عناصر المقال
- 1 هل يجوز نية الصيام بعد الفجر
- 2 هل يجوز نية الصيام قبل الفجر
- 3 هل يجوز نية الصيام بعد الظهر
- 4 هل يجوز نية الصيام بعد العصر
- 5 هل يجوز صيام القضاء بدون نية قبل الفجر
- 6 حكم التراجع عن نية صيام القضاء بعد الفجر
- 7 متى تكون نية صيام القضاء
- 8 هل يجوز تغيير نية الصيام بعد صومه
- 9 أحكام متعلقة بتبييت نية الصيام
- 10 المراجع
هل يجوز نية الصيام بعد الفجر أو بعده، هذا ما يرغب العديد من المسلمين بمعرفة الحكم المتعلق به، فمن المعروف أنّ وقت الصيام يبدأ من وقت آذان الفجر وينتهي بوقت آذان المغرب، وقد أباح الله سبحانه وتعالى لنا الأكل والشرب في جميع ليلة الصيام، حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولكن قد يخطر على بال البعض سؤال هل يمكن أن ينوي الصيام بعد الفجر، وهذا هو ما سيكون موضوع مقالنا الآتي.
هل يجوز نية الصيام بعد الفجر
الصيام قد يكون صيام فرض في شهر رمضان، أو صيام تطوع في غير أيام رمضان، أو صيام قضاء عن أيام رمضان، وفيما يأتي بيان لإجابة السؤال هل يجوز نية الصيام بعد الفجر وذلك في حالات الصيام الثلاث:[1]
- صيام الفرض: لا يجوز نية الصيام بعد الفجر في صيام الفرض من شهر رمضان المبارك، إذ لا بد للصائم أن ينوي قبل الفجر في الفرض.
- صيام النافلة: أو صيام التطوع، فنعم يجوز نية الصيام بعد الفجر إذا كان صيام نافلة، ولم يأكل الشخص شيئًا، ولم يتعاط مفطراً؛ فيصح صومه إذا نوى الصوم بعد الفجر، أو الضحى، أو بعد ذلك، ويكون له الأجر من حين نوى.
- صيام القضاء: لا يجوز نية قضاء رمضان بعد الفجر عند أحد من المذاهب الأربعة، ومثله قضاء النذر الذي لم يحدد له يوم معين، وكذلك صيام الكفارات.
هل يجوز نية الصيام قبل الفجر
نعم يجوز نية الصيام قبل الفجر، ويمكن أن تكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة، والنية هي عزم القلب على الفعل، دون الحاجة للتلفظ بها، وما دامت نية الصيام هي عزم القلب على فعل الصيام فهذا بفضل الله ملازم لكل مسلم يعلم أن شهر رمضان قد فرض الله صيامه، فيكفي من تبييت نية الصيام معرفة المسلم بهذه الفرضية والتزامه لذلك، ويكفي أيضاً تحديث نفسه بأنه سوف يصوم غداً إذا لم يكن له عذر، ويكفي أيضا أن تكون نية الصيام من خلال تناول لطعام السحور بهذه النية، ولا حاجة إلى أن يتلفظ كل يوم بالنية أو يكلف نفسه ما لا يطيق فيظن بطلان صيامه لأنه لم ينو وهو قد نوى فعلا دون التلفظ بها!!، لكن استصحاب حكم النية واجب في جميع النهار بمعنى أن لا ينوي الإنسان الإفطار ولا إبطال الصيام في نهار رمضان حتى لا يؤثر ذلك على صحة الصيام، والله تعالى أعلم.[2]
شاهد أيضاً: هل يجوز صيام عرفة وأنا علي قضاء من رمضان بنية القضاء والتطوع معا
هل يجوز نية الصيام بعد الظهر
لا يجوز نية الصيام بعد الظهر في صوم الفرض، لأنّ صوم الفرض لا يصح إلا بتبييت النية من الليل، لأن جميع النهار يجب صومه في الفرض، فلا بد أن تتقدمه نيته كسائر العبادات، وأما في صوم التطوع أو صوم النافلة فنعم يجوز نية الصيام بعد الظهر إذا كان الشخص لم يأكل أو يشرب شيئاً حتى الظهر ولم يتعاطى مفطراً، ولكن الجزء الذي قبل النية لا ثواب فيه، ففي أي وقت من النهار نوى صيام التطوع أجزأه، سواءً في ذلك ما قبل الزوال وبعده، فمثلاً في صوم التطوع إذا بقي إلى وقت الظهر وما أكل، فجاء عند وقت الظهر فقال: أكمل صومي، فالراجح أن له ذلك، ومثل إنسان كان نائماً لم ينو صوماً، ثم استيقظ من النوم قبيل المغرب فالراجح أنه يجوز له ذلك، تحبيباً للمسلم في الصوم، وهذا في التطوع وليس في رمضان وليس في فريضة، والله تعالى أعلم.[3]
هل يجوز نية الصيام بعد العصر
في صوم الفرض لا يجوز نية الصيام بعد العصر، فلا بد من تبيت النية من الليل قبل طلوع الفجر، وذلك سواءً في فرض رمضان، أو كفارة، أو نذر، أو قضاء رمضان، لابد من النية قبل الفجر، أما في صوم النافلة أوالتطوع فيجوز نية الصيام بعد العصر، أي يجوزُ لِمَن أراد الصِّيامَ أن ينوِيَ صيامَ التطَوُّعِ أثناءَ النَّهارِ، سواءٌ قبل الزَّوالِ أو بَعدَه، إذا لم يتناوَلْ شيئًا من المُفَطِّراتِ بعد الفَجرِ، وهذا مذهَبُ الحَنابِلَة، وقولٌ عند الشَّافِعيَّة، وقولُ طائفةٍ مِنَ السَّلَفِ واختاره ابنُ تيميَّةَ، وابنُ عُثيمين، واستدلوا على ذلك عمومُ ما جاء عن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رَضِيَ الله عنها، حيث قالت: “دخَل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يَومٍ، فقال: هل عندكم شيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإنِّي إذًا صائِمٌ”،[4] والله تعالى أعلم.[5]
هل يجوز صيام القضاء بدون نية قبل الفجر
لا يجوز صيام القضاء بدون نية قبل الفجر، ومن صام دون نية فصومه غير صحيح بالإجماع، فصيام القضاء لا يجب إلا بعقد النية وذلك بإجماع رأي أهل العلم ويجب أن تكون النية مبيتة من الليل ولا يجوز تأخيرها لطلوع النهار، فيلزم مريد الصوم الواجب، عقد نيته قبل طلوع الفجر الصادق، وذلك كما قال الله سبحانه وتعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ”،[6] فمن تيقن طلوع الفجر الصادق ولم يكن نوى الصيام، فإن صيامه للفريضة أداء كان أو قضاء لا يصح، وأما من لم يتيقن طلوع الفجر فله أن يؤخر النية إلى آخر لحظة قبل طلوعه، والله تعالى أعلى وأعلم.[7]
حكم التراجع عن نية صيام القضاء بعد الفجر
لا يجوز التراجع عن نية صيام القضاء بعد الفجر إلا لعذر شرعي، فإذا نوى الشخص صوم قضاء رمضان أو النذر أو الكفارة ودخل عليه الفجر وهو ناوي للصوم ثم أفطر، فقد ارتكب حراماً، وهل يلزمه قضاء القضاء ففي ذلك خلاف بين العلماء، والمستحب له أن يقضي، أما إذا نوى المسلم الصيام ثم تراجع بعد الفجر وكانت النية هي صيام تطوع فلا حرج في ذلك وهو غير مُلزم بقضاء هذا اليوم، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصائِمُ الْمُتطَوِّعُ أمَيرُ نفسِهِ، إنْ شاءَ صامَ، وإِنْ شاءَ أفْطَرَ”،[8] والله تعالى أعلى وأعلم.[9]
شاهد أيضاً: هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء وما حكم عدم القدرة على صيام القضاء
متى تكون نية صيام القضاء
نية صيام القضاء أو الصيام الواجب أو صيام النذر أو الكفارة لا بد أن تكون من الليل وقبل طلوع الفجر، ولا يشترط أن تكون النية عند النوم، فلو نوى الشخص ليلاً ولم ينو عند النوم فصومه صحيح، وأما لو لم ينو من الليل مطلقاً فصومه غير مجزئ، ثم إن كان الصيام فرضاً كصيام رمضان في أدائه أو قضائه والنذر والكفارة اشترط أن ينويه من الليل عند إمامنا ومالك والشافعي، وقال أبو حنيفة: يجزئ صيام رمضان وكل صوم متعين بنية من النهار، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لم يُجمعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لَهُ”،[10]ومعنى هذا عند أهل العلم لا صيام لمن لم يجمع الصيام قبل طلوع الفجر في رمضان، أو في قضاء رمضان، أو في صيام نذر؛ إذا لم ينوه من الليل لم يجزه، وأما صيام التطوع فمباح له أن ينويه بعد ما أصبح، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق، وقال النووي رحمه الله: ” لا يصح صوم رمضان ولا القضاء ولا الكفارة ولا صوم فدية الحج وغيرها من الصوم الواجب بنية من النهار، بلا خلاف”، والله تعالى أعلم.[11]
هل يجوز تغيير نية الصيام بعد صومه
تغيير نية الصيام بعدصومه تختلف بين الجواز وعدمه حسب نوع الصيام، وبيان ذلك فيما يأتي:
- تغيير نية الصيام من فرض إلى نافلة: لا يجوز، وصيام الفرض يقصد به صيام القضاء أو النذر أو الكفارة، أي إذا كان الشخص قد بدأ الصيام بنية قضاء رمضان أو النذر أو الكفارة فعندها يصبح الشخص متلبس بهذا الصيام وبهذه النية، فلا يصح له أن يغير النية لأنه قد نوى شئ معين.
- تغيير نية الصيام من نافلة إلى فرض: لا يجوز، وذلك لأن صيام فرض رمضان أو القضاء أو النذر أو الكفارة يشترط فيه تعيينه بالنية المبيتة قبل طلوع الفجر الصادق، ولا يجوز تغيير النية من نافلة إلى فرض.[12]
- تغيير نية الصيام من نافلة إلى نافلة أخرى: لا حرج فيه، بدليل جواز استئناف نية صيام النافلة بعد الفجر، في قول الجمهور، ما لم يحصل منافٍ للصوم -كالأكل، أو الشرب- من لدن طلوع الفجر، إلى وقت إنشاء نية الصوم، فإذا كان صيام النافلة يجوز بنية في النهار؛ فإن تغيير النية الموجودة أصلا من صوم نافلة، إلى صوم نافلة، أولى بالجواز.[13]
- يجب التنويه إلى أن تغيير نية الصيام يكون خلال نهار الصوم وليس بعد انتهاء يوم الصوم، إذ لا يمكن تغيير النية بعد الفراغ من العبادة، فإنها قد وقعت موقعها.
شاهد أيضاً: هل يجوز بلع الريق في الصيام وما حكم بلع البلغم في الحلق في رمضان
أحكام متعلقة بتبييت نية الصيام
النية شرط أساسي لصيام رمضان؛ لأنه فرض، وكذا كل صيام واجب، كالقضاء والكفارة، وتكون النية في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة، وتبييت النية يعني إيقاعها ليلاً، وفيما يلي نعرض بعض الأحكام المتعلقة بتبييت نية الصيام في شهر رمضان الكريم أو في غير رمضان، وهي كالآتي: [14]
- تبييت نية الصيام يعني استحضار نية الصيام قبل طلوع الفجر.
- يجب تبييت النية لكل يوم من أيام شهر رمضان المبارك لأن كل يوم هو عبادة مستقلة، وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” مَن لم يُبَيِّت الصِّيامَ قَبلَ الفَجرِ، فلا صيامَ له”،[15]ويكفي أيضاً أن تكون نية الصيام من خلال تناول طعام السحور بهذه النية.
- كما يجب تبييت النية في كل صوم واجب كصيام قضاء رمضان والصيام المنذور، وصيام الكفارات.
- لا يجب تبييت النية في صيام النفل، وتصح النية فيه إلى قبل زوال الشمس أي قبل دخول وقت الظهر؛ فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كانَ يأتيها وَهوَ صائِمٌ، فقال: أصبحَ عندَكُم شيءٌ تُطعِمينيه؟ فنقولُ: لا، فيقولُ: إنِّي صائمٌ ثمَّ جاءَها بعدَ ذلِكَ فقالَت: أُهدِيت لنا هديَّةٌ، قال: ما هيَ؟ قالَت: حَيسٌ. قال: قد أصبحتُ صائمًا فأَكل”.[16]
- يشترط لصحة نية صيام النفل قبل الزوال أن لا يسبقها ما ينافي الصيام كتناول الطعام أو الشراب أو الجماع، الجنون، أو الردة، وغيرها من مبطلات الصيام.
- تبييت النية شرط لصحة صيام الواجب سواء ذلك في حق البالغ والصبي، مع أن الصوم ليس واجباً على الصبي.
وبهذه السطور نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بين هل يجوز نية الصيام بعد الفجر، أو قبل الفجر، أو بعد الظهر، أو بعد العصر، وكما وضح المقال هل يجوز صيام القضاء بدون نية قبل الفجر، وما هو حكم التراجع عن نية صيام القضاء بعد الفجر، ومتى تكون نية صيام القضاء، وأيضاً بين هل يجوز تغيير نية الصيام بعد صومه، وعرف بعض الأحكام المتعلقة بتبييت نية الصيام.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa، حكم عقد نية الصيام بعد الفجر في الفرض والنفل، 12/04/2023
- ^ islamonline.net، كيف تكون نية الصيام؟، 12/04/2023
- ^ shamela.ws، جواز النية من النهار في صوم النفل، ص7، 12/04/2023
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1154، صحيح
- ^ dorar.net، النيــَّــةُ في الصـَّــومِ ، 12/04/2023
- ^ سورة البقرة، آية 187
- ^ islamqa.info، عقدت نية قضاء رمضان مع بداية أذان الفجر ، فهل يصح صيامها ؟، 12/04/2023
- ^ المجموع للنووي، فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، النووي، 6/395، إسناده جيد
- ^ shamela.ws، النية في صوم رمضان، ص392، 12/04/2023
- ^ صحيح ابن خزيمة ، حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ابن خزيمة، 3/ 376، أخرجه في صحيحه
- ^ islamqa.info، صيام القضاء لا بد فيه من تبييت النية كالأداء، 12/04/2023
- ^ islamweb.net، تغيير نية الصيام من التطوع إلى القضاء، 12/04/2023
- ^ islamweb.net، تغيير نية صيام نافلة إلى نافلة أخرى.. رؤية شرعية، 12/04/2023
- ^ aliftaa.jo، مختصر أحكام النية في الصيام، 12/04/2023
- ^ صحيح النسائي، حفصة أم المؤمنين، الألباني، 2331، صحيح
- ^ صحيح النسائي، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 2325، حسن صحيح
التعليقات