هل يجوز شرب الماء بعد الأذان الأول ومتى يكون الإمساك

يجوز شرب الماء بعد الأذان الأول، ولا بأس في ذلك، لأنّ الشرع الإسلامي بينّ للمسلم وقت الصيام فهو محدد بطلوع الفجر الثاني وغروب الشمس، وبناءً على ذلك إن تأكد السلم من عدم دخول وقت الفجر الحقيقي له أن يأكل ويشرب كما شاء، بدليل ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:” إن بلالاً ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم”^[4]، أمّا إن عَلِم بدخول الفجر الحقيقي فقد وجب عليه التوقف عن الأكل والشرب، حتى إذا كان يشرب الماء عليه بالتوقف، ومن كان في فمه شيء فعليه إخراجه، ولكن  إذا كان يشرب الماء متعمداً بعد الأذان الثاني، فإن صيامه لا يصح، ويجب عليه أن يُمسك بقية يومه مراعاة لحرمة الشهر الفضيل، وأن يقضي هذا اليوم بعد انقضاء رمضان، فقد قال الإمام النووي -رحمه الله- في ذلك: “ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه (فمه) طعام فليلفظه ويتم صومه، فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه، وهذا لا خلاف فيه”، والله أعلم.^[5]

هل يجوز السحور بعد الأذان الأول

من السنن الواردة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- تأخير السحور لآخر الليل، ولكن من الأفضل تقديمه قبل الأذان، فقد بيّن أهل العلم أنّ السحور بعد أذان الفجر الأول جائز؛ لأن الأذان الأول يعتبر تنبيهًا للمسلم على اقتراب موعد طلوع الفجر، وبناءً على ذلك فإنَّه يجوز للمسلم الأكل أثناء الأذان الأول، أو بعده ودليل ذلك ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ بلَالًا يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُنَادِيَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قالَ: وكانَ رَجُلًا أعْمَى، لا يُنَادِي حتَّى يُقالَ له: أصْبَحْتَ”^[4]، أما لو أكل أو شرب بعد أذان الفجر الثاني يكون صومه غير صحيح، فقد قال العلماء في ذلك “فمن كان يتناول طعاما أو شرابا وأذن المؤذن الذي لا يؤذن إلا مع طلوع الفجر أو عرف طلوع الفجر بأي طريق، فالواجب عليه أن يلفظ ما في فمه ويتم صومه، وصومه صحيح ولا قضاء عليه. وأما إذا استمر في تناول الطعام أو الشراب فصومه غير صحيح لأنه لم يصم اليوم كاملاً بل قد تناول مفطراً بعد تبين الفجر وعليه القضاء”.^[3]

شاهد أيضًا: هل وضع الروج يفطر الصائم ، هل تذوق مرطب الشفاه يفطر الصائم

هل يجوز شرب الماء وقت أذان الفجر في رمضان

تعددت آراء أهل العلم في شرب الماء وقت أذان الفجر في شهر رمضان الفضيل، وقد جاء اختلافهم على قولين، وهما على النحو الآتي:^[6]

• القول الأول: لا يجوز، فقد ذهب العلماء إلى أنَّ الإمساك عن الطعام والشراب يكون وقت طلوع الفجر، وقد اعتمد العالم الإسلامي أوقاتًا محددة بشكل دقيق للأذان من أجل الخروج من الخلاف بين العلماء، فقد ورد عن الإمام النووي -رحمه الله- في ذلك: “ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه (فمه) طعام فليلفظه ويتم صومه، فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه، وهذا لا خلاف فيه، ودليله حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ”^[4]، ولذلك من الأفضل عدم الأكل والشرب وقت الأذان لأنّ في ذلك سلامة من الإثم وضمان لصحّة الصيام.
• القول الثاني: يجوز، وذلك لأنَّ الصيام يكون بطلوع الفجر الصادق وليس بأذان المؤذن، بدليل قول الله -تعالى- في الكتاب: {وكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}^[1]، وقد ذهب إلى هذا القول الإمام ابن باز رحمه الله تعالى، كما استدل بما ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا سَمِع أحدُكم النِّداءَ والإناءُ على يدِه، فلا يَضَعْه حتى يَقضيَ حاجتَه منه”^[7]، وبناء على ذلك فإذا تأكد المسلم من أنَّ أذان الفجر كان وقت طلوع الفجر الصادق عندها لا يجوز له أن يشرب أو يأكل.

شاهد أيضًا: هل حقن السيولة تفطر الصائم ، هل الحقن المسكنة تفطر الصائم

حكم من شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع

إنَّ شرب الماء بعد أذان الفجر في صيام التطوع له نفس الحكم في صيام الفريضة أو في صيام القضاء، فإذا شرب المسلم الماء بعد الفجر الصادق، يكون صومه غير صحيح، لأن الصيام يكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، لقول الله -تعالى- في محكم تنزيله: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}^[1]، وعليه لا ينال المسلم أجر هذا اليوم لعدم موافقته الشرع، أما لو كان شرب بعد الأذان الأول أي قبل طلوع الفجر الصادق جائزًا ولا حرج في ذلك، وصيامه صحيح وليس عليه شيء، لذلك يجب على المسلم أن يمسك عن كافة المفطرات من طلوع الفجر الصادق حتى يكون صومه صحيحًا وينال أجره كاملًا بإذن الله.^[8]