هل يجوز كتب الكتاب في رمضان وما هو حكم الزواج في شهر رمضان

هل يجوز كتب الكتاب في رمضان وما هو حكم الزواج في شهر رمضان يجهله كثير من المسلمين، إذ أنَّ كثير من الأحكام يعتقد البعض أنها لا تجوز ولكنها قد تكون جائزة عكس ما هو سائد، وهذا ناتج عن جهل كبير بأحكام الشرع الصحيحة، ويجب على المسلم أن يحيط بمثل هذه الأمور التي تتعلق بدينه حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على حرمة شهر رمضان المبارك، وعلى حكم كتب الكتاب في شهر رمضان وحكم الزواج في شهر رمضان وعلى حكم الجماع في شهر رمضان وكفارة الجماع في نهار رمضان وغيرها من الأحكام.

حرمة شهر رمضان

إنَّ شهر رمضان من أعظم الشهور في الإسلام، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بالإضافة إلى العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وفي شهر رمضان يؤدي المسلمون الركن الرابع من أركان الإسلام وهو الصيام، كما أنَّ القرآن الكريم نزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر دفعة واحدة إلى السماء الدنيا كما أشارت العديد من الروايات، فقد قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”،^[1] ويجب على المسلم أن يتقي الله تعالى في هذا الشهر الفضيل، وأن يعظم شعائر الله تعالى كما أراد جل وعلا، وقد ورد في كتاب الله تعالى قوله جل من قائل: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”،^[2] وعلى المسلم أن ينشغل بالعبادة والطاعات وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب والآثام، وأن يصوم نهاره ويقوم ليله، ولا ينشغل بملذات الدنيا وأهوائها وما فيها من لهو ومتاع، حتى يكون في نهاية الشهر من الفائزين بمغفرة الله تعالى وعفوه إن شاء الله تعالى. ^[3]

شاهد أيضًا: هل التجشؤ يفطر الصائم ، حكم بلع حموضة المعدة في رمضان

هل يجوز كتب الكتاب في رمضان

إنَّ كتب الكتاب يجوز في شهر رمضان المبارك وفي كل وقت ولا مانع من ذلك، إذ أنَّ المحظور في شهر رمضان هو الجماع خلال الصيام في النهار فقط، أمَّا كتب الكتاب وهو بمعنى عقد القران فهو جائز ولا حرج فيه، وقد أشارت العديد من الأدلة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في ذلك، رغم أنَّ كثير من الفقهاء يرى أنَّ الأفضل تأجيل ذلك إلى ما بعد شهر رمضان، وجعل شهر رمضان المبارك للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، وعدم الانشغال بغيرها من أمور الدنيا.^[4]

ما هو حكم الزواج في شهر رمضان

يعتقد بعض الناس من المسلمين أن الزواج محرم ولا يجوز في شهر رمضان المبارك، ولكن ذلك غير صحيح، إذ أنَّ الزواج مباح في شهر رمضان المبارك وفي بقية الشهور، ويحرُم الزواج فقط في الإحرام سواء في الحج أو العمرة، وقد ورد في كتب السيرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج في شهر رمضان المبارك وزوَّج غيره فيه أيضًا، وقد ورد عن ابن كثير في كتاب البداية والنهاية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج زينب بنت جحش في شهر رمضان، كما أنَّ تزوج سودة بنت زمعة في شهر رمضان أيضًا حسب ما ذكر الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء، كما ذكر أبو شيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شهر رمضان أيضًا، وأشار القرطبي في تفسيره إلى أن علي بن أبي طالب تزوج من السيدة فاطمة رضي الله عنها في شهر رمضان، وهذا كله يؤكد أنَّه لا حرج من الزواج في شهر رمضان، ولكن يجب على المسلم أن يتجنب مقدمات الجماع في نهار رمضان حتى لا يفسد صيامه ويقع فيما لا يرضي الله تعالى.^[4]

شاهد أيضًا: حكم الترجيع في الصيام ، مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم

حكم الزواج في رمضان ابن باز

إنَّ الزواج جائز في شهر رمضان المبارك ولا مانع من ذلك، إذ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج في شهر رمضان وزوَّج غيره في رمضان أيضًا، ولم يرد في الشرع الإسلامي ما يمنع من الزواج في شهر رمضان، ولكن المانع هو الجماع ومقدماته في نهار رمضان، لأنَّ الجماع يفسد الصيام ويوجب الكفارة على المسلم، ولذلك يجب الحرص على تجنب مقدمات الجماع في شهر رمضان خلال النهار والابتعاد عن كل ما قد يسبب فساد الصوم والعياذ بالله تعالى.^[5]

حكم الجماع في شهر رمضان

يعتقد بعض المسلمين أنَّ جماع الرجل لزوجته في شهر رمضان المبارك حرام وغير جائز، وقد يعتزل كثير من الرجال زوجاتهنَّ بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ، إذ أنَّ ذلك غير صحيح، ويجوز للرجل أن يجامع زوجته في ليالي رمضان من بعد أذان المغرب وحتى أذان الفجر مثل الطعام والشراب ما لم يكن هنالك مانع شرعي لذلك مثل الحيض والنفاس، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ”،^[6] وهذه الآية دليل على أنَّ جماع الرجل لزوجته مباح في ليالي الصيام ولكن غير مباح في النهار فقط والله تعالى أعلم.^[7]

شاهد أيضًا: هل صبغ الشعر يفطر الصائم ، حكم صبغ الشعر في الإسلام

حكم الجماع عمدًا في نهار رمضان

إنَّ الجماع عمدًا في نهار رمضان من المحرمات وهذا غير جائز، وهذا الفعل من مبطلات الصوم بإجماع الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، وذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّه من جامع زوجته في نهار رمضان عليه كفارة، والكفارة كما أشار بعض الفقهاء تجب على الزوج والزوجة وأشار البعض إلى أنها واجبة على الزوج فقط والزوجة يجب عليها القضاء فقط، والكفارة هنا هي الكفارة المغلظة إما عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع إطعام ستين مسكينًا، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

“بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ”،^[8]

وتتكرر الكفارة بتكرر أيام الفطر بسبب الجماع، ولذلك يجب على المسلم الحذر من الوقوع في مثل هذه المعصية الخطيرة وأن يتقي الله تعالى في أيام هذا الشهر الفضيل خلال النهار وأن يستغل الليل من بعد المغرب وحتى الفجر الذي أجاز الله تعالى فيه الاستمتاع بالطعام  والشراب والزوجة وما إلى هنالك.^[7]

في نهاية مقال هل يجوز كتب الكتاب في رمضان وما هو حكم الزواج في شهر رمضان تعرفنا على حرمة شهر رمضان الفضيل، وعلى حكم عقد القران في شهر رمضان المبارك، وحكم الزواج في شهر رمضان، كما تعرفنا على حكم الجماع في شهر رمضان وعلى حكم الجماع عمدًا في نهار رمضان وما إلى هنالك من أحكم متعلقة.