أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول

أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول، يبحث الموفقون من أهل الهدى والصلاح وأهل العلم عن الأعمال والأقوال التي تقربهم إلى ربّهم وتزيد حسناتهم وتمحو سيئاتهم وتزيد في إيمانهم ويقينهم بالله تعالى، وكذلك يبحثون أيضاً عن أعلى شعب الإيمان وأفضلها حتى يتمسكوا بها ويعملوا بها ليتحقق بذلك صدق إيمانهم وفيما يأتي سنتعرف على أعلى شعب الأيمان وأفضلها وسنتعرف على العديد من المعلومات الإسلامية المفيدة من خلال مقالنا الذي سنقدمه لكم بعنوان أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول.

تعريف الإيمان

الإيمان في اللغة هو التصديق المطلق، وأما شرعاً فهو لا يقتصر على مجرد التصديق بالقلب بل يحتاج إلى الإقرار بالشيء والاعتراف به والإذعان لحكمه متضمناً التصديق والاستعداد والانقياد بالقول والعمل، ويترتب على هذا التصديق العمل الذي يثبت هذا التصديق فالإيمان أمرٌ عِلمي اعتقادي يترتَّب عليه عملُ القلب وقولُ اللسان وعملُ الجوارح وكما يقول أهل العلم الإيمان قولٌ باللسان، واعتقادٌ وعمل بالجَنان،^[1] والإيمان لا يولد مع ولادة الإنسان وإنما يتعلمه الإنسان من والديه ومشايخه ومن أهل العلم حتى يصبح بالغاً مكلفاً فعندها يكبر هذا الإيمان ويزداد بالقرب من الله والعمل الصالح وينقص بالمعاصي والآثام، قال تعالى: ” وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا”^[2]

كما أنّ الإيمان يزيد بالتفكر في عظمة الله وعظمة خلقه وتدبيره ومعرفة الدلائل والبراهين والمعجزات التي أنزلها الله تعالى، قال تعالى:” وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ”^[3]

شاهد أيضًا: كم عدد أركان الإحسان

أركان الإيمان

إنّ الإيمان لا يقتصر على مجرّد التصديق بوجود الله، بل إنّ من شروط تحقق الإيمان أن يؤمن العبد بالله وبكل ما خلقه الله وبكل ما أمرنا أن نصدق به وأن نؤمن بالملائكة والقرآن الكريم والأنبياء والمرسلين وبالجنة والنار وكل ما ذكره الله لنا وأخبرنا به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وفيما يأتي ندرج لكم شروط الإيمان:^[4]

• الإيمان بالله تعالى وبوجوده وقدرته وأنه الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
• الإيمان بالملائكة الكرام الذين هم جنود الله، الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.
• الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المنزلة من الله تعالى.
• الإيمان برسل الله الذي أرسلهم بالهدى والحق ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور.
• الإيمان باليوم الآخر وما بعده من الحساب والجزاء والجنة والنار.
• الإيمان بالقدر خيره وشرّه.

وهذه هي أركان الإيمان ودلّ عليها قول الله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”^[5]

أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول

أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول لا إله إلا الله، إن الإيمان معناه التصديق بالقلب المقترن بالعمل الصالح الذي يثبت هذا الإيمان ويزيده ويقويه وقد ورد في حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:”الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ.” ^[6]وهذا الحديث يدل على عظمة الإيمان وكثرة الطرق التي تؤدي إليه وتنوع الأعمال التي تزيده وأفضل هذه الأعمال وأعلاها هي قول لا إله إلا الله وأدنى هذه الأعمال هي إماطة الأذى عن الطريق.

شاهد أيضًا: لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة

معنى لا إله إلّا الله

كلمة لا إله إلا الله هي كلمة الإخلاص والتصديق بالله والإيمان به، وتتضمن إخلاص العبادة لله تعالى، وإفراده بها، والإيمان بأنه الإله الواحد الأحد ولا يوجد إلهٌ غيره وهي الكلمة العظيمة التي أرسل الله به رسله وأنزل كتبه، وأمر عباده المؤمنين بالجهاد لنشرها وإعلائها فمنهم من حملها وأداها حقها وعاش عليها ومات عليها ومنهم من نكص على عقبيه وكان من الضالين،^[7] فإرسال الله للرسل لم يكن إلا ليشهد الناس بأنه لا إله إلا الله ويعبدوه لأنه ربهم وخالقهم قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ”.^[8]

فضل قول لا إله إلا الله

قول لا إله إلا الله هو مفتاح الدخول في الإسلام فهي تصديق القلب وإقرار الجوارح بأن الله هو الإله الواحد الأحد، وهي أول أركان الإسلام وأعظمها وأعلى شعب الإيمان منزلةً عند الله ولقول لا إله إلا الله العديد من الفضائل العظيمة ندرج لكم بعضها فيما يأتي:^[9]

• لا إله إلا الله هي أول أركان الإسلام وأعظمها قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.”^[10]
• كلمة لا إله إلا الله منجاةٌ من النار، فعن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ” بينا نحنُ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- في بعضِ أسفارِهِ سمعنا مناديًا ينادي اللَّهُ أكبرُ اللَّهُ أكبرُ فقالَ نبيُّ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- على الفطرةِ فقالَ أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللَّهُ فقالَ نبيُّ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ – خرجَ منَ النَّارِ فابتدرناهُ فإذا هوَ صاحبُ ماشيةٍ أدركتْهُ الصَّلاةُ فنادى بها”.^[11]
• لا إله إلا الله تفتح أبواب السماء، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:” ما قال عبدٌ لا إلهَ إلَّا اللهُ قطُّ مخلِصًا ، إلَّا فُتِحَتْ له أبوابُ السماءِ ، حتى تُفْضِيَ إلى العرشِ ، ما اجتُنِبَتِ الكبائرُ”.^[12]
• لا إله إلا الله تزيد الحسنات وتمحي السيئات ولا يعادلها شيءٌ في الأجر، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ” مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ”.^[13]
• لا إله إلا الله تذكرةٌ لدخول الجنة من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنّة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” لقِّنوا مَوْتاكم لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ فإنَّ مَن كان آخرَ كلمتِه لا إلهَ إلَّا اللهُ عندَ المَوتِ؛ دخَلَ الجنَّةَ يومًا مِن الدَّهرِ، وإنْ أصابَه قبلَ ذلك ما أصابَه.”^[14]

  

شاهد أيضًا: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها

شروط لا إله إلا الله

إن قول لا إله إلا الله ليست مجرد كلمات ينطقها الإنسان بلسانه وهو لاهٍ فيكون بذلك من المؤمنين الموحدين وينتفع بفضائل هذه العبارة العظيمة، وإنما لقول لا إله إلا الله شروطٌ يجب أن تتحقق بالعبد الذي يقولها حتى يكون إيمانه صادقاً وإسلامه صحيحاً وقد ذكر العلامة حافظ حكمي في كتابه “معارج القبول” سبع شروط تقيد هذه الشهادة وتثبت صحتها وإيمان قائلها وهذه الشروط هي:^[15]

• العلم بمعاني الإثبات والنفي التي تشملها هذه العبارة فهي تثبت أن الله هو الإله الواحد وتنفي أن يكون هناكٌ إلهٌ غيره.
• أن يكون قائلها مستيقناً بمعناها متيقناً بدلالتها يقيناً جازماً.
• قبول القلب واللسان بما تدل عليه عبارة لا إله إلا الله من انفراد الله في الألوهية.
• الانقياد لما تدل عليه هذه العبارة من الإنابة والقبول على الله.
• الصدق في قول لا إله إلا الله المنافي للكذب.
• الإخلاص في قول لا إله إلا الله وقصد وجه الله بها وعدم قصد الرياء أو السمعة في قولها.
• محبة هذه العبارة ودلالتها ومعناها وقائلها والعاملين بها والملتزمين بشروطها من أهل الإيمان.

شاهد أيضًا: من هو اول من وضع التاريخ الهجري

أدنى شعب الإيمان

لقد مرّ معنا سابقاً في هذا المقال أن أعلى شعب الإيمان وأفضلها هو قول لا إله إلا الله، وأن شعب الإيمان عديدةٌ ومتنوعة فهي بضعٌ وسبعون شعبةً كما أخبرنا بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: ” الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ.”^[6] ومن هذا الحديث أيضاً نستنتج أن أدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق، وكونها أدنى شعب الإيمان لا ينقص من منزلتها أو يدفعنا للتخلي عنها فقد ورد في أحاديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عدة أحاديث عن إماطة الأذى عن الطريق منها:

• قوله صلّى الله عليه وسلّم: “كلُّ سُلامى مِن النَّاسِ عليه صدقةٌ: كلَّ يومٍ تطلُعُ عليه الشَّمسُ يعدِلُ بينَ اثنينِ ويُعينُ الرَّجلَ في دابَّتِه ويحمِلُه عليها ويرفَعُ له عليها متاعَه ويُميطُ الأذى عن الطَّريقِ صدقةٌ”.^[15]
• وقوله صلّى الله عليه وسلّم: “تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ وأمرُكَ بالمعروفِ ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لَكَ صدقةٌ وبصرُكَ للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لَكَ صدقةٌ وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ”.^[16]

  

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى

ما عدد شعب الإيمان

إنّ عدد شعب الإيمان هي بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وسبعون شعبةً كما أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف الذي ذكرناه سابقاً عن أبي هريرة رضي الله عنه.

من شعب الإيمان

لا شكّ أنه ما من عملٍ صالحٍ يقصد به وجه الله تعالى خالصاً له إلا كان هذا العمل من الإيمان وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف أن الإيمان هو بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وسبعون شعبة ولم يذكر كل تلك الشعب ومن شعب الإيمان التي دلّت عليها الأحاديث الصحيحة نذكر لكم:

• التوحيد وقول لا إله إلا الله وهي أعلى شعب الإيمان وأعظمها.
• الحياء وهو من شعب الإيمان.
• إماطة الأذى عن الطريق وهي من أدنى شعب الإيمان.

إلى هنا أعزّائنا زوار موقع تصفّح، نصل وإياكم إلى ختام مقالنا أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول لا إله إلا الله فهي عبارة التوحيد وهي بوابة الدخول إلى الإسلام، كما تعرفنا في هذا المقال على تعريف الإيمان ومعنى لا إله إلا الله وشروطها وفضائلها وذكرنا أنّ أعلى شعب الإيمان وأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، وفي الختام نسأل الله أن يرزقكم إيماناً صادقاً ويقيناً دائماً وأن ينفعكم من فضائل لا إله إلا الله والحمد لله رب العالمين.