هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع؟ هذه الصلاة المباركة التي هي سنة موكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والتي ينبغي على كل مسلم المواظبة عليها في كل يوم لما لها من أجر وثواب وفضل عظيم من الله رب العالمين، وفي هذا المقال سوف نقف على تعريف صلاة الوتر وحكمها في الإسلام بالإضافة إلى حكم صلاة الوتر ركعة واحدة دون صلاة الشفع، مع بعض المواضيع الفقهية المهمة التي تتعلق بصلاة الشفع وصلاة الوتر.

ما هي صلاة الوتر

تُعرَّف صلاة الوتر في الإسلام بأنّها صلاة من الصلوات النافلة التي وردت في الشرع الإسلامي، وهي صلاة تُصلَّى في الليل وتكون ركعة واحدة يختتم بها المسلم ما صلّى قبلها من صلاة الشفع وسنة العشاء وفرض العشاء، وتُصلَّى هذه الصلاة بعد الانتهاء من قيام الليل لمن أراد أداء قيام الليل مثنى مثنى، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ وقت هذه الصلاة يكون منذ الانتهاء من أداء صلاة العشاء ويستمر حتَّى طلوع الفجر الثاني من اليوم التالي، والله تعالى أعلم. ^[1]

حكم صلاة الوتر في الإسلام

أجمع علماء المذهب المالكي والشافعي والحنبلي على أنّ صلاة الوتر سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا القول الراجح في حكم صلاة الوتر في الإسلام، واستدل العلماء في سنّية صلاة الوتر بحديث الصحابي الجليل خارجة بن حذافة العدوي -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “خرج علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال إنَّ الله أمدّكُم بصلاةٍ هي خيرٌ لكُم من حُمُرِ النعَمِ الوِترُ جعلهُ الله لكم فيما بينَ صلاةِ العشاءِ إلى أن يطلعَ الفجرُ” ^[2]وهذا الحديث يدلّ على مشروعية هذه الصلاة في الإسلام، والله أعلم. ^[3]

هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

أجمع أهل العلم أنه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة الوترركعة واحدة دون أن يصلي صلاة الشفع أو سنة صلاة العشاء، واستدلوا في هذا الحكم بحديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- والذي رواه عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال فيه: “الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ” ^[4]وفيما يأتي نذكر أقوال بعض علماء وفقهاء المسلمين من المذاهب الإسلامية الأربعة في مسألة أداء صلاة الوتر ركعة واحدة دون أداء صلاة الشفع: ^[5]

• قال المراودي في كتابه الإنصاف: “وأقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة هذا المذهب وعليه جماهير الأصحاب وجزم به في الوجيز وغيره وقدمه في الفروع وغيره”.
• قال ابن قدامة في كتابه المغني: “ويحتمل أنه أراد أقل الوتر ركعة، فإن أحمد قال: إنا نذهب في الوتر إلى ركعة، وإن أوتر بثلاث أو أكثر فلا بأس”.
• قال الإمام النووي -رحمه الله- في كتابه المجموع: “قد سبق أن مذهبنا أن أقله ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة وفي وجه ثلاث عشرة وما بين ذلك جائز، وكلما قرب من أكثره كان أفضل وبهذا قال جمهور العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم”.
• قال أحمد الطحاوي في كتاب شرح معاني الآثار: “فهذا عندنا على أنه كره أن يوتر وتراً لم يتقدمه تطوع، وأحب أن يكون قبله تطوع، إما ركعتان وإما أربع”.

ما هي صلاة الشفع

إنّ صلاة الشفع هي صلاة ركعتين بين صلاة العشاء وصلاة الوتر، حيث يقرأ المسلمين في هاتين الركعة سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، ثمَّ يقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكافرون، ويستمر وقت صلاة الشفع من وقت الانتهاء من صلاة العشاء حتَّى طلوع الفجر الثاني من اليوم التالي، والله تعالى أعلم. ^[6]

كيف نصلي صلاة الشفع والوتر

تُصلَّى صلاة الشفع والوتر ثلاث ركعات، حيث يقرأ المسلم في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى، بينما يقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكافرون، ثمَّ يسلّم بعد الانتهاء من هاتين الركعتين وهذه تُسمَّى بصلاة الشفع، ثمَّ يصلّي ركعة واحدة وهي صلاة الوتر، يقرأ في هذه الركعة سورة الفاتحة ثمَّ سورة الإخلاص، والدليل على هذا الترتيب وهذه السور في الشفع والوتر هو حديث الصحابي الجليل أبي بن كعب -رضي الله عنه- والذي قال فيه: “كانَ رسولُ اللَّهِ يقرأُ في الوترِ ب سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى وفي الرَّكعةِ الثَّانيةِ ب قل يا أيُّها الكافرونَ وفي الثَّالثةِ ب قل هوَ اللَّهُ أحدٌ ولا يسلِّمُ إلَّا في آخرِهنَّ ويقولُ يعني بعدَ التَّسليمِ سبحانَ الملِك القدُّوسِ ثلاثًا” ^[7]ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه يمكن للمسلم أن يوتر بثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشرة ركعة وهذا ما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والله أعلم. ^[8]

هل صلاة الشفع مرتبطة بالوتر

إن صلاة الوتر هي خاتمة صلاة قيام الليل التي يصليها المسلم، وسميت وترًا لأنها تصلى ركعة واحدة وترًا، أما صلاة الشفع فهي مرتبطة بالوتر أي تأتي قبلها، فمن صلى الوتر لا يصلي الشفع فالشفع تصلى قبل الوتر، ولذلك ذهب الفقهاء إلى أن الشفع لا تقضى في النهار مثل الوتر لمن صلى الوتر، لأنها مرتبطة بها فمن صلى الوتر لا يصلي الشفع، وهما الركعتان اللتان تسبقات الوتر، وقد ورد في موقع إسلام ويب: “فلا تقضى صلاة الشفع وحدها لمن صلى الوتر ركعة واحدة، لأن صلاة الشفع ليست صلاة بعينها، وإنما هي مرتبطة بركعة الوتر، وإن صلاة الوتر في اصطلاح الفقهاء هي الصلاة التي تختم بها صلاة الليل، سميت بذلك لأنها تصلى وترا”.^[9]

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الفقهية المهمة التي تتعلق بصلاة الوتر نختم هذا المقال الذي وقفنا في مطلعه على تعريف صلاة الوتر وحكمها في الإسلام ثمَّ مررنا فيه على هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع وتحدثنا فيه عن الطريقة المناسبة لأداء صلاة الوتر وصلاة الشفع وما يُقرأ في هاتين الصلاتين.