هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض

هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض هو أحد الأحكام الفقهية التي وُجدتْ من أجل ضبط العلاقات الزوجية بين الأزواج المسلمين، حيث تطرّق الشرع الإسلامي بمصادره جميعها إلى مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة وضبطها وفق ما يُرضي الله سبحانه وتعالى، ولذا سوف نقف في هذا المقال على حكم مفاخذة زوجة وسنتحدث عن مفاخذة الزوجة الحائض ومداعبتها وعن مسألة استخدام الواقي الذكري أثناء الدورة الشهرية للمرأة.

حكم مفاخذة الزوجة في الإسلام

أجمع علماء المسلمين على أنّه يجوز للمسلم أن يأتيها بين فخذيها، فقد ذكر علماء المسلمين أنّه يجوز للمسلم أن يستمتع بما شاء من جسد زوجته إلّا أن يأتيها من الدبر والجماع من الفرج في فترة الحيض، والدليل على إباحة إتيان الزوجة من فخذيها هو قول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة: “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” ^[1]والله تعالى أعلم. ^[2]

هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض

أجمع أهل العلم على أنّه يجوز للمسلم مفاخذة الزوجة وهي حائض، فالمُحرّم أثناء الحيض هو النكاح فقط، أي أن يتجنب المسلم الوطء أثناء الجماع فقط، ولا حرج على المسلم لو أنّ لمس سائر جسد امرأته أو فخذها مع ضرورة الحذر وامتلاك النفس، والدليل في هذا الحكم حديث رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال فيه: “أنَّ اليَهُودَ كَانُوا إذَا حَاضَتِ المَرْأَةُ فيهم لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، ولَمْ يُجَامِعُوهُنَّ في البُيُوتِ فَسَأَلَ أصْحَابُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هو أذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في المَحِيضِ”إلى آخِرِ الآيَةِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ” ^[3]وفيما يأتي نذكر قول الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- في هذا الحكم: ^[4]

يحل له كل شيء ما عدا الجماع، والحديث هذا ضعيف، والنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: اصنعوا كل شيء إلا النكاح رواه مسلم، وكان يأمر عائشة ونساءه أن يأتزرن عندما يريد مباشرتهن، فهذا أفضل مستحب له أن يأمرها بالاتزار إذا أراد المباشرة؛ لأنه أبعد عن الوقوع فيما حرم الله، لكن ليس بواجب، الواجب: تجنب الوطء فإذا تجنب الوطء فلا بأس أن يباشر بدنها ولو مس فخذها أو مس فرجه فخذها لا يضر ..

هل يجوز مجامعة الزوجة وهي حائض

إنّ جماع الزوجة أثناء الحيض من الأمور المحرمة والتي ينبغي على كل مسلم أن ينتبه إليها وأن يبتعد عن الوقوف فيها، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- الناس اجتناب النساء في المحيض، قال تعالى في سورة البقرة: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” ^[5]وقد وردتْ في الشرع الإسلامي كفارة للمسلم الذي يأتي امرأته وهي حائض، وكفارته التصدق بدينار أو نصف دينار، ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ما يأتي: “عن ابنِ عباسٍ قال إذا أصابها في أولِ الدمِ فدينارٌ وإذا أصابها في انقطاعِ الدمِ فنصفُ دينارٍ في الذي يأتي امرأتَهُ وهي حائضٌ” ^[6]والله تعالى أعلم.^[7]

هل يجوز مداعبة الزوجة وهي حائض

يجوز للمسلم أن يداعب زوجته وهي حائض، ويجوز له أن يفعل معها ما أراد إلّا الجماع أو النكاح، وهذا ما ورد بشكل صريح في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي قال فيه: “اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ” ^[3]والمقصود في الحديث اصنعوا كل شيء أثناء فترة الحيض إلّا النكاح، وهذا ما استدلّ به أهل العلم في هذه المسألة الشرعية المهمة، والله أعلم.^[4]

هل يجوز إتيان الزوجة من الدبر وهي حائض

إنّ إتيان الزوجة من دبرها في الحيض وفي غير الحيض مُحرّم وغير جائز في الشرع الإسلامي، وهو من الكبائر ومن الذنوب العظيمة التي يجب على المسلم أن يحذر من القيام بها وأن يغضب الله رب العالمين بفعلها، والأدلّة على تحريم إتيان الزوجة من الدبر كثيرة من السنة النبوية الشريفة، ومنها الحديث الآتي الذي رواه خزيمة بن ثابت رضي الله عنه: “أنَّ رجلًا سألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن إتيانِ النساءِ في أدبارِهنَّ أو إتيانِ الرجلِ امرأتَهُ في دُبُرِهَا فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حلالٌ فلمَّا وَلَّى الرجلُ دعاهُ أو أمَرَ بهِ فدُعِيَ فقال كيفَ قلتَ في أيِّ الخُربَتَينِ، أو في أَيِّ الخَرَزَتَينِ، أو في أَيِّ الخَصْفَتَينِ أمن دبرِها في قُبُلِهَا فنعم أم من دبرِها في دبرِها فلا فإنَّ اللهَ لا يستحيى من الحقِّ لا تأتوا النساءَ في أدبارِهنَّ” ^[8]وهذا حديث واضحٌ فيه تحريم إتيان الزوجة من الدبر في أي وقت سواء كان ذلك في الحيض أو في غير الحيض، والله أعلم. ^[9]

هل يجوز استخدام الواقي الذكري أثناء الدورة الشهرية

لا يجوز للمسلم أن يجامع زوجته أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الحيض سواء كان ذلك بواقٍ ذكري أو حائل أو بغير واق أو حائل، والجماع في هذه الحالة لا يُسقط عن المسلم الكفارة، فمن فعل ذلك عليه التوبة وعليه أن يدفع كفارة هذا الفعل وهي التصدق بدينار إذا كان الجماع في أول الدم أو نصف دينار إذا كان الجماع في انقطاع الدم، وهنا تجب الإشارة إلى أنّه من كان جاهلًا بحكم الجماع في الحيض وجامع زوجته في المحيض فالكفارة غير واجبة عليها بحسب قول جمهور العلماء، وهي واجبة عند الحنابلة فقط على من جهل الحكم، ويرى الحنابلة أنّ كفارة الحيض تسقط عن الرجل العاجز عن دفع الكفارة وقت وجوبها عليه، والله تعالى أعلم. ^[10]

حكم ملامسة الفرج أثناء الحيض دون إيلاج

يجوز للزوج مداعبة زوجته وملامسة فرج الزوجة دون إيلاج خلال فترة الحيض، فقد منع جمهور الفقهاء من أهل العلم المداعبة والمباشرة من دون إيلاج أي مداعبة القضيب للفرج دون إيلاج خشية الوقوع فيما لا يرضي الله وحدوث لإيلاج، وأجاز فريق من أهل العلم ذلك، لكن الجمهور أجازوا ذلك في حال وجود حائل مثل الواقي الذكري، ولذلك يجوز ملامسة الفرج ومداعبة الفرض حتى بدون واقي ذكري حسب ما ذهب إليه بعض أهل العلم، وقد أشار موقع إسلام ويب إلى ذلك مفصلًا: “وأما المداعبة مع عدم الإيلاج بلا حائل: فالجمهور على منعها، ورخص فيها طائفة من أهل العلم، وعلى هذا القول، فمباشرتك بهذه الصورة مع عدم الإيلاج جائز، فإذا انضم إلى ذلك وجود الواقي، فهو أولى بالجواز، فإن بعض من منع المباشرة على الفرج رخص فيها مع الحائل، كما في الفتوى المحال عليها، والتورع عن ذلك أبعد عن الشبهة، ومواقعة المحظور”.^[11]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال بعد أن وقفنا فيه على حكم مفاخذة الزوجة في الإسلام وفصّلنا في حكم شرعي مهم وهو هل يجوز مفاخذة الزوجة وهي حائض بالإضافة إلى الحديث والدخول في آراء الفقهاء في العديد من المسائل الفقهية التي تتعلق بجماع المرأة في فترة الحيض في الإسلام.