يبيحونه في السفر عمومًا ولم يشترطوا كون المسلم حاجًا في عرفة والمزدلفة أو نحوه، بل أباحوا الجمع في السفر، والسفر المبيح للجمع عند الجمهور هو السفر المبيح للقصر إلّا عند المالكية -بحسب ما ينقل عنهم صاحب كتاب الفقه على المذاهب الأربعة- فإنّ السفر عندهم مطلق السفر ولو لم يصل إلى حد السفر المبيح للقصر، والله أعلم.[6]

هل يجوز القصر قبل الوصول؟

قال العلماء إنّ المسافة التي يسمح للمسلم القصر في الصلاة إذا جاوزها هي نحو من 80 كيلو متر أو أكثر بقليل، فإذا قصر المسافر الصلاة قبل مجاوزة هذه المسافة فإنّه يعيد صلاته التي قصرها على قول الحنابلة والشافعية، وأمّا عند المالكية فإذا ما بلغ المسافر مسافة 40 ميلًا فإنّه يجوز له القصر ولا يعيد صلاته، وقال بعض العلماء إنّ المسلم إذا سافر من مكان إلى آخر فيما يسمى سفرًا عرفًا جاز له القصر حال مجاوزة العمران ولو لم يصل إلى وجهته، والله أعلم.[1]

وإلى هنا يكون قد تم مقال ههل يجوز القصر قبل 80 كيلو وما هي مسافة القصر عند المذاهب الأربعة، بعد الوقوف على جواب هذه المسألة، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بمسألة السفر وجمع الصلاة وقصرها في السفر وغير ذلك من الأحكام التي يهم المسلم معرفتها حول أحكام الجمع والقصر في السفر.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، هل يعيد الصلاة إذا قصر وتبين أن المسافة أقل من 80 كيلومترا، 02/05/2023
  2. ^ shamela.ws، الفقه على المذاهب الأربعة، 02/05/2023
  3. ^ shamela.ws، فقه العبادات على المذهب الحنفي، 02/05/2023
  4. ^ shamela.ws، الفقه على المذاهب الأربعة، 02/05/2023
  5. ^ shamela.ws، الفقه على المذاهب الأربعة 433 - 435، 02/05/2023
  6. ^ shamela.ws، الفقه على المذاهب الأربعة 438 - 442، 02/05/2023
  7. ^ islamqa.info، له منزلان في مدينتين فهل يقصر الصلاة إذا ذهب لأحدهما أم يتم؟، 02/05/2023
  8. ^ islamweb.net، إذا دخل وقت الصلاة قبل الشروع في السفر ثم سافر فله القصر، 02/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *