هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء في الإسلام

هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء في الإسلام
هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء

هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء في الإسلام هو أحد الأحكام الشرعية التي يجب على المسلمين التعرف عليها من باب التفقه في الدين، فالتعلم في الأحكام الشرعية والتفقه في الشرع الإسلامي هو من الأمور الواجبة على المسلمين، ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بتعريف يوم عاشوراء، وسوف نلقي الضوء على عادي اصوم عاشوراء وانا علي قضاء كما سوف نتحدث عن حكم صيام عاشوراء بنية القضاء، وفضل صيام يوم عاشورء في الإسلام، وسوف نعرف حكم صيام النافلة قبل قضاء صيام رمضان إضافة إلى حكم صيام عاشوراء لمن عليه قضاء من رمضان وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

يوم عاشوراء

إنّ يوم عاشوراء في الإسلام هو اليوم العاشر من شهر المُحرم أول شهور السنة الهجرية، وهو يوم مبارك يصادف اليوم الذي نجّى الله تعالى فيه نبيه ورسوله موسى بن عمران -عليه الصلاة والسلام- من فرعون ومن معه، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين بن علي حفيد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في موقعة كربلاء، وهذا ما يجعل يوم عاشوراء من الأيام الحزينة عند أتباع الطائفة الشيعية، فهو يوم عزاء وحزن على الحسين، وجدير بالقول إنّ يوم عاشوراء هو يوم عطلة رسمية في العديد من البلاد الإسلامية حول العالم، مثل الجزائر ولبنان وإيران وباكستان والبحرين والهند والعراق، ويُعدّ هذا اليوم من الأيام المباركة عند أهل السنة والجماعة، والله أعلم. [1]

هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء

اختلف الفقهاء من أهل العلم في ذلك، ولكن ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية إلى جواز صيام عاشوراء قبل القضاء لأنهم ذهبوا إلى أن القضاء ليس واجبًا على الفور ويوجد أمامه وقت، أما عاشوراء ليس أمامه وقت ووقته قصير، بينما ذهب الحنابلة إلى عدم جواز ذلك، ولذلك حسب العديد من الفقهاء لا يجوز للمسلم أن يصوم عاشوراء قبل أن يصوم أيام القضاء التي عليه، فهذه هي القاعدة الفقهية التي أفتى بها العديد من علماء المسلمين، فصيام القضاء هو صيام واجب وهو أولى من صيام التطوع، وهناك قول للإمام أحمد بجواز ذلك أيضًا، وقد ورد في موقع إسلام ويب حول هذه المسألة ما مفاده: “فاختلف الفقهاء في حكم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان: فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية إلى جواز ذلك، لكن الحنفية يرونه جائزاً من غير كراهة، والمالكية والشافعية يقولون: هو جائز مع الكراهة. ودليل الجواز أن القضاء ليس واجباً على الفور. وذهب الحنابلة إلى أنه يحرم التطوع بالصوم قبل قضاء رمضان، ولا يصح. وحجتهم في ذلك ما رواه أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام تطوعاً وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يقبل منه حتى يصوم”. لكنه حديث لا يصح لما فيه من الاضطراب كما قال ابن أبي حاتم، وفي إسناده ابن لهيعة وينضاف إلى ذلك أن في سياق الحديث ما هو متروك”.[2]

ولكن يمكن للمسلم أن يصوم العاشر من محرم أو عاشوراء بنية قضاء ما عليه من أيام أفطرها في شهر رمضان المبارك، لعله يحصل على أجر القضاء وأجر صيام عاشوراء، قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: “ويرجى أن يكون لك أجر القضاء وأجر صيام ذلك اليوم”، والله تعالى أعلم. [2]

حكم صيام عاشوراء قضاء

لا بأس ولا حرج على المسلم لو صام عاشوراء قضاءً عن يوم أفطره في رمضان أو عن يوم منذور أو كفارة، فهذا جائز في الشريعة الإسلامية، وصيام القضاء الواجب أولى وأهم من النوفل، وعلى المسلم أن يسأل الله رب العالمين أن يكتب له أجر صيام القضاء وأجر صيام عاشوراء، لعله يصيب الأجرين بإذن الله رب العالمين، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذه المسألة:[3]

لا شك أن قضاء الصوم الواجب أهم من النوافل، فإذا كان على الإنسان أيام من رمضان، أو أيام منذورة، أو كفارات؛ فهي أهم من النافلة، وإذا صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء من القضاء؛ فلا بأس، ونرجو أن يجمع الله له الخيرين، والأجرين إذا كان لم يمنعه من صوم عاشوراء إلا قضاء اليوم الذي عليه، والأيام التي عليه، فيرجى له فضل هذا، وهذا.

فضل صيام عاشوراء

إنّ لصيام يوم عاشوراء فضلًا عظيمًا؛ فصيامه يكفر ذنوب السنة التي قبله كما ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعن أبي قتادة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”[4]وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ” [5]والله تعالى أعلم وأحكم. [6]

هل يجوز صيام التطوع قبل القضاء إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أن الراجح من أقوال العلماء والفقهاء المسلمين هو جواز صيام التطوع قبل القضاء، فقد ذهب الحنفية إلى جواز ذلك بالمطلق من دون الكراهية، وذهب المالكية والشافعية إلى جواز ذلك مع الكراهية، بينما ورد عن الإمام أحمد أنه ذهب إلى عدم جواز ذلك، وورد عنه قول بجوز ذلك، فالحديث الذي اعتمد عليه الذين حرموا ذلك غير صحيح حسب ما ذهب إليه المحدثون، وأكدوا ذلك بقول: “الرواية الثانية عن الإمام أحمد: أن التطوع قبل القضاء يجوز ويصح، قال: المرداوي في الإنصاف: وهو الصواب. والراجح ما ذهب إليه الجمهور، وعليه فلا حرج في صيام الستة أو نحوها كيوم عاشوراء قبل صيام ما عليك من رمضان، لأن قضاء رمضان موسع فيه ، وصوم مثل هذه الأيام مضيق، فلا يدرك إن فات”.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن تعريف يوم عاشوراء ثم مررنا على هل يجوز صيام عاشوراء قبل القضاء في الإسلام ثم ألقينا فيه الضوء على حكم صيام عاشوراء قضاء وفضل صيام يوم عاشوراء في الشريعة الإسلامية، وعرفنا أنه لا حرج في صيام التطوع لمن عليه قضاء من رمضان حسب ما ذهب إليه بعض الفقهاء،

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، عاشوراء، 25/06/2024
  2. ^ islamweb.net، لا حرج في صيام التطوع لمن عليه قضاء من رمضان، 25/06/2024
  3. ^ binbaz.org.sa، حكم صيام عاشوراء قضاءً، 25/06/2024
  4. ^ الجامع الصغير، أبو قتادة، السيوطي، 5101، صحيح.
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 2006، صحيح.
  6. ^ islamqa.info، فضل صيام عاشوراء، 25/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *