هل يجوز لبس الفضة للرجال وفي أي إصبع كان الرسول يلبس الخاتم

هل يجوز لبس الفضة للرجال وفي أي إصبع كان الرسول يلبس الخاتم، فقد أباح الإسلام الزينة للرجال كما أباحها للنساء، ولكنّها للرجال مقيدة بضوابط كثيرة أهمها الامتناع عن التشبه بالنساء بكل ما من شانه أن يدخل إلى حياة الرجل، ولا شكّ أنّ لبس الذهب والفضة هو مما ينتشر بين الرجال والنساء، ولكن هل يجوز للرجل أن يرتدي شيئًا مصنوعًا من الفضة في الإسلام، في هذا المقال سوف يكون هنالك وقفة مع بيان حكم لبس الرجل للفضة في الإسلام.

هل يجوز لبس الفضة للرجال

قال العلماء إنّه يجوز للرجل أن يلبس خاتم فضة، وذلك لما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه اتخذ خاتمًا من ورِق، أي من فضة، وكذلك أباح العلماء أن تكون قبيعة سيف الرجل من الفضة، والقبيعة هي يجعل على طرف قبضة السيف، ويجوز عند العلماء أيضًا أن يتخذ الرجل مسكنًا مزيّنًا بالفضة، وأمّا ما دون ذلك من سلاسل وأساور الفضة فإنه لا يجوز للرجل ارتداؤها عند بعض العلماء؛ وذلك لما فيه من تشبّه بالنساء، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والله أعلم.^[1]

حكم لبس السلاسل الفضة للرجال

إنّ لبس السلاسل للرجال مما اختلف فيه العلماء، فقد أباحه بعضهم ومنعه آخرون، فالذين منعوه احتجّوا بأنّه تشبّه بالنساء؛ لأنّ لبس الأساور مما اعتادت النساء على ارتدائه، وقد لعن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الرجال المتشبهين بالنساء، وذلك لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ”،^[2] ولذلك فقد منعوا لبسها للرجال.^[1]

وأمّا من أباحها للرجال فقد اعتمد على أنّ الفضة مباحة للرجل ولم يفصّل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيما يجوز لبسه من الفضة وما لا يجوز، ودليلهم في ذلك عدد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}،^[3] وهذا القول هو قول عند الشافعية وقول عند الحنابلة، والله أعلم.^[4]

هل من السنة لبس خاتم الفضة للرجال

قال العلماء إنّ من السنة للرجل أن يلبس خاتم الفصة في يده اليمين في خنصره، وروى هذا القول الإمام النووي مستشهدًا على ذلك بأقوال عدد من الصحابة الذين رووا عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه كان يلبس خاتم الفضة ويجعله في يده اليمنى في إصبعه الخنصر، والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: حكم لبس الحظاظة للرجال ، هل لبس الحلق للرجال حرام

مقدار ما يلبسه الرجل من الفضة؟

لا يجوز للرجل أن يلبس من الفضة إلا ما أبيح له، وهو الخاتم، وقد اختلف العلماء فيما يتعلق بالوزن المسموح له على أقوال:^[6]

• قول الحنفية: ينبغي ألا يزيد هذا الخاتم عن مثقال، وقد استدلوا بذلك بما جاء في الحديث: “جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه خاتَمٌ مِن حديدٍ فقال: (ما لي أرى عليك حِليةَ أهلِ النَّارِ) فطرَحه ثمَّ جاء وعليه خاتَمٌ مِن شَبَهٍ فقال: (ما لي أجِدُ منك ريحَ الأصنامِ) فقال: يا رسولَ اللهِ مِن أيِّ شيءٍ أتَّخذُه ؟ قال: (مِن وَرِقٍ ولا تُتمَّه مثقالًا)”.^[7]
• قول المالكية: يجوز للرجل أن يبلغ خاتمه وزن درهمين شرعيين أو دون ذلك، فإن كان أكثر لم يجز له.
• قول الشافعية: فلم يحددوا وزنًا معيّنًا، بل اعتمدوا بذلك على عرف البلد، فما كان أكثر من العرف أصبح إسرافًا.
• قول الحنابلة: فقالوا أنه ليس هناك حرج إن كان مثقالًا أو أكثر، فلم يرد شيئًا في الوزن، فما دام ضمن العادة والمعقول ليس هناك حرمة.

هل يجوز للرجل لبس قلادة في عنقه

إنّ لبس القلادة في العنق للرجل يختلف حكمه باختلاف ماهيّة القلادة، فإذا كانت من الذهب فلبسها حرام بالإجماع لأنّ لبس الذهب حرام على رجال المسلمين،^[8] وأمّا الفضة فهو محل خلاف بين العلماء، فقال بعضهم يحل للرجل ارتداء الفضة مطلقًا ولا فرق بين الأصابع وسائر الأعضاء،^[4] بينما ذهب بعضهم إلى تحريم ذلك لما فيه من تشبّه بالنساء حتى وإن لم ينوِ بلبسها التشبه بالنساء، والله أعلم.^[9]

هل يجوز لبس البلاك للرجال

هذه المسألة أيضًا من المسائل المختلف فيها بين العلماء، فقد سبق بيان أنّ لبس الفضة للرجل مباح، ولكن بعض العلماء أطلق لبس الفضة للرجل لكل شيء، فقالوا ليس هنالك فرق بين الأصابع وسائر الأعضاء،^[4] وأمّا بعضهم الآخر فقد رأى أنّ هنالك أماكن لا يجوز لبس الفضة فيها مثل العنق والمعصم ونحو ذلك مما اعتاد الناس على رؤية النساء وهي ترتديه وإن كان من غير الفضة، فالنساء عادة ترتدي القلائد والأساور وليس الرجال، لذلك فإنّ ما كان معروفًا أنّه للنساء منعه بعض العلماء لما فيه من تشبه بالنساء، والله أعلم.^[1]

في أي إصبع كان الرسول يلبس الخاتم

إنّ الثابت أنّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يضع خاتمه في إصبعه الخنصر، ولكن في تحديد اليد التي كان يتختّم بها النبي -عليه وآله الصلاة والسلام- خلاف بين العلماء، فذهب الجمهور إلى أنّها اليد اليسرى، وذلك بدليل ما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كانَ خَاتَمُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في هذِه، وَأَشَارَ إلى الخِنْصِرِ مِن يَدِهِ اليُسْرَى”،^[10] وكما ذكر أيضًا أنه كان يضعه في يده اليمين، ولكن ما عليه جمهور العلماء أن السنة هي وضع الخاتم في الخنصر، والله أعلم.^[11]

شاهد أيضًا: حكم لبس الاساور للرجال

ما حكم خاتم الخطوبة في الإسلام

إنّ خاتم الخطوبة ليس من هدي النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يذكر عن النبي أنه قد فعل ذلك أو أمر به، ولكن كونه لم يصدر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يجعله محرّمًا، وإنّما استحب بعض العلماء تركه تنزّهًا كونه لم يعرف عن المسلمين، ولكن إن فعله الرجل من باب التودد لزوجته فليس عليه حرج إن شاء الله تعالى، والله أعلم.^[12]

وبهذا يكون قد تم مقال هل يجوز لبس الفضة للرجال وفي أي إصبع كان الرسول يلبس الخاتم، بعد الوقوف على الحكم الشرعي لهذه المسألة، وبعد الوقوف على بعض المسائل الأخرى المرتبطة بزينة الرجل ما يحل منها وما يكره أو يحرم.