افضل ساعه لصلاة الوتر ، افضل وقت للدعاء في صلاة الوتر

افضل ساعه لصلاة الوتر، إن صلاة الوتر من السنن المؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي من الصلوات التي تؤدى مثنى وهي الشفع ومن ثمّ ركعات فردية، وورد في فضلها العديد من الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة، ومن الجدير بالذّكر أن مؤديها يُثاب وتاركها لا يعاقب، وفي هذا المقال سيتم بيان العديد من المعلومات المتعلقة بصلاة الوتر وحكمها العام عند المذاهب الأربعة وكيفية أدائها، بالإضافة إلى الأدعية الحديثية الصحيحة التي يُمكن أن يستعين بها العبد المسلم أثناء قنوته في صلاة الوتر.

افضل ساعه لصلاة الوتر

إنّ افضل ساعه لصلاة الوتر هو التهجّد في الثلث الأخير من الليل، ودليل ذلك لما ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له حتى ينفجر الفجر”،^[1] وهذا الحديث جاء بالنسبة لمن يقيم الليل، ويمكن أني صليها من بداية منتصف الليل أو سدسه أو ربعه، وأمّا للمسلم الذي يخشى فوات قيام الليل، فيمكن أن يصلي الوتر في أول الليل؛ أيْ بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة، ودليل ذلك ما قاله أبا قتادة: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قال لأبي بكرٍ متى توترُ؟ قال: أوترُ من أولِ الليلِ وقال لعمرَ متى توترُ قال: آخرَ الليلِ، فقال: لأبي بكرٍ أخذ هذا بالحزمِ وقال لعمرَ أخذ هذا بالقوَّةِ”،^[2] والله تعالى أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر

ما هو أول وقت وآخر وقت لصلاة الوتر

إنّ أول وقت لتأدية صلاة الوتر هو بعد الفراغ من صلاة العشاء مباشرة ويبقى إلى طلوع الفجر الثاني، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك أيضًا داخل في حكم من جمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم، حيث تُأدى صلاة الوتر بعد انتهاء صلاة العشاء حتى وإن كانت في وقت صلاة المغرب، والدليل على ذلك ما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ له الفَجْرُ، وَجَاءَهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ”،^[4] والله تعالى أعلم وأحكم.^[5]

أفضل وقت للدعاء في صلاة الوتر

إنّ أفضل وقت للدعاء في صلاة الوتر وهو ما يُسمى بالقنوت يكون كما ذكرنا سابقًا في الثلث الأخير من الليل بعد الاطمئنان من الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة الوتر، ويمكن الاستعانة بالأدعية الواردة في المصادر الأصيلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أو يشاء من الأدعية، وسيتم بيان بعض منها فيما يأتي:

• يقول تعالى في محكم تنزيله: “رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا”.^[6]
• كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: “اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمْتُ منه وما لَمْ أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ مِن الخيرِ ما سأَلكَ عبدُك ونَبيُّكَ وأعوذُ بكَ مِن الشَّرِّ ما عاذ به عبدُك ونَبيُّكَ وأسأَلُكَ الجنَّةَ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأعوذُ بكَ مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قولٍ وعمَلٍ وأسأَلُكَ أنْ تجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيْتَه لي خيرًا”.^[7]
• كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَالهَرمِ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَولاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا”.^[8]
• اللهم إني أسألك الهداية الرشد والغنى، وأعوذ بك من الفقر ومن غلبة الديْن وقهر الرجال.
• اللهم إني أسألك كلّ الخير الذي عندك، وتوفني وأنتَ راضٍ عني يا رب العالمين.
• اللهم أبعد عني وسوسة الشياطين، وتوفني مسلمًا وألحقني بالصالحين السائرين على طاعتك وعبادتك.
• اللهم إني أرجوك برحمتك التي وسعت كلّ شيء أن ترحمني يا أحكم الأرحمين.
• اللهم إني أعوذ بك وبعزتك وقدرتك من كلّ شرّ حلّ بي وأحاذر.
• اللهم يا كريم ويا معطي، أعطني السعادة في الدنيا والآخرة، وجنّبني عن كلّ شرّ يؤذيني.
• اللهم ارضَ عني رضًا يلحقه فوز بجناتك جناتٍ نعيم، اللهم بحولك وقوتك وليس بقوتي وقدرتي، عوضني عن كلّ بلاء حلّ بي.
• اللهم ارزقني فأنت ترزق من تشاء بغير حساب، بيدك كلّ شيء إنك على كلّ شيء قدير.
• لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
• اللهم إنّي أعوذ بك من أن يحلّ بي ظلمًا كبيرًا لا أستطيع تحمّله، فلا تحمّلني ما لا طاقة لي به، واعفُ عني واغفر لي إنّك أنت الرحيم الغفار.

شاهد أيضاً: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الوتر

كم عدد ركعات صلاة الوتر

تعددت آراء الفقهاء في عدد ركعات صلاة الوتر، حيث ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنّ الصلاة الوتر تُؤدّى ركعة وحدة والقنوت يكون بعد الاطمئنان من الركوع، وذهب المالكية إلى أن صلاة الوتر تؤدّى معها صلاة الشفع، أيْ الإتيان بركعتين من الشفع ومن ثمّ ركعة واحدة من صلاة الوتر، حيث إنّ الإتيان بركعة واحدة من الوتر دون الشفع مكروهٌ عندهم، بينما ذهب الحنفية إلى أن صلاة الوتر تؤدّى ثلاث ركعاة كصلاة المغرب، والإتيان بها بركعة واحدة غير جائز عندهم.^[9]

ما حكم صلاة الوتر

اختلف الفقهاء في حكم صلاة الوتر، حيث ذهب الشافعية والمالكية إلى أنّ صلاة الوتر سنة مؤدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ممّا يعني لا يجوز تركها أو التهاون بها على الإطلاق، فترك السنن بالإجمال يؤدي إلى حكم الحرام، وذهب الحنفية إلى أن صلاة الوتر واجبة ولا يجوز تركها، ودليلهم من السنة النبوية الشريفة قول الرسول عليه السلام: “الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا، الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا، الوَتْرُ حقٌّ فمَنْ لمْ يُوتِرْ فليسَ مِنَّا”،^[10] وقالوا بأنها من الصلوات المؤقتة التي وجب قضاؤها.^[11]

شاهد أيضاً: عدد ركعات صلاة الوتر ، ما أهي أفضل أوقات صلاة الوتر

حكم ترك صلاة الوتر

إنّ صلاة الوتر وجب قضاؤها عند الأحناف كما تبين سابقًا؛ لأنّها واجبة، مما يعني لا يجوز تركها، وأمّا بالنسبة للجمهور فعندهم كما تبيّن أيضًا أنها سنة مؤكدة ولا يجوز تركها والتهاون بها باستمرار، وإذا نام المسلم عن صلاة الوتر أو غفلها وجب قضاؤها حال تذكره لها؛ ويمكن تأديتها في وقت صلاة الضحى؛ أيْ بعد طلوع الشمس بقدر رمح، وإذا فاتت المسلم صلاة الوتر ويريد أن يقضيها وقت صلاة الضحى، فإنه يصليها شفعًا وليس وترًا، ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، وبذلك يكون المسلم قد جمع بين أجر صلاة الضحى وصلاة الوتر.^[12]

كيفية صلاة الوتر

إنّ ركعات صلاة الوتر فردية وليست زوجية؛ حيث ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ المسلم يؤدي صلاة الوتر إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، ويفصل بين كلّ ركعتين التشهد والسلام، وذهبوا أيضًا ما عدا الحنفية إلى جواز صلاة ركعتين وهما الشفع، ومن ثمّ الإتيان بركعة واحدة فردية والإتيان بالقنوت بعد الاطمئنان من الركوع، بينما ذهب الحنفية إلى أنّ صلاة الوتر ثلاث ركعات فقط بتشهد واحد وكذلك تسليم واحد.^[13]

إن افضل ساعه لصلاة الوتر كما تبيّن في هذا المقال تكون في الثلث الأخير من الليل، كما بيّنا العديد من الأحكام المتعلقة بصلاة الوتر، كحكم تركها عند الفقهاء وكيفيتها بالتفصيل، وتبيّن أنها من السنن المؤكدة الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لذلك لا يجوز للمسلم أن يتهاون بها أو يتركها بدون سبب عارض، ممّا يعني الأفضل قضاؤها عند تذكرها.