هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي

هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي، حيث تُعتبَر من الأحكام الفقهية والمهمة للمسلم، حيث ينبغي معرفتها بسبب اعتياد المسلم على قراءة القرآن الكريم في وضعية معينة كأن يكون متكئًا على الجانب الأيمن أو الأيسر أو على الظهر أو قائمًا أو قاعدًا، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية سيتم التعرف على حكم قراءة القرآن مع الاستلقاء، بالإضافة إلى الوقوف على مجموعة من الأحكام الخاصة بقرآة كتاب الله تعالى ، والتعرف إلى آداب قراءته.

القران الكريم

قبل الإجابة عن سؤال هل يجوز قراءة القرآن وأنا مستلقي لا بدّ من ذكر نبذة عن القرآن الكريم، فهو كلام الله والمنزّل مع الوحي على رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- المعجز بلفظه، والمتعبّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، فهو مصدر التّشريع الأوّل، ويعدّ من أعظم المعجزات، حيثُ تكفّل الله -سبحانه وتعالى- بحمايته من التحريف على مرّ الزمن إلى قيام الساعة، فمن معجزاته اللغة والفصاحة والأسلوب والأحكام التشريعية والتنبؤات بالمستقبل.^[1]

هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي

يجوز للمسلم قراءة القرآن الكريم وهو مستقلي  ولا حرج في ذلك، فقد ورد في كتاب الله -تعالى- بأن المسلم يجوز له أن يذكر الله -تعالى- قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا، حيث يدخل في الذّكر قراءة القرآن وهو أعظم الّذكر، حيث قال -تعالى- في محكم تنزيله: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”^[2]، حيثُ إنّ قراءة القرآن الكريم من الأمور العظيمة في الإسلام والتي ينال المسلم عليها أجرًا كبيرًا من الله تعالى، حيثُ ينال المسلم في قراءة كل حرف من القرآن حسنة والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.^[3]

هل يجوز قراءة القرآن مضطجعًا

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- بأنه لا حرج على المسلم أن يقرأ من القرآن الكريم وهو مضطجعًا^[5]، ودليل ذلك ما ورد في قوله تعالى: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ”^[6]، بحيث يستطيع المسلم قراءة القرآن إن كان قائم أو جالس، أو على جنب، أو مستلق، فكل هذا لا بأس به، فقد روى البخاري ومسلم  أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتكئ في حجر عائشة ويقرأ القرآن، كما قال النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم: “فيه جواز قراءة القرآن مضطجعا ومتكئاً”.^[7]

هل يجوز قراءة القرآن وأنا مستلقي على ظهري إسلام ويب

أوضح موقع إسلام ويب للفتاوى الشرعيّة بأنّه يجوز للمسلم  قراءة القرآن الكريم سواء كان على جنبه الأيمن أو الأيسر أو كان مستلقياً على ظهره، لقوله تعالى: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ”^[2]، وأيضًا قوله تعالى: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُم”^[8]، حيثُ تعتبر قراءة القرآن الكريم من أفضل الذّكر، فقد ورد عائشة أم المؤنين -رضي الله عنها أنّها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن”، حيث لم يرد ما يمنع من القراءة في حال الاضطجاع على الجانب الأيسرأو الأيمن أو الاستلقاء على الظهر.^[9]

حكم قراءة القرآن بدون وضوء

بعد معرفة حكم قراءة القرآن للمستلقي سنتعرَّف على حكم قراءة القُرآن بدون وضوء، حيث يجُوز للمسلم قراءة القرآن من دون وضوء إذا كان في حالة الحدث الأصغر، فقد قال النووي: “أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث، والأفضل أن يتطهر لها”، ومن الجدير بالذّكر إنّ الطهارة والوضوء أفضل ^[10]، كما أنّ مس المصحف الشريف هو موضع خلاف بين الفقهاء والعلماء من أهل العلم والتفسير، فقد ذهب الأئمة الأربعة إلى أنّ الوضوء والطهارة هما شرط لمن أراد مس المصحف الشريف، واستدلوا على صحة حكمهم بقول الله -تعالى- في كتابه الكريم: “إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين”^[11].

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير

حكم قراءة القرآن بدون حجاب

يجوز للمرأة أن تقرأ من كتاب الله -تعالى- دون حجاب، فلم يرد دليل في كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ينصّ على ارتداء المرأة للحجاب عند قراءة القرآن الكريم، ولكن يشترط ارتداء الحجاب إذا كانت في مكان قد يراها فيه أجنبي فيجب على المرأة أن تستُر جميع بدنها، كما يُستحبّ ارتداء الحجاب عند قراءة القرآن الكريم تأدُّبًا مع كلام الله -تعالى- ولكنه ليس واجبًا ^[12]، أما سجود التلاوة لا بأس للمراة أن تسجد سجود التلاوة بدون الحجاب ولا إثم في ذلك، فقد قال الشيخ ابن عثيمين في كلامه على سجود التلاوة: ” وسجود التلاوة يكون حال قراءتها للقرآن ، لا بأس بالسجود على أي حال ولو مع كشف الرأس ونحوها لأن هذه السجدة ليس لها حكم الصلاة”.^[13]

هل يجوز قراءة القرآن وأنا حائض

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- بأنه يجوز للمرأة  أن تقرأ وهي حائض أو نفساء ما تيسر من القرآن عن ظهر قلب ولا بأس ولا حرج في ذلك، ودليل على ذلك  أمر النبي -صلى الله عليه وسم- لعائشة أم المؤمنين لما حاضت في حجة الوداع فقد قال لها: “افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري”^[14] ولم ينهها عن قراءة القرآن،  ولكن اختلف العلماء  في حكم قراءة المرأة للقرآن الكريم وكان الخلاف على النحو الآتي:^[15]

“وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم في هذا:فمن أهل العلم من قال: إنها لا تقرأ كالجنب واحتجوا بحديث ضعيف رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن وهذا الحديث ضعيف عند أهل العلم، وبعض أهل العلم قاسها على الجنب قال: كما أن الجنب لا يقرأ فهي كذلك. لأن عليها حدثا أكبر يوجب الغسل، فهي مثل الجنب، والجواب عن هذا: أن هذا قياس غير صحيح، لأن حالة الحائض والنفساء غير حالة الجنب، فالحائض والنفساء مدتهما تطول وربما شق عليهما ذلك وربما نسيتا الكثير من حفظهما للقرآن الكريم، أما الجنب فمدته يسيرة متى فرغ من حاجته اغتسل وقرأ”.

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القران من الجوال في صلاة التراويح

ماذا نقول عند الانتهاء من قراءة القرآن

لم يثبت دعاءً خاصًا يتم قوله عند الانتهاء من قراءة القرآن، ولكن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرص على قول دعاء معين عند ختام المجالس كلها، فعن عائشة -رضي الله عنها- قَالَتْ: “مَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا قَطُّ ، وَلَا تَلَا قُرْآنًا، وَلَا صَلَّى صَلَاةً ، إِلَّا خَتَمَ ذَلِكَ بِكَلِمَاتٍ ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَاكَ مَا تَجْلِسُ مَجْلِسًا ، وَلَا تَتْلُو قُرْآنًا، وَلَا تُصَلِّي صَلَاةً إِلَّا خَتَمْتَ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ:  نَعَمْ، مَنْ قَالَ خَيْرًا خُتِمَ لَهُ طَابَعٌ عَلَى ذَلِكَ الْخَيْرِ، وَمَنْ قَالَ شَرًّا كُنَّ لَهُ كَفَّارَةً : سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ”^[16]، حيث يُستحب للمسلم أن يختم مجلسه بهذا الذكر اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم^[17].

فضل قراءة القرآن الكريم

إنّ قراءة القرآن الكريم  له فضائل كثيرة، منها ما ورد في القرآن الكريم ومنها ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة النبوية، فقارئ القرآن ينال الأجر والثواب العظيم من الله، فقد قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَٰرَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ غَفُورٌ شَكُورٌ)^[18]، كما أنَّ أجره مضاعفٌ عن الله، حيث ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه – أنه قال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)^[19]، بالإضافة إلى المنزلة العالية لمن يتفن التلاوة مع حسن الحفظ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ. [وفي رواية]: والذي يَقْرَأُ وهو يَشْتَدُّ عليه له أجْرانِ”^[20].

شاهد أيضًا: هل يجوز ختم القران في صلاة التراويح

آداب قراءة القرآن الكريم

إنّ قراءة وتلاوة القرآن الكريم من العبادات التي يؤجر عليها العبد المسلم في كل وقت وحين، فهو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم،  ولا بدّ للمسلم أن يراعي الآداب والشروط عند تلاوة وقراءة القرآن الكريم ومنها ما يأتي:^[21]

• إخلاص النية لله تعالى.
• تعظيم الله -سبحانه وتعالى- عند التلاوة.
• استقبال المسلم للقبلة إن أمكن ذلك.
• تحسين الصوت عند التلاوة.
• الطهارة الكاملة، بحيث ينبغي اختيار مكان نظيف وطاهر عند قراءة القرآن.
• من المستحبّ الاستعاذة بالله من العذاب والشرورعند المرور عن آيات العذاب.
• استحضار القارئ الخشوع وحضور القلب أثناء القراءة.
• الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم قبل القراءة، والحرص على البدء بالبسملة.