هل يجوز شرب حليب الزوجة

هل يجوز شرب حليب الزوجة، حيث إنّ العلاقة ما بين الزوجين تكون على مدى الحياة إلا في الأوقات التي نهى عنها الدين الحنيف، وتكون في أثناء حمل المرأة ورضاعها وقد يُخالط لعاب الرجل شيئًا من حليب زوجه في أثناء مدة الرضاع وللإسلام رأي في ذلك، حيث إنّ العلاقة الزوجية مضبوطة بمجموعة من الشرائع السماوية.

هل يجوز شرب حليب الزوجة

في الإجابة عن سؤال هل يجوز شرب حليب الزوجة فإنّه يجوز إن سبق إلى جوف الرجل شيء من لبن امرأته المرضع قاصدًا من التقام ثديها المتعة، أمّا أن يشرب من حليب امرأته لبنًا متعمدًا فعل ذلك فإنّه جائز عند ابن تيمية إن كان ذلك من أجل التداوي أو نحو ذلك، أمّا شربه من غير حاجة لذلك فقد اختلف فيه عامة فقهاء الحنفية، وقد ورد في ذلك: “وأما شربه من غير ضرورة من بالغ فقد اختلف الفقهاء المتأخرون من الأحناف في ذلك كما جاء في كتاب الفتاوى الهندية، ولا بأس بأن يسعط الرجل بلبن المرأة ويشربه للدواء، وفي شرب لبن المرأة للبالغ من غير ضرورة اختلاف المتأخرين، كذا في القنية، وقال في فتح القدير: وهل يباح الإرضاع بعد المدة؟ قيل: لا، لأنه جزء الآدمي فلا يباح الانتفاع به إلا للضرورة، وقد اندفعت”.^[1]

الدليل على جواز شرب الزوج لحليب زوجته

ورد في مسألة جواز شرب الرجل لحليب زوجه: “ما جاء عن أبي عطية الوادعي قال : جاء رجل إلى ابن مسعود فقال : إنها كانت معي امرأتي فحُصر لبنها في ثديها فجعلت أمصه ثم أمجُّه فأتيت أبا موسى فقال ما أفتيت هذا؟ فأخبره بالذي أفتاه فقال ابن مسعود، وأخذ بيد الرجل: أرضيعاً ترى هذا؟ إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحَبْر بين أظهركم”.^[2]

حكم بلع الرجل لبن زوجته

بناء على ما تقدم من أخبار أهل العلم والعلماء فإنّه يُمكن ذلك من غير قصد أو بقصد التداوي ونحوه، أمّا تعمد ذلك من غير حاجة فإنّه أمر مكروه وتمجّه الفطرة السليمة التي لا تميل إلى مثل تلك الأمور، والله أعلم فيما قُضي.^[1]

هل يجوز رضاعة الزوج من زوجته

إن الحكم الشرعي لرضاعة الرجل من زوجته فإنّه جائز، حيث إنّ ذلك يدخل في باب استمتاع الرجل بامرأته كما جاز له ذلك في الشريعة الإسلامية، والذي يحرم في علاقة الرجل بامرأته أن يأتيها في دبرها أو أن يأتيها حالة الحيض أو النفاس، والله بذلك هو أعلى وأعلم.^[3]

هل يجوز للزوج شرب مني زوجته

إنّ مسألة شرب الرجل لمني زوجته غير مذكورة عند عامة أهل العلم، أمّا مني الرجل لو أقدمت المرأة على ابتلاعه فإنّ ذلك لا يجوز لأنّه يدخل في باب القذارة، وقد ذكر النووي في ذلك: “هل يحل أكل المني الطاهر؟ فيه وجهان: الصحيح المشهور أنه لا يحل لأنه مستخبث”، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.^[4]

فوائد شرب حليب الزوجة

بعد أن تمت الإجابة عن سؤال هل يجوز شرب حليب الزوجة لا بدّ من الإتيان على ذكر مسألة فوائد شرب الرجل لحليب زوجته، حيث إنّ ذلك لم تقف البحوث عليه ولم يأت العلماء على ذكره، وهو غير مثبت مع كثرة البحوث حوله.

طريقة الإسلام في تنظيم العلاقة الزوجية

لقد وضع الإسلام مجموعة من الضوابط الشرعية لعلاقة الرجل مع زوجته في الفراش، ومن أهم الآداب:^[5]

• معرفة أنّ العلاقة الجنسية بين الرجلين يؤجر عليها كلّ من الطرفين حيث يعف كل منهما الآخر عن الحرام، وقد ورد في ذلك: “أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُم مَّا تَصَدَّقُونَ بِهِ ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً ، وَبِكُلِّ تكبيرةٍ صدقةً ، وبِكلِّ تحميدةٍ صدقةً ، وبِكلِّ تهليلةٍ صدقةً ، وَأَمرٌ بِالمَعرُوفِ صَدَقَةٌ، ونَهَىٌ عنِ المنكرِ صدقةٌ ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُم صدقةٌ . قالوا : يا رسولَ اللهِ أَيَأْتِي أحَدُنا شَهْوَتَهُ وَيكونُ له فيها أجْرٌ ؟ قال : أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي الحرامِ ألَيْسَ كان يكونُ عليْهِ وِزْرٌ ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَها فِي الْحَلَالِ يكونُ لَهُ أجرٌ”.
• يبتدئ الجماع مع زوجته بقوله: “بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإن قضي الله بينهما ولداً، لم يضره الشيطان أبداً“.
• تكون العلاقة بين الرجل والمرأة مبنية على الملاطفة والمداعبة بعيدًا عن القسوة والأمور الشاذة.
• يأتي الرجل امرأته بالهيئة التي ترضيها بعيدًا عن القسوة أو الإجبار.
• يتهيأ الرجل لذلك من خلال إصلاح هيئته وريحه.
• يحرم أن يفشي أي من الطرفين أسرار العلاقة لشخص آخر.

حكم تعمد شرب الزوج من لبن زوجته

ذهب الفقهاء إلى أنه لا حرج على الرجل في شرب حليب زوجته عمدًا لأنه رضاع الكبير ليس بشيء في الإسلام ولا يؤثر، ويجوز لها أن يستمتع بها كما يشاء حتى لو شرب من الحليب، ولكن لا يجوز أن يبالغ في ذلك، لأنه لا حاجة له في ذلك، ولكن حتى لو تعمد ذلك فلا حرج عليه، وقد أشار ابن باز إلى ذلك بقوله: “لا حرج، يعني: لو مص ثديها ما يضره، لو مص اللبن من ثديها؛ لأن رضاع الكبير لا يؤثر شيئاً عند جمهور العلم، لكن ترك ذلك أولى لا حاجة إلى هذا، يعني كونه يمص ثديها من باب المزح أو من باب المداعبة أو من باب إظهار المحبة لا يضر ذلك، لا يضر الزوجية لو شرب من ثديها لا يضر شيئاً، وهي زوجته ولا يكون ولداً لها، ولكن ترك هذا أحسن”.^[6]

مقالات قد تهمك

وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال هل يجوز شرب حليب الزوجة، وذكرنا ما هي الأمور التي يُجاز فعلها بين الرجل والمرأة، ومتى يجوز للرجل أن يبتلع شيئًا من حليب امرأته ومتى يحرم عليه ذلك، وغير ذلك من الضوابط الشرعية لكل من الطرفين.