هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم

هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم
هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم

هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم ، القرآن بلسم للروح جعل الله فيه شفاء من كل داء فما أحوج الإنسان لراحة روحه من أسقام الدنيا وكدراتها وما أشق الأيام إن خلت من كلام الله تبارك وتعالى ، وما أحلى أن يبدأ يومك ويُختم فيه، وما أبهى أن تكون راحتك به لا بسواه، يصلح به القلب ويهدى به السر وتنال به العطايا وكم رسالة من ربنا وصلتنا من خلاله وكم من همٍّ أُزيح، فإذا ما وضع الإنسان رأسه على وسادته ليرتاح ظن بربه خيرًا واختار كلامه ليمسح على قلبه، وسيبين موقع تصفح رأي الشرع في تشغيل القرآن عند النوم.

هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم

يجوز تشغيل القرآن عند النوم بل ذلك أمر جيد وفيه مطردة للشيطان ومدعاة للأمن والسكينة والطمأنينة في البيت والانشراح للصدر والحفظ من كل سوء، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [1]، فكما جاء في الأحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام أن أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم هي عبارة عن أدعية وآيات وسور القرآنية، فعن عائشة رضي الله عنها “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ، وقَرَأَ بالمُعَوِّذاتِ، ومَسَحَ بهِما جَسَدَهُ.”[2] ،وهنا ما دام الإنسان يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية عند سماعة للقرآن وكذلك فإن هناك مخلوقات أخرى تستمع للقرآن عند سماع الإنسان له كما أخبرنا القرآن الكريم: “قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا”[3] والله تعالى أعلم.[4]

فوائد سماع آيات الله عند النوم

إن لسماع القرآن بشكل عام فؤائد عظيمة من الناحية الروحية والجسدية تبرئ السقيم روحيًا وجسديًا وتهذب نفسه وتهديه وللمزيد من الفوائد:

  • يورث الطمأنينة والسكينة ويتنزل بالرحمات والتوفيق ويطرد الشيطان ووساوسه.
  • الاستماع للقران الكريم بشكل عام وخاصة قبل النوم تقلل التوتر و القلق وتحسِّن من نوعية النوم.
  • علاج بعض الأمراض المستعصية باستخدام الموجات الصوتية للقران، حيث توصلوا إلى نتائج لا تصدق في علاج سرطان القولون وأورام الدماغ وغيرها من الأمراض، وكما أنه يزيد الإحساس بالإبداع لدى المرضى قال تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا”[5]
  • الاستماع للقرآن يبث في النفس شعورًا بالقوة وتحدث تطورًا في الشخصية ومهارات الاتصال ويحسن تعاملكم مع الناس.

حكم تشغيل القرآن عند النوم واستمرار القراءة بعد النوم

اتفق العلماء جميعًا على أنه لا مانع من تشغيل القرآن عند النوم ولا حرج أيضًا من تركه يستمر في القراءة بعد النوم بل يعتبر ذلك أمرًا حسنًا وسببًا لطرد الشياطين وحفظ العبد من الشرور إن شاء الله تعالى، فعند سماع سورة الملك أو البقرة أو يس الخير العظيم والعميم فإن سورة الملك قبل النوم تحفظ من عذاب القبروتشفع لصاحبها حتى تدخله الجنة، وأما سورة البقرة تطرد الشيطان وتحفظ من الحسد والسحر وفيها الخير والبركة، وسورة يس التي لا تُقرأ في أمر إلا وتحقق بإذن الله وهذا ما جاءت به الأحاديث النبوية، ويبقى القرآن كله نور. والله ورسوله أعلم.[6]

ما حكم سماع القرآن الكريم بقصد الاستئناس

إن أكثر ما يقودنا سؤال هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم إلى مسألة أخرى في غاية الأهمية ألا وهي حكم سماع القرآن بقصد الاستئناس فقد أجمع العلماء على جواز ذلك واستحسانه فمن كان قلقًا أو خائفًا أو مضطربًا فلا شيء يهدئ روعه ككلام الله ولا شيء يزيل وحشته ويريح قلبه سواه، ولا كلام يورثه السكينة والهدوء مثله، فالقرآن أنس المؤمن وفضله على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على عباده، فسماعه له وقع مختلف في روح المؤمن وخاصة إن كان بصوت شيخ حسن الصوت يحبه السامع ويستعذب صوته، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” [7]، والله ورسوله أجل وأعلم.[8]

هل يجوز تشغيل القرآن أثناء الدراسة والعمل

إن الاستماع للقرآن الكريم من العبادات العظيمة والقربات الجسيمة التي يتقرب بها العبد من ربه، وهي من أهم الأعمال الصالحة التي يؤجر عليها المسلم ففي كل حرف يقرؤه من كتاب الله له فيه حسنة وكذلك ما يسمعه لقوله تعالى: ” وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”[9] ،ولا مانع من أن يستمع المسلم للقرآن إن خلال العمل أو الدراسة ما دام ينصت للقرآن قدر المستطاع، وأمّا إن كان عمله يحتاج تركيزًا كبيرًا لا يمكن معه الإنصات لتلاوة القرآن فلا يجوز له، وذلك لأنه ينافي الأدب والاحترام مع كلام الله سبحانه وتعالى، فالواجب عند تشغيل القرآن الاستماع والإنصات إليه، وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه المسألة فقال: [10]

“هذا ليس من الآداب ، ليس من الآداب أن يتلى كتاب الله ولو بواسطة الشريط وأنت متغافل عنه ، لقول الله تبارك وتعالى: “وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا” الأعراف/20 ، فلذلك نقول : إن كنت متفرغاً لاستماعه فاستمع ، وإن كنت مشغولاً فلا تفتحه … بعض الناس يقول لي: لا ينام إلا على سماع القرآن، إذا كان كذلك فلا بأس ، إذا كان مضطجعاً ينتظر النوم ما عنده شغل ، فيستمع هذا لا بأس به ، ومن استعان بسماع كلام الله، على ما يريد من الأمور المباحة ، لا بأس ليس هناك مانع”.

حكم تشغيل الجهاز لقراءة القرآن ولو لم يستمع له أحد

اتفق العلماء جميعًا على جواز تشغيل القرآن الكريم بواسطة أي أداة نشغيل لو لم يستمع له أحد، فإذا ترك المسلم سورة البقرة تُقرأ وخرج من المنزل أو نام ونوى بذلك طرد الشياطين وحلول البركة ونزول الرحمات على البيت فذلك كله جيد ولا بأس به، لأن القرآن الكريم كتاب يحوي كل خير وبركة وشفاء وهدى ونور ورحمة قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”[7] ، وكما أن في قراءة القرآن الكريم ثواب عظيم فإن شماعه له أجر لا يقل عن قراءته ففي كلاهما ذكر لله عز وجل، وقراءته في البيت تطرد الشياطين، لأن الشيطان ينفر من البيت الذي تتلى فيه آيات الله تعالى وخاصة سورة البقرة، وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ”[11] ، والله ورسوله أعلم. [12]

حكم الاستماع لصاحب الصوت الحَسن الذي لا يُحسن التجويد

يجوز الاستماع لصاحب الصوت الحسن حتى وإن لم يكن يُحسن تجويد آيات الله تعالى، وأما من يلحن لحنًا جليًا فيغير حرفًا بآخر أو يقصر الممدود ويمد المقصور ويغير الحركات فيجعل المرفوع مجرورًا والمنصوب مرفوعًا وما إلى ذلك فإن هذا لا يجوز الاستماع لقراءته، وقد نص الفقهاء على المنع من قراءة مثل هؤلاء لما سينتج عنه من تبديل في المعنى بشكل كلِّيٍّ، فهو أحق بالمنع من غيره من الاستماع إليه، وبحسب العلماء أنه لا ينبغي الاستماع لقراءة من يلحن أي يخطئ خاصة المستمع الذي لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب في التلاوة، فقد يرسخ في ذهنه ويحفظ ذلك الخطأ، ويظنه صواب فيقرأ به في صلاته وغيرها، وما أكثر المتقنين لتلاوة القرآن وأصواتهم جميلة والاستماع إليهم يغني عمن سواهم ومستوى تلاوتهم لا يصل درجة الإتقان أو يقاربها، والله تعالى أعلم.[13]

أدلة عن فضل سماع القرآن في القرآن و السنة

  • استماع القرآن سبب لرحمة الله: قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”[7]
  •  استماع القرآن سبب لخشوع القلب وبكاء العين:ففي حديث عبد الله بن مسعود حيث قال: “قالَ لي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَاقْرَأْ عَلَيَّ، قُلتُآقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قالَفإنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: “فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا” [النساء41]، قالَأمْسِكْ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.”[14]
  • استماع القرآن سبب لهداية الإنس والجن: قال الله تعالى: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا”[15]
  • استماع القرآن سبب لزيادة الإيمان: قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا” [16]

هل يجوز تشغيل القرآن في البيت والخروج منه

ذهب الفقهاء إلى جواز تشغيل القرآن الكريم في المنزل والخروج منه حتى لو لم يستمع إليه إحد، لأن القرآن الكريم مبارك وخير وقد يشغله البعض من أجل طرد الشيطانين وكل ذلك خير بإذن الله، ولكن شرط أن لا يكون حوله لغط، وقد أشار الشيخ ابن باز رحمه الله إلى ذلك بقول: “لا حرج في ذلك إذا كان ما حوله لغط، إذا كونه ما حوله من يلغط، ويتكلم بغير حاجة؛ فلا بأس، أما فتح الراديو على القرآن وحوله من يلغط، ويتكلم، ويخوض، فلا، هذا تركه أولى يصك؛ لأن هذا فيه نوع امتهان للقرآن، أما إذا فتح، ولا عنده أحد، أو عنده أحد يستمع، أو ساكت، أو نائم لا بأس”، والله أعلم.[12]

مقالات قد تهمك

هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم ، مقالًا تناولنا فيه العديد من البنود الهامة وهي هل يجوز تشغيل القرآن عند النوم ، فوائد سماع آيات الله عند النوم ، ما حكم سماع القرآن الكريم بقصد الاستئناس ، هل يجوز تشغيل القرآن أثناء الدراسة والعمل ، حكم تشغيل القرآن عند النوم واستمرار القراءة بعد النوم ، أدلة عن فضل سماع القرآن في القرآن و السنة ، حكم الاستماع لصاحب الصوت الحَسن الذي لا يُحسن التجويد ، حكم تشغيل الجهاز لقراءة القرآن ولو لم يستمع له أحد ، ونرجو من الله أن يتقبل منكم صالح الأعمال وأن يغمر قلوبكم بالسكينة والطأنينة ولا يحرمكم الأجر.

المراجع

  1. ^ سورة الرعد، الآية: 28
  2. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين،البخاري،6319،صحيح
  3. ^ سورة الجن، الآية: 1 و 2
  4. ^ islamqa.info، ما حكم سماع القران قبل النوم من مسجل أو غيره ؟، 25/11/2024
  5. ^ سورة الإسراء، الآية: 82
  6. ^ islamweb.net، حكم تشغيل القرآن عند النوم واستمرار القراءة بعد النوم، 25/11/2024
  7. ^ سورة يونس، آية : 57
  8. ^ binbaz.org.sa، حكم سماع القرآن بقصد الاستئناس، 25/11/2024
  9. ^ سورة الأعراف، الآية: 204
  10. ^ islamqa.info، استماع القرآن مع الانشغال بالعمل، 25/11/2024
  11. ^ صحيح ابن حبان، سهل بن سعد،ابن حبان،780،صحيح
  12. ^ islamweb.net، لا حرج في تشغيل الجهاز لقراءة القرآن ولو لم يستمع إليه أحد، 25/11/2024
  13. ^ islamweb.net، الاستماع لتلاوة صاحب الصوت الحسن الذي يخطئ في القراءة، 25/11/2024
  14. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن مسعود،البخاري4582،صحيح
  15. ^ سورة الإسراء، الآية: 9
  16. ^ سورة الأنفال، الآية: 2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *