عناصر المقال
هل يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب العمل يبحث عنها كثير من المسلمين الذين تشغلهم أعمالهم في بعض الأحيان عن إقامة صلاة الظهر في وقتها، ويجب على المسلم أن يتعرف على دينه حق المعرفة حتى لا يقع في مخالفات لا ترضي الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن جمع الصلاة في الإسلام، ونتعرف على حكم جمع صلاة الظهر والعصر بسبب العمل أو النوم وغيرها من الأحكام المتعلقة.
جمع الصلوات في الإسلام
أباح الله تعالى لعباده من المسلمين أن يجمعوا بين الصلوات إذا ألمَّ بأحدهم عذر حال دون إقامة الصلاة على وقتها، وهذا من باب التخفيف والتيسير على المسلمين، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الله سبحانه وتعالى يحب أن يأخذ المسلمون بالرخص التي رخَّصها لهم كما يحب أن يأخذوا بالعزائم والفرائض التي افترضها عليهم، وفي الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه”،[1] وقد شرع الله للمسلم أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر ويصليهما في وقت إحداهما، فإذا صلاهما في وقت الظهر يسمى جمع تقديم لأنه قدَّم صلاة العصر عن وقتها، وإذا صلاهما في وقت العصر يسمى جمع تأخير لأنه أخَّر صلاة الظهر إلى وقت العصر، وشرع له أن يجمع بين صلاتي المغرب والعشاء كذلك، أمَّا صلاة الفجر فإنَّها لا تجمع مع أية صلاة ولا تُقصَر وتصلى ركعتين في كل الأحوال.[2]
شاهد أيضًا: كم مدة الجمع والقصر للمسافر
هل يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب العمل
اختلف أهل العلم من الفقهاء في حكم جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب العمل، فقد ذهب جمهور العلماء إلى أنَّه لا يجوز للمسلم الجمع بين الصلوات من دون عذر شرعي محدد، وقد تحدَّدت أعذار جمع الصلاة في الإسلام بالسفر والمطر والمرض، وقد استند أصحاب هذا القول على العديد من الأحاديث التي وردت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّه يجوز الجمع بين الصلوات من دون عذر في جميع الأحوال لكن على ألا يتخذ المسلم من ذلك عادة، وقد ذهب الحنابلة إلى هذا القول، وذلك استنادًا إلى الحديث الصحيح عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنَّه قال: “جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ. فِي حَديثِ وَكِيعٍ: قالَ: قُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ قالَ: كَيْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ وفي حَديثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: قيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما أَرَادَ إلى ذلكَ؟ قالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ”،[3] ولذلك يجوز لم اضطره العمل أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر، ولكن يجب أن يحرص على إقامة الصلاة على وقتها.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام
هل يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب السفر
يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب السفر، ويعدُّ ذلك من أهم الأسباب التي شرع الله تعالى للمسلمين فيها جمع وقصر الصلوات المفروضة، ويمكن للمسلم أن يجمع الظهر مع العصر جمع تأخير أو أن يصلي العصر مع الظهر جمع تقديم، حسب الظروف المناسبة له، ودليل ذلك في الحديث عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ إلى وَقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمع بيْنَهُمَا، فإنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ، صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ رَكِبَ”.[5]
شروط جمع صلاة الظهر والعصر جمع تأخير
اشترطَ الفقهاء في الإسلام العديد من الشروط من أجل صحة الجمع بين صلاة الظهر والعصر جمع تأخير غير شرط وجود العذر من أجل ذلك، وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الشروط بالتفصيل:[6]
- النية: يجب عقد النية والعزم على تأخير صلاة الظهر عن وقتها إلى وقت صلاة العصر، ويجب أن تكون النية في وقت الصلاة الأولى وهي هنا صلاة الظهر وقبل خروجها حتى لو بوقت يسير، ولا يجوز تأخير النية إلى ما بعد خروج وقت صلاة الظهر، لأنَّ الجمع يبطل عند ذلك.
- استمرارية العذر: من شروط جمع التأخير استمرار العذر الذي أباح للمسلم أن يجمع بين صلاتين، ويجب أن يستمر العذر حتى دخول وقت الصلاة الثانية أي صلاة العصر، وهذا الشرط فقط عند الذين قالوا بعدم جواز الجمع من غير عذر، أمَّا عند من ذهبوا إلى جواز الجمع من دون عذر فإنَّ هذا الشرط لا غير معتَبر.
- الترتيب: لا بدَّ من الترتيب بين الصلاتين عند صلاة الجمع، حيث يصلي الظهر ثمَّ يصلي العصر بعدها.
- الموالاة: يجب ألا يترك المصلي فاصلًا زمنيًا طويلًا بين الصلاتين، لأنَّ الجمع يبطل عند ذلك.
شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العصر قبل وقتها بسبب العمل
هل يجوز جمع الصلاة بدون عذر
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز الجمع بين الصلوات من غير عذر من الأعذار التي وضحها الفقهاء من أهل العلم، وقد ذهب البعض إلى أنَّ الجمع دون عذر من الكبائر، فقد رويَ في الحديث عن عبد الله بن عباس أيضًا رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن جمعَ بينَ الصَّلاتينِ من غيرِ عُذرٍ فقد أتَى بابًا مِن أبوابِ الكبائرِ”،[7] وقد ضعَّف المحدثون هذا الحديث، وذهب آخرون إلى جواز الجمع بين الصلوات من غير عذر استنادًا إلى حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه السابق الذي جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم دون عذر، وفي حديث آخر أيضًا: “خَطَبَنَا ابنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا بَعْدَ العَصْرِ حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَدَتِ النُّجُومُ، وَجَعَلَ النَّاسُ يقولونَ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، قالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِن بَنِي تَمِيمٍ، لا يَفْتُرُ، وَلَا يَنْثَنِي: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: أَتُعَلِّمُنِي بالسُّنَّةِ؟ لا أُمَّ لَكَ، ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَمع بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ”،[8] وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أنَّ المقصود من هذا الجمع هو الجمع الصوري، الذي تؤخر فيه الصلاة إلى آخر وقتها، وتصلى قبل خروج وقتها بدقائق، وحتى عند الذين أجازوا الجمع دون عذر يجب ألا يتَّخِذ المسلم من ذلك عادةً.[9]
حكم تأخير الصلاة بسبب العمل للمرأة
إنَّ حكم تأخير الصلاة لا يختلف بين الرجل والمرأة، حيث يجوز للمسلم أن يؤخر الصلاة عن أوَّل وقتها بسبب عمل أو الانشغال في أمر معين، ولكن على ألا يخرج وقتها، وسوف يفوته في هذا الفضل العظيم في المحافظة على الصلاة في أوَّل وقتها، ولكنَّ الصلاة على وقتها هو منذ لحطة دخول وقتها حتى آخره، وقد أخَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر مرة إلى آخِر وقتها وصلاها قبل العصر بدقائق، ثمَّ صلى العصر بعدها بوقت يسير وسمِّي ذلك جمعًا صوريًا، ولا حرج فيه والله تعالى أعلم.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز تقديم صلاة العصر قبل السفر
هل يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب الدراسة
إنَّ الأصل إقامة الصلاة في وقتها، وهذا من أفضل الأعمال عند الله تعالى، ويحب على المسلم أن يحرص على ذلك، ففي الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي”،[10] ولكن قد يضطر البعض إلى تأخير صلاة الظهر إلى آخر وقتها وجمعها مع صلاة العصر، وقد ذهب معظم الفقهاء إلى عدم جواز ذلك إلا بعذر، وذهب البعض إلى جواز ذلك لكن دون أن يتخذه المسلم عادة والله أعلم.[9]
في ختام مقال هل يجوز جمع صلاة الظهر مع العصر بسبب العمل تمَّ إدراج معلومات عن جمع الصلاة في الإسلام، وتعرفنا على حكم جمع صلاة الظهر والعصر بسبب العمل والدراسة، وحكم جمع الصلوات في الإسلام من دون عذر، كما تعرفنا على شروط جمع صلاة التأخير وغيرها من المعلومات.
المراجع
- ^ صحيح الترغيب، عبد الله بن عباس، الألباني، 1060 ، صحيح
- ^ wikiwand.com، جمع الصلوات، 09/01/2023
- ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عباس، مسلم، 705، صحيح
- ^ islamweb.net، حكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب ظروف العمل، 09/01/2023
- ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك، مسلم، 704، صحيح
- ^ dorar.net، ما يشترط للجمع في وقت الثانية، 09/01/2023
- ^ ضعيف الترمذي، عبد الله بن عباس، الألباني 188، ضعيف جدا
- ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عباس، مسلم، 705، صحيح
- ^ islamweb.net، جمع الصلاة لغير عذر، 09/01/2023
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن مسعود، البخاري، 5970، صحيح
التعليقات