طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها

طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها
طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها

طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها ، هي ما سيتناوله هذا المقال وصلاة الوتر هي من النوافل التي يحبها الله عز وجل ويؤكد عليها النبي عليه الصلاة والسلام ويحرص على عدم فواتها أو تضييعها، وإن لصلاة الوتر العديد من الطرق التي يمكن أن تؤدى بها كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام ولها دعاء خاصًا يدعى به فيها، وكل هذا وغيره سنتعلمه معكم في هذا المقال، نرجو من الله لنا ولكم القبول.

صلاة الوتر

إن صلاة الوتر هي من النوافل التي يحبها الله عز وجل ويحب من يتقرب إليه بها، ولها فضل عظيم جليل لذلك لم يكن يدعها عليه الصلاة والسلام ويواظب عليها في حضره وسفره، وإن الوتر أفضل الصلوات من جميع تطوعات النهار كصلاة الضحى وهي أفضل صلاة بعد الصلوات المكتوبة وقيام الليل وركعتي الفجر، ومن تركها لا تقبل له شهادة أبدًا حتى يعود إليها، وقد روي عَنْ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ” [1] ، وقد خص أهل القرآن بالدعوة أكثر من غيرهم لأنهم أحوج ما يكونون لمخاطبة حبيبهم ومولاهم وأوجب الناس لمحبة ربهم فإن ضيعها أهل القرآن كانت على غيرهم أهون، فخوطبوا ليكون لزامًا عليهم وعلى غيرهم التأسي بالنبي عليه الصلاة والسلام وملازمة صلاة الوتر وعدم تضييعها، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلاةَ اللَّيْلِ إِلا الْفَرَائِضَ وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ” [2] . والله أعلم. [3]

طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها

قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام العديد من الطرق لصلاة الوتر من حيث عدد الركعات أو التسليم في كل ركعتين وإفراد الأخيرة بتسليم أو التسليم مرتين بكل الركعات أو التسليم مرة واحدة عن كل الركعات، وكذلك هناك دعاء محدد كان النبي يدعوه في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر هو دعاء القنوت، وفيما يأتي سنفصل لكم في هذه الأمور:

طريقة صلاة الوتر

فصلاة الوتر وردت بعدة صور، منها: []

  • أن تصلي صلاة الليل شفعًا وتوتر بركعة واحدة في آخرها أي أن تصلي ركعتان ركعتان وتسلم بكل ركعتين ثم تصلي ركعة واحدة بعدها وتسلم فيها، فتكون صلاتك اثنتين وواحدة، أو أربعة وواحدة، أو ستة وواحدة، أو ثمنية وواحدة أو عشرة وواحدة أو اثنتا عشر وواحدة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنه كان يفصلُ بينَ شفعِه ووترِه بتسليمةٍ وأخبر ابنُ عمرَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ كان يفعلُ ذلك“. [5]
  • أن تصلي الوتر بركعة واحدة تكبر وتركع وتسجد وتتشهد وتسلم، وذلك بعد صلاة العشاء ولا تفصل بينهما بقيام ليل، فإن أقل الوتر ركعة وهذه أقل صورة مجزئة، لقول النبي : “الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ”. [6]
  • أن تصلي الوتر بثلاث ركعات كصلاة المغرب وهذه طريقة الأحناف وانفردوا بها عن باقي المذاهب وقد استدلوا بذلك بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاثٍ، لا يسلم إلا في آخرهن” [7] ، وبما أخرجه الطحاوي عن أبي العالية قال: “علمنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الوتر مثل صلاة المغرب، غير أن نقرأ في الثالثة، فهذا وتر الليل، وهذا وتر النهار”.
  • أن تصلي الوتر بثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر ركعة متصلة لا تتشهد إلا في الركعة الأخيرة تشهدًا واحدًا.
  • أن تصلي الوتر ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر ولكن بتشهدين في الركعة الأخيرة وسابقتها.
  •  وأكثر الوتر إحدى عشرة ركعة وهي الأكمل وأقله ركعة واحدة وهي الصورة المجزئة، وأدنى الكمال ثلاث ركعات. قال النوويُّ: “وإذا أوتر بإحدى عشرة فما دونها، فالأفضل أن يُسلِّم من كل ركعتين؛ للأحاديث الصحيحة التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام، فإنْ أراد جمعها بتشهد واحد في آخرها كلِّها جاز، وإنْ أرادها بتشهدين وسلام واحد يجلس في الآخرة والتي قبلها، جاز”. [8]

وقد ورد في السنة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى وفي الثانية بسورة الكافرون وفي الثالثة بسورة الإخلاص وذلك عند صلاته الوتر ثلاث ركعات أما عندما يصليها بركعة واحدة فكان يقرأ بسورة الأعلى، وفيما روي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: “كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ – يقرأُ في الوِتْرِ : بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ . فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثلاثَ مَرَّاتٍ”. [9]والله تعالى أعلم. [10]

دعاء القنوت في الوتر

يشرع في صلاة الوتر أن يدعو المصلي بدعاء القنوت وهو من السنة أيضًا وقد أجمع عليه الأئمة الأربعة وهذا الدعاء يكون في الركعة الأخيرة بعد الركوع ويجوز قبله ولكنه بعد الركوع أفضل، ويسن له أن يرفع يديه في دعاء القنوت ويقول: “اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، ولا منجا منك إلا إليك” [11]ثم يسن له أن يصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا الدعاء علمه النبي عليه الصلاة والسلام لحفيده الحسن بن علي كرم لله وجهه، ولا يشرع مسح الوجه باليدين بعد الانتهاء من الدعاء وهذا مذهب الجمهور، ويُستحب أن يقول بعدما يُسلّم: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات يمدّ بها صوته في الثالثة ويرفع، ثم يقول: «رب الملائكة والروح». [12]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

حكم صلاة الوتر في المذاهب الأربعة

هناك رأيين للعلماء في حكم صلاة الوتر، سنتناولهما في السطور الآتية:

  • واجبة: وهذا مذهب الإمام أبو حنيفة وحده حيث انفرد بهذا الرأي عن باقي الأئمة فالواجب هو أدنى من الفرض وأعلى من السنة، فالفرض ما ثبت بالأدلة القوية على ثبوته أما الواجب فهو ما كانت أدلته أضعف ولكن يؤجر فاعله ويؤثم تاركه [13] ، واستند في رأيه هذا إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: “إنَّ اللهَ تعالى زادكم صلاةً وهي الوترُ، فصلوها فيما بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الصبحِ” [14]
  • سنة مؤكدة: وهذا مذهب الجمهور عدا أبو حنيفة، حيث ذهب الشافعية والمالكية والحنابلة أن صلاة الوتر هي سنة مؤكدة، وليست فرضًا أو واجبًا، ولو كانت فرضًا لما كانت تابعة لغيرها أي لفرض العشاء ولكان لها عددًا محددًا ولم يترك فيها براح بأن تصلى ركعة أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر أو ثلاث عشر [15]، فعن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “ليس الوترُ بحتمٍ كهيئةِ المكتوبةِ، ولكنَّه سَنَّها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”. [16]

وقت صلاة الوتر

يدخل وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وهذا الوقت الذي شرعه الله تبارك وتعالى وأخبرنا عليه النبي -صلوات الله وسلامه عليه- حيث قال: “إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَدَّكُمْ بِصَلاةٍ وهي الْوِتْرُ جَعَلَهُ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْعِشَاءِ إِلَى أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ” [17] ، وأن أفضل وقت لصلاة الوتر هي في ثلث الليل الأخير حيث يتنزل الله نزولًا يليق بجلاله فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له، وذلك لمن يطمع بالقيام في ذلك الوقت، ولكن الأحوط لمن لا يستطيع القيام أو يخشاه فعليه أن يوتر قبل أن ينام لحديث جابر رضى الله عنه قال: قال رسول الله : “مَنْ خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ”. [18]

وقت قضاء صلاة الوتر

إنّ مما سنّه النبي عليه الصلاة والسلام لمن نام عن وتره أو نسيه أن يصلي من صلاة الضحى ما تيسر له، تعويضًا عما فاته من صلاة الوتر، فإذا ذهب الضحى زالت السنة ولم يبق عليه قضاؤها، وإن وقت الضحى يبدأ من بعد شروق الشمس بربع ساعة، وينتهي وقتها قبل أذان الظهر بربع ساعة، وإن عدد الركعات التي يصليها من الضحى فإن كان يصلي الوتر ثلاث ركعات صلى الضحى أربعًا اثنتين اثنتين ينهي كل منهما بالتسليم، وإن كان يصليه خمس ركعات صلى من الضحى ست ركعات يسلم بعد كل ركعتين أي بثلاث تسليمات، وإن كان يصليها سبع ركعات صلى من الضحى ثمان ركعات بأربع تسليمات، وهكذا، وكان يوتر في أغلب الليالي بإحدى عشر ركعة فإذا شغله نوم أو مرض صلاها من الضحى باثنتي عشرة ركعة، ففيما روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “…كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثِنْتَي عشرة ركعة…” [19] ، والله تعالى أعلم. [20]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر

صلاة الوتر تكون جهرا أم سرا

إن من السنة أن يجهر المصلي في صلاة الليل في الوتر وغيره فإذا أسر فلا حرج فإن هذا جائز، ولكن جهره في الوتر والتهجد أفضل له لأن لاصة الليل جهرية كما في أول ركعتين من المغرب والعشاء أيضًا فإن هذا مشروع لهم ومن السنة فعله، إلا إذا صلاها في النهار أي قضاها من الضحى فإنه يصليها سرية لأن صلان النهار سرية عدا صلاة الفجر والجمعة والكسوف والاستسقاء فإنها جهرية،[21] وإن السبب في الجهر من صلاة الليل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة كانوا يجهرون بها، فلا حرج في ذلك، ولكن الشرط في جهره أن يجهر بصوت لا يؤذي به أحدًا وخاصة إن كان حوله أحد يصلي غيره أو إن كان هناك نيام، وأما إن كان إسراره أدعى لتأثره بما يقرأ وخشوعه في صلاته فإن إسراره أولى له من الجهر والعكس بالعكس، ويختلف هذا باختلاف الشخص عن غيره، ولكن الأهم حضور القلب وخشوع المصلي واستحضاره لما يقرأ جهر أم أسر. [22]

وبذلك نكون قد وصلنا أعزاءنا إلى ختام هذا المقال طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها، ولقد تناولنا فيه ماهية صلاة الوتر وأوقاتها وطريقة أدائها والدعاء الذي يقال فيها وإمكانية قضائها وكذلك إن كانت تصلى سرًا أو جهرًا، نسأل الله القبول والثبات.

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داود، علي بن أبي طالب،الألباني،1416،صحيح
  2. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر،البخاري،1000،صحيح
  3. ^ saaid.net، المختصر المفيد في صلاة الوتر، 12/01/2023
  4. ^ dorar.net، الفرعُ الرابعُ: عددُ رَكَعاتِ صلاةِ الوترِ، 12/12/2022
  5. ^ تخريج المسند لشاكر، سالم بن عبدالله بن عمر،أحمد شاكر،7/230،صحيح
  6. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر،مسلم،752،صحيح
  7. ^ عمدة القاري، عائشة أم المؤمنين،العيني، 7/5 ،صحيح
  8. ^ shamela.ws، كتاب المجموع شرح المهذب،النووي،ج 4،الصفحة12، 12/12/2022
  9. ^ الصحيح المسند، أبي بن كعب،الوادعي،1/34،صحيح
  10. ^ dorar.net، الفرعُ الخامسُ: القراءةُ في صلاةِ الوترِ، 12/12/2022
  11. ^ قيام رمضان، الحسن بن علي بن أبي طالب،الألباني،31،صحيح
  12. ^ dorar.net، الفَرعُ العاشر: القُنوتُ في الوِتْرِ، 30/12/2022
  13. ^ shamela.ws، كتاب العناية شرح الهداية - بهامش فتح القدير ط الحلبي،البابرتي،ج1،ص423، 12/12/2022
  14. ^ نصب الراية، أبو بصرة الغفاري،الزيلعي،2/110،له طريقان آخران
  15. ^ shamela.ws، كتاب البيان في مذهب الإمام الشافعي،العمراني،ج2،ص264، 12/12/2022
  16. ^ سنن الترمذي، علي بن أبي طالب،الترمذي،453،حسن
  17. ^ خلاصة البدر المنير، خارجة بن حذافة العدوي،البخاري،1/177،ضعيف
  18. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله،مسلم،755،صحيح
  19. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين،مسلم،746،صحيح
  20. ^ binbaz.org.sa، ما وقت قضاء الوتر؟، 12/12/2022
  21. ^ binbaz.org.sa، هل القراءة في صلاة الوتر جهرية؟، 12/12/2022
  22. ^ binbaz.org.sa، حكم الجهر بالقراءة في صلاة الوتر، 12/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *