هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد وما هي كيفيتها

هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، حيث أنّ صلاة الشفع هي أي صلاة مكونة من ركعتين فكل عدد زوجي يسمى شفعاً كركعتين أو أربع، وكل عدد فردي يسمى وتراً كركعة أو ثلاث، ويتبادر إلى ذهن الكثير من المسلمين وخاصة في شهر رمضان المبارك السؤال حول كيفية أداء صلاة الوتر حيث يصلي عدد كبير من المسلمين عقب صلاة التراويح ركعتي الشفع وركعة الوتر وسط تساؤلات عديدة، هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، وهذا ما سنتعرف عليه بالتفصيل في مقالنا الآتي.

هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد

نعم، يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، حيث يصلي الإنسان بثلاث ركعات متصلة يسردها ولا يجلس في الركعة الثانية ويتشهد بتشهد واحد في آخر الصلاة ثم يقوم المصلي بالتسليم، وإذا أوتر المصلي بثلاث ركعات، وسلم من الاثنتين ثم أوتر بواحدة مفردة يكون هذا هو الأفضل، والأكمل؛ لأن هذا هو الغالب من فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.^[1]

كيفية صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد

إذا أراد المصلي أن يصلي صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد فإنه يصلي ثلاث ركعات متصلة لا يقعد فيها للتشهد الأوسط حتى لا تشبه صلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً وهو للتشهد الأخير، ويقرأ المصلي في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكافرون، ويقرأ في الركعة الثالثة سورة الفاتحة وسورة الإخلاص، والدليل على ذلك ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- حيث قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كان يوترُ بثلاثٍ يقرأ بسبِّحِ اسمَ ربِّك الأعلى، وقل يا أيها الكافِرون، وقل هو اللهُ أحدٌ”،^[2] والله تعالى أعلم.^[3]

شاهد أيضاً: هل صلاة التراويح جهرية ام سرية وهل يجوز الجهر في صلاة التراويح للمنفرد

هل يجوز صلاة الشفع والوتر قبل قيام الليل

لا بأس بأداء صلاة الوتر قبل قيام اللَّيل، بل هو الأفضل في حقِّ من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، ومن رَجَا أن يقوم في آخر اللَّيل، فإنَّ تأخير الوتر لآخر اللَّيل في حقِّه أفضل، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وذلك لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “مَن خافَ أنْ لا يقومَ مِن آخِرِ اللَّيلِ فلْيُوترْ أوَّلَه، ومَن طَمِعَ أن يقومَ آخِرَه فلْيُوترْ آخرَ اللَّيلِ؛ فإنَّ صلاةَ آخِرِ الليلِ مشهودةٌ، وذلك أفضلُ”،^[4]  وكان النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يدعُ صلاة الوتر في حضر أو سفر، وعن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال لأبي بكرٍ: متى توترُ؟ قال: أوترُ من أولِ الليلِ، وقال لعمرَ: متى توترُ؟ قال: آخرَ الليلِ، فقال لأبي بكرٍ: أخذ هذا بالحزمِ، وقال لعمرَ: أخذ هذا بالقوَّةِ”،^[5] ولكن إذا صلَّى الشخص الوتر في أول اللَّيل، فلا يصلِّيه مرةً أخرى إذا قام في آخر اللَّيل؛ وذلك لأنَّ الوتر يُؤدَّى مرةً واحدةً كل ليلةٍ، والله تعالى أعلم.^[6]

شاهد أيضاً: ما حكم صلاة سنة صلاة الظهر وهل يجوز صلاة سنة الظهر اربع ركعات متصلة؟

هل يجوز صلاة الشفع والوتر جماعة

من المعروف أن صلاة الشفع والوتر تصلى جماعة في شهر رمضان المبارك، أما في غير شهر رمضان فقد تعددت آراء الفقهاء في حكم أداء صلاة الشفع والوتر في جماعة، وبيان آرائهم هي كالآتي:^[7]

• الحنفية والشافعية والحنابلة: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى عدم سنية أداء صلاة الشفع والوتر في جماعة مطلقاً، إلا أنهم استحبوا الجماعة فيها فقط في شهر رمضان بعد صلاة التراويح، وقال الحنفية بأنه يندب أن تؤدى صلاة الشفع والوتر جماعة في المسجد بعد التراويح.
• المالكية: ذهب المالكية إلى استحباب أداء صلاة الشفع والوتر جماعة، سواء كان في المسجد أو في البيت، مع أفضلية أدائها في البيت، وذلك بعداً عن الرياء، وَلاَ يَسْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فِي بَيْتِهِ.

شاهد أيضاً: هل يجوز القراءة بالمصحف اثناء الصلاة وحكم قراءة القرآن من الجوال في صلاة الفرض

عدد ركعات صلاة الشفع والوتر

اختلف الفقهاء الأربعة في عدد ركعات صلاة الشفع والوتر، وبيان اختلافهم هو كالآتي:^[8]

• الحنفيّة: ذهب الحنفية إلى أن الوتر لا يجوز بركعة واحدة، إنما عدد ركعات الوتر هي ثلاث ركعات، بتشهدين وسلام أخير وتؤدى كأداء صلاة المغرب تماماً.
• المالكيّة: عند المالكية يجوز الوتر بركعة واحدة، ولكن هذا الوتر ينبغي أن يتم بعد صلاة الشفع التي تسبق الوتر؛ فصلاة الوتر تُكره عندهم دون صلاة النافلة، وقد بينوا أن هناك استثناء لهذه الكراهة؛ وهو وجود عذرٍ؛ كسفر الشخص أو مرضه مثلاً.
• الشافعية والحنابلة: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن أقل الوتر ركعة واحدة فقط، وأكثره إحدى عشرة ركعة، وقول عند الشافعية أن أكثره ثلاثة عشرة ركعة، وأدنى الكمال عندهم هو ثلاث ركعات، فيجوز أن يصلى خمس ركعات، أو سبع، أو تسع، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الوِترُ حقٌّ فمن شاءَ أوترَ بسبعٍ ومن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ”.^[9]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بيّن هل يجوز صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، وكما وضح المقال كيفية صلاة الشفع والوتر بتشهد واحد، وعرض العديد من الأحكام الشرعية المتعلقة بصلاة الشفع والوتر مثل جواز صلاتها قبل قيام الليل، أو صلاتها جماعة في شهر رمضان أو غيره، وكما بين ما هو عدد ركعات صلاة الشفع والوتر.