هل يجوز عمل وليمة على الأضحية

هل يجوز عمل وليمة على الأضحية
هل يجوز عمل وليمة على الأضحية

هل يجوز عمل وليمة على الأضحية لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- الأضحية، وجعلها من الشعائر الظاهرة التي يقوم بها المسلم أيام عيد الأضحى المبارك، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ تخصيص الحديث عن الأحكام المتعلقة بالتصرف بالأضحية، مثل حكم أكل جميع لحمها، وعمل وليمة على لحمها، وسوف نعرف هل يجوز اكل الاضحيه كامله دون توزيع، وسنعرف هل يجوز عدم اعطاء الاقارب من الاضحيه، أو البحث في هل يجوز عدم توزيع الأضحية وأكلها في البيت بشكل كامل، وسنبين هل يجوز توزيع الأضحية كاملة وما إلى هنالك من معلومات متعلقة.

هل يجوز عمل وليمة على الأضحية

لقد أخرج البخاري في صحيحه حديثًا شريفًا عن عبدالله بن واقد -رضي الله عنه- أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ؛ فَكُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا”،[1] وهذا الحديث الشريف يبيِّن أنَّ المسلم مخيرٌ بين توزيع لحم أضحيته أو أكله أو دعوة الناس إليه كعمل وليمة طعامٍ لهم، وبناءً على ذلك يُمكن القول بجواز عمل وليمةٍ على الأضحية، ودعوة النَّاس عليها، لكن هل يجوز للمسلم استخدام جميع لحم الأضحية من غير التصدَّق منها ولو بجزءٍ بسيط، في هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان ذلك، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • ذهب الشافعية والحنابلة إلى عدم جواز أكل جميع لحم الأضحية، بل يجب على المضحي التصدُّق بجزءٍ منها، مستدلين على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا”،[1] وبناءً على ذلك فإنَّ من أكل جميع الأضحية عندهم، فيلزمه الضمان.
  • ذهب بعض فقهاء الشافعية مثل ابن القاص، وابن الوكيل والاصطرخي، إلى جواز أكل جميع لحم الأضحية، وعدم التصدق منها، وبهذه الحالة يكون للمسلم أجر النحر، وليس له أجر الصدقة.

هل يجوز بيع لحم الأضحية

اتفق فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة على حرمة بيعِ لحم الاضحية أو أيِّ جزءٍ منها،[4] مستدلين على ذلك بالحديث الذي رواه قتادة بن النعمان -رضي الله عنه-: “ولا تَبيعوا لُحومَ الهَديِ، والأضاحيِّ، فكُلوا، وتصَدَّقوا، واستَمتِعوا بِجُلودِها، ولا تَبيعوها، وإنْ أُطعِمتُم مِن لَحمِها؛ فكُلوا، إنْ شِئتُم”،[5] بينما فصَّل الحنفية في هذه المسألة، حيث ذهبوا إلى عدم جواز بيع شيء من الأضحية بما لا يُمكن الانتفاع به، إلا باستهلاك عينه من الدراهم والدنانير والمأكولات والمشروبات، وله أن يبيع منها بما يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه، والله أعلم.[6]

هل يجوز إعطاء الجزار من الأضحية

أخرج البخاري في صحيحه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّه قال: “بَعَثَنِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُمْتُ علَى البُدْنِ، فأمَرَنِي فَقَسَمْتُ لُحُومَهَا، ثُمَّ أمَرَنِي فَقَسَمْتُ جِلَالَهَا وجُلُودَهَا. وفي رِوايةٍ]: أمَرَنِي النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أقُومَ علَى البُدْنِ، ولَا أُعْطِيَ عَلَيْهَا شيئًا في جِزَارَتِهَا”،[7] وقد استدلَّ الأئمة الأربعة بهذا الحديث على حرمة إعطاء الجزار من الأضحية على سبيل الأجرة، أمَّا على سبيل الهدية أو الهبة فيجوز ذلك.[8]

هل يجوز إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية

تباينت آراء أهل العلم في حكم إعطاء غير المسلم من لحم الأضحية، فذهب بعض أهل العلم إلى الجواز، مستدلين بقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}،[9] وذهب آخرون إلى جواز إعطاء غير المحارب، وحرمة إعطاء المحارب، بينما ذهب الإمام مالك إلى كراهة إعطاء غير المسلم، أمَّا الشافعي فذهب إلى حرمة إعطاء غير المسلمين من الأضحية الواجبة، وكراهة إعطاءهم من الأضحية المندوبة.[10]

هل يجوز توزيع الأضحية كاملة

يجوز للمسلم أن يوزع الأضحية كاملة ولا حرج على ذلك حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء في الإسلام، فقد أشاروا إلى أن ذلك الأمر فيه سعة، فلم يحدد الله تعالى طريقة توزيع الأضحية بل ترك الأمر مباحًا للمسلم، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الأفضل أن يأكل المسلم من أضحيته وأن يطعم منها الأقارب ويوزع على الفقراء، ولذلك يجوز للمسلم أن يوزع الأضحية بالكامل، أو أن يعمل وليمة ويجمع الأصدقاء والفقراء عليها، أو أن يخزن لحم الأضحية ولا حرج في ذلك.[2]

‌هل يجوز طبخ الأضحية وتوزيعها

يجوز للمسلم أن يطبخ الأضحية ويوزعها كما يجوز أن يطبخ منها جزءً ويعمل به وليمة أو يوزعه، والأمر فيه سعة، وقد دلت على ذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : “دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِن أهْلِ البادِيَةِ حَضْرَةَ الأضْحَى زَمَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ادَّخِرُوا ثَلاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بما بَقِيَ، فلَمَّا كانَ بَعْدَ ذلكَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأسْقِيَةَ مِن ضَحاياهُمْ، وَيَجْمُلُونَ منها الوَدَكَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وما ذَاكَ؟ قالوا: نَهَيْتَ أنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فقالَ: إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ؛ فَكُلوا وادَّخِرُوا وتَصدَّقُوا”،[11] وهذا الحديث يشير إلى جواز وإباحة تقسيم الأضحية حسب ما يرغب المضحي.[2]

مقالات قد تهمك

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز عمل وليمة على الأضحية، كما تمَّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بتوزيع الأضحية، مثل حكم بيعها، وحكم إعطاء جزءٍ منها للجزار ولغير المسلمين، كما عرفنا هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب في الإسلام، وعرفنا هل يجوز تخزين لحم الأضحية عند المضحي، وغير ذلك من التفاصيل.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن واقد، مسلم، 1971، صحيح
  2. ^ islamweb.net، حكم تقديم لحم الأضحية في وليمة العرس، 08/06/2024
  3. ^ shamela.ws، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، (20476/11)، بتصرف، 08/06/2024
  4. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (257/15)، بتصرف، 08/06/2024
  5. ^ تخريج المسند، قتادة بن النعمان، شعيب الأرناؤوط، 16211، إسناده ضعيف
  6. ^ shamela.ws، كتاب المفصل في أحكام الأضحية، حسام الدين عفانة، (159)، بتصرف، 08/06/2024
  7. ^ صحيح البخاري، علي بن أبي طالب، البخاري، 1716، صحيح
  8. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية - الدرر السنية، 08/06/2024
  9. ^ سورة الممتحنة، آية 8
  10. ^ islamweb.net، حكم إعطاء غير المسلم من الأضحية، 08/06/2024
  11. ^ صحيح مسلم، السيدة عائشة، مسلم، 1971، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *