هل يجوز معانقة الزوجة في رمضان وما حكم ملامستها في نهار رمضان

هل يجوز حضن الزوج لزوجته أثناء الصيام إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب أنّه لا بأس للزوج بأن حضن زوجته أثناء الصيام، ولكنّ ذلك محكوم بشرط عدم إنزال أيّ واحد منهما، فإذا لم يأمن أحد الزوجين على نفسه في حال كان شديد الشهوة، فلا يجوز له أن يقوم بهذا الأمر، ولكنّ من كان يملك القوة والسيطرة على الشهوة فلا حرج عليه في ذلك، وذلك لا يضرّ صيامه في شيء، وفيما يأتي نستعرض تفصيل هذه الفتوى:^[3]

فإنا ننبهك بداية إلى أن على الصائم أن يتجنب كل ما من شأنه أن يثير شهوته، كما جاء في الحديث القدسي: يقول الله تعالى: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي. رواه البخاري, وغيره.ويحرم الإقدام على مداعبة الزوجة إذا حصل يقين، أو غلبة ظن بحصول ما يبطل الصيام، من خروج مني، أو جماع مثلًا, أو خروج مذي، على القول ببطلان الصوم بخروجه، فإذا لم يحصل منك, ولا من زوجتك إنزال المني, فإن صيامكما صحيح, ويبطل الصوم بحصول الإنزال في هذه الحالة.

شاهد أيضًا: هل مداعبة الزوجة في رمضان تفطر

هل يجوز النوم في حضن الزوج في رمضان

يجوز النوم في حضن الزوج في نهار رمضان إذا كان الزوج يعلم أنّه يملك إربه ولا يخشى على نفسه أو على زوجته من الجماع فإنّه لا بأس له بفعل ذلك، وذلك بدليل ما جاء عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ (أي حاجته)”^[4]، أمَّا لو كان الرجل سريع الشهوة ولا يستطيع أن يضبط نفسه من الوقوع مع زوجته بحرمة الجماع فلا يجوز له ذلك، والأفضل أن يبتعد عن مثل تلك الأمور، فقد قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تعقيبه على تلك المسألة: “تقبيل الرجل امرأته ومداعبته لها ومباشرته لها بغير الجماع وهو صائم ، كل ذلك جائز ولا حرج فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبِّل وهو صائم ويباشر وهو صائم . لكن إن خشي الوقوع فيما حرم الله عليه لكونه سريع الشهوة ، كره له ذلك ، فإن أمنى لزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه عند جمهور أهل العلم . أما المذي فلا يفسد به الصوم في أصح قولي العلماء ، لأن الأصل السلامة وعدم بطلان الصوم ، ولأنه يشق التحرز منه والله ولي التوفيق”.^[5]

حكم ملامسة الزوجة في نهار رمضان

في الإجابة على السؤال هل يجوز ملامسة الزوجة في نهار رمضان فإنّه جائز كما ورد في قول الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله تعالى، فمن قبل زوجته أو لمسها أو نام معها كل ذلك جائز والصوم صحيح بإذن الله؛ لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم”^[5]، وبناءً على ذلك يستطيع المسلم أن يقبّل زوجته أو أن يداعبها ويضمها ويلامسها في نهار رمضان، فإذا أمن الزوج ألا ينزل وألا يجامع، ولكن إذا خرج المني فسد الصيام وذلك بإجماع أهل العلم، ولذلك الأحوط على المسلم أن يحفظ صومه مما يُفسده، وأن يحتسب الأجر في ترك الشهوة من الطعام والشراب والنكاح^[6]، كما جاء في الحديث في فضل الصائم: “يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي”^[7].^[]

شاهد أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان ونزول المذي

هل القبلة من الفم تبطل الصيام المتزوجين

أجاز الشرع الإسلامي الحنيف للزوج أن يقبّل زوجته من فمها، ولا حرج في ذلك على الإطلاق، أما القبلة من الفم في نهار رمضان لا تبطل الصيام للمتزوجين،  بدليل ما ثبت عن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فقال: “أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ هذِه لِأُمِّ سَلَمَةَ فأخْبَرَتْهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَصْنَعُ ذلكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، قدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما وَاللَّهِ، إنِّي لأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ له”^[8]، فقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث بأنه يجوز للمسلم أن يقبل زوجته في نهار رمضان، ولكن إذا كان المسلم سريع الشهوة والإنزال لا يجوز له الإقبال على هذا الأمر، ولذلك من الأفضل للمسلم أن يبتعد عن هذه الأفعال لكيلا يبطل صيامه ويأثم بذلك، والله أعلم.^[9]

هل القبلة من الفم تبطل الصيام لغير المتزوجين

ذكر أهل العلم أنه تقبيل المرأة الأجنبية من الفم من المحرمات التي اجتمع على تحريمها علماء أهل السنة والجماعة، فهي تعتبر من الذنوب والمعاصي التي يجب لكل مسلم ومسلمة تجنبها والابتعاد عن أسبابها، بدليل ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ”^[10]، لأنّ التقبيل هو الخطوة الأولى نحو الزنا بين الرجل والمرأة، وهو من أشد الكبائر عند الله سبحانه وتعالى، فقد قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم: “إن ابن آدم قُدِّر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر إلى الحرام، أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد: بأن يمس أجنبية بيده، أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر، أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية، ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي”، فمن الواجب على المسلم أن يبتعد عن المحرمات التي تغضب الله عزّ وجل، وأن يتوجه إلى دعاء الله -سبحانه وتعالى- بأن يكفه عن الحرام ويُبعده عن الذنوب.^[11]

شاهد أيضًا: مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

هل يجوز الاستحمام مع الزوجة في نهار رمضان

يجوز الاستحمام مع الزوجة في نهار رمضان، حيثُ إنّ هذا الفعل لا يفسد الصيام، فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يغتسل مع أزواجه -رضي الله عنهن- وأرضاهن، ولكنّه -عليه الصلاة والسلام- كان أقدر الناس على امتلاك نفسه أثناء الصيام، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ”^[4]، وبناء على ذلك إذا أمن الزوج على نفسه وزوجته من الإنزال فيحقّ له الاستحمام مع زوجته ولا شيء في ذلك، أما إذا لا يأمن على نفسه وزوجته من الإنزال لا يجوز لهما هذا الأمر، لأن الصوم يفسد في هذه الحالة، فقد قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ذلك: “الصائم صوماً واجبا لا يجوز له أن يستعمل مع زوجته ما يكون سبباً لإنزاله، والناس يختلفون في سرعة الإنزال، فمنهم من يكون بطيئاً، وقد يتحكم في نفسه تماماً، كما قالت عائشة رضي الله عنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كان أملككم لأربه”، والله أعلم.^[12]