هل يجوز صلاة التهجد بدون التراويح وما حكم صلاة التهجد

هل يجوز صلاة التهجد بدون التراويح وما حكم صلاة التهجد من المعلومات الشرعية التي يجهلها عدد كبير من المسلمين في العالم الإسلامي، ومن الضروري الاطلاع عليها حتى يتمكن المسلم من أداء العبادات على أكمل وجه، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن صلاة التهجد، وسوف نتعرف على حكم صلاة التهجد في جماعة، وحكم التهجد بدون صلاة التروايح، وما إلى هنالك من أمور أخرى متعلقة.

معلومات عن صلاة التهجد في الإسلام

تعتبر صلاة التهجد من صلوات قيام الليل وهي من السنن والنوافل المعروفة في الإسلام، وهي صلاة تطوعية مختصة بالليل، حيث يؤديها المسلمون ليلًا بعد صلاة العشاء وتحديدًا بعد أن ينام المسلم ثم يقوم ليلًا ويصليها، إذ يرجع سبب تسمية صلاة التهجد بهذا الاسم إلى لفظ “الهجود” في اللغة العربية، ويشير هذا اللفظ إلى معنى ترك الفراش والنوم في الليل، ولذلك اختصت صلاة التهجُّد من كل صلوات القيام بهذا الاسم لأنَّ المسلم يقوم من نومه ويصليها في جوف الليل، وقد رغَّب الله تعالى بصلاة الليل وأشاد بالمسلم الذي يقوم الليل حيث قال: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ”،^[1] وقد حثَّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا وأوصى المسلمين بصلاة القيام والتهجد، فقد ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ”،^[2] ولهذا يحرص المسلمون على أدائها وخصوصًا في شهر رمضان من كل عام.^[3]

هل يجوز صلاة التهجد بدون التراويح

يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التهجد من دون صلاة التراويح، حيث إنَّ صلاة التهجد وصلاة التراويح هي صلاة قيام الليل، ولكن أطلق على التراويح ذلك لأن المسلمين اعتادوا أن يستريحوا بين كل ركعتين، وتصلى التراويح بعد العشاء في شهر رمضان المبارك، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يأثم المسلم إذا لم يصليها، كما أنَّ صلاة التهجد هي أيضًا صلاة قيام ليل وسميت بذلك لأنه تصلى بعد أن ينام المسلم ثم يقوم لصليها، وهي أيضًا سنة ولا حرج على المسلم إذا لم يصليها، ولا حرج على المسلم أيضًا أن يصلي صلاة القيام في أي وقت يشاء من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر، ولكن أن يجمع المسلم بينهما ويصلي التراويح والتهجد فذلك أفضل حيث يحصل المسلم على الأجر الكبير، وعليه أن يغتنم هذه الليالي للفوز بفضل الله تعالى ورحمته.^[4]

حكم صلاة التهجد جماعة في رمضان

إنَّ صلاة التهجد في جماعة جائزة في الإسلام ولا حرج في ذلك ولكن لا يجوز أن يعتاد عليها المسلم وأن يجعلها عادة، فقد يصلي بعض الناس صلاة التهجد جماعة وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، حيث أن ذلك جائز إذا حدث مصادفة في اجتماع ما، ولكن إذا داوم عليه المسلم بانتظام فإنَّ ذلك يصبح سنة وهذا غير جائز، لأنَّ صلاة الجماعة في النوافل لا تصلى إلا في صلاة التراويح، فقد سن النبي عليه الصلاة والسلام صلاة التراويح في جماعة، أما سنُّ غيرها في جماعة غير جائز، وقد أشار ابن باز رحمه الله إلى ذلك بقوله: “صلاة الليل جماعة لا بأس بها، لكن ليست مشروعة يداوم عليها، إلا في التراويح، في رمضان، وأما بقية السنة إذا صادف بعض الأحيان من غير اتخاذ ذلك عادة؛ فلا بأس، كأن يصلي بأهله، أو يزور قومًا، فيصلي معهم جماعة؛ فهذا لا بأس، أما أن يتخذوا ذلك عادة، وسُنة؛ فلا أصل لذلك”.^[5]

هل يجوز جمع صلاة التراويح مع التهجد

يجوز للمسلم أن يجمع صلاة التراويح مع التهجد ولا حرج في ذلك، حيث إنَّ كلا الصلاتين هما من صلاة قيام الليل، وكلاهما سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يأثم المسلم إذا لم يصليها، كما يجوز له أن يجمع بينهما وكل ذلك خير، وقد ورد عن بعض الفقهاء ما مفاده: “فما اعتاده الناس في العشر الأواخر من الجمع بين الصلاة أول الليل (التراويح) وآخره (القيام أو التهجد) أمر محمود، والقيام آخر الليل ليس مشروطاً بصلاة التراويح أوله، بل للإنسان أن يقتصر على أحدهما والجمع بينهما أفضل. والله أعلم”.^[4]

هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح

إنَّ صلاة التهجد في الإسلام تغني عن صلاة التراويح ولا فرق بينهما، حيث أن صلاة التراويح وصلاة التهجد كلاهما صلاة قيام الليل المسنونة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الأولى أن يصلي المسلم صلاة التراويح جماعة في  المسجد اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي كان قد سنها، ثم خشي أن تفرض على المسلمين فتركها في جماعة، وقد سئل الإمام ابن عثيمين عن الفرق بين التراويح والتهجد، فأجاب رحمه الله تعالى: “الحقيقة أن لا فرق بينهما فالتراويح من قيام الليل؛ ولهذا نعتبر المسلمين قائمين لرمضان من أول ليلة، وأن قوله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. يشمل التراويح فإنها من القيام بلا شك؛ لكن جرى في عرف الناس أن ما أطيل فيه القراءة والركوع والسجود هو قيام، وما خفف فهو تراويح، وهذا مفهومٌ عرفي، وليس مفهوماً شرعياً”.^[5]

ما الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح

إنَّ قيام الليل في الإسلام يشمل كل ما يقوم به المسلم من عبادة في الليل، من صلاة وذكر وتلاوة قرآن، ولذلك فإنَّ صلاة التراويح وصلاة التهجد من صلوات قيام الليل،  ولكن صلوات التراويح تصلى بعد صلاة العشاء في جماعة وهي مختصة بشهر رمضان المبارك، وهي قيام ليل، وأما صلاة التهجد فهي صلاة القيام التي تصلى في رمضان وفي غير رمضان، ولكنها غالبًا تصلى بعد أن ينام المسلم ثم يقوم لأداء هذه الصلاة.^[5]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز صلاة التهجد بدون التراويح وما حكم صلاة التهجد وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن صلاة التهجد في الإسلام، كما تعرفنا على حكم صلاة التهجد في جماعة في شهر رمضان المبارك، كما تعرفنا على حكم صلاة التهجد من دون تراويح، وحكم جمعها مع صلاة التراويح، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.