هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر

هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر، فقد أجمع أهل العلم على مشروعية الجمع بين صلاتي العصر والظهر في السفر، وهي من الأمور التي جعلها الله -سبحانه وتعالى- رخصةً لعباده، فقد خفف الله عن عباده المشقة ورفع عنهم الحرج بهذه الرخص، ولكن جعل لها ضوابط وأحكامًا وشروط لا تكون إلا بها، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على حكم تقديم العصر وصلاتها قبل الشروع بالسفر.

هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر

لا يجوز للمسلم أن يصلي صلاة العصر قبل وقتها وتقديمها قبل السفر، فجمع العصر مع الظهر وتقديم العصر عن وقتها يجوز فقط لو دخل وقت الظهر وكان المسلم في سفره وتحقق في السفر شروط الجمع والتقصير كأن يكون السفر مباحًا وأن يكون فوق مسافة ثلاثةٍ وثمانين كيلو متر، عندها يجوز للمسلم أن يقصر الصلاة الرباعية ويجمع بين العصر والظهر ويصليهما جمع تقصير، أما إن كان سفره بعد الظهر فلا يجمع بين الصلاتين ولا يجزئ أن يؤدي العصر قبل وقتها بالمطلق، لأنّ من شروط الصلاة الوقت والله ورسوله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

الجمع بين الصلاتين قبل السفر

ذكر أهل العلم أنه يجوز للمسلم أن يجمع بين صلاتين في حال الحرج بأداء الصلاة الثانية في وقتها، وهذا للجمع فهو جائز للمسافر والمقيم بشروط، أما القصر فلا يجوز إلا للمسافر، فلو أن المسلم غلب عليه الظن أنه لن يستطيع أن يؤدي العصر في وقتها، فإنه يصليها مع الظهر صلاةً كاملة، ولو كان ذلك قبل سفره، وقد ذكر أهل العلم أن القصر يكون سببه السفر خصوصًا أما الجمع فسببه العذر والحاجة كالمرض والمطر والخوف وغير ذلك والله ورسوله أعلم.^[2]

صلاة العصر قبل وقتها في المطار لأجل السفر

لو أن المسلم كان في المطار ولم يدخل وقت العصر فصلى العصر والظهر معًا جمع تقصير ولم ينعقد سفره بعد فذلك غير جائزٍ له بحسب أهل العلم، فلا يجوز الترخص برخص السفر إلا في حال السفر، ومكوث الرجل في المطار ينتظر سفره لا يعني أنه سافر، ولا يجوز له بالمطلق أن يصلي العصر قبل وقتها بغير الجمع، كأن يصليها في المطار وحيدة، ولو أنه جمع تقديم بين الظهر والعصر فإن أهل العلم اشترطوا على أن لا يكون بين الصلاتين فاصل زمني، ولا بشرع له الجمع إلا بمفارقة عمار وبنيان بلده، والمطار من أصل العمار والله أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

كيفية الجمع والقصر للمسافرين

إن الجمع والقصر للمسافر تكون على أحوال، فهو في عموم الحال يباح له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، ويقصر الرباعي من الصلوات، وذلك ضمن العديد من الضوابط الشرعية، فيجمع الظهر والعصر جمع تقديم لو زالت عليه الشمس وهو في محل نزول، وجمع الظهر والعصر تأخيرًا وهو أولى لمن زالت عليه الشمس وهو في سيره وقد جد في السير، وجمع المغرب والعشاء يكون تقديمًا لمن غربت عليه الشمس وهو نازل، وجمع المغرب والعشاء تأخيرًا لمن غربت عليه الشمس وهو في حال الركوب وجدّ في المسير، وهذه الكيفيات ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.^[4]

شاهد أيضًا: كم مدة الجمع والقصر للمسافر

حكمة جمع وقصر الصلاة للمسافر

إن الله سبحانه وتعالى شرّع لعباده المسلمين أن يقصروا ويجمعوا في الصلوات في حال سفرهم، وذلك لرفع المشقة والحرج عنهم، ولترغيبهم في أداء العبادات المفروضة، وللتخفيف عنهم، وللتيسير على العباد في تأدية حقوق الله سبحانه وتعالى، فيكونوا مرتاحين غير نافرين مقبلين غير مدبرين، ولكي لا يقصروا ولا يضعوا الحجج لترك العبادة، فالجمع والتقصير من رخص الله لعباده المسلمين وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}.^[5] والله ورسوله أعلم.^[6]

بهذا نصل لنهاية مقال هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر، والذي تم من خلاله بيان العديد من الأحكام الشرعية حول مسألة جمع الصلاة وتقصيرها، وبيان الحكمة من مشروعية الجمع للمسلمين.