الاحتفال براس السنة حلال ام حرام

الاحتفال براس السنة حلال ام حرام
الاحتفال براس السنة حلال ام حرام

الاحتفال براس السنة حلال ام حرام، إنَّ مما عمَّ في هذا الزمان الإكثار من الاحتفالات بالمناسبات الدينية، ومنها رأس السنة، سواء الميلادية أم الهجرية، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيجد القارئ مواقف أهل العلم من الاحتفال بهذين اليومين، وهل هو حلالٌ أم حرام، مع ذكر الأدلة الشرعية على ذلك، كما سيتمُّ الحديث عن حكم تهنئة النصارى برأس السنة الميلادية وأقوال أهل العلم في ذلك مع عزوِ كلِّ قولٍ إلى صاحبه، كما أنَّ القارئ سيجد أسباب وعلل من قال بالتحريم، بالإضافة إلى رأي ابن تيمية وابن القيم في ذلك.

الاحتفال براس السنة حلال ام حرام

يُطلق مصطلح رأس السنة على يومين اثنين، وهما اليوم الأول من شهر يناير، وهو رأس السنة الميلادية، واليوم الأول من شهر محرم، وهو رأس السنة الهجرية، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان حكمِ الاحتفال فيهما، وفيما يأتي ذلك:

الاحتفال برأس السنة الميلادية حلال أم حرام

ذهب أكثر أهل العلم إلى تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية، والذي يوافق اليوم الأول من شهر يناير؛ إذ أنَّ ذلك يعدُّ من التشبه بالكفار،[1] ومما لا شكَّ في أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن التشبهِ بغير المسلمين، حيث قال: “من تشبَّهَ بقومٍ فهوَ منهم”،[2] وقد بيَّن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- العلة من تحريم الاحتفال بهذا اليوم بأنَّ هذا اليوم ليس عيدًا شرعيًا، وإنَّ الاحتفال فيه يجعل المسلم في خطرٍ عظيمٍ؛ إذ أن الاحتفال بأعياد الكفار رضًا بها وزيادةً، وإنَّ الرضا بها قد يُخرج المسلم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحتفال بعيد المولد النبوي

الاحتفال برأس السنة الهجرية حلال أم حرام

تباينت آراء أهل العلم في حكم الاحتفال باليوم الأول من شهر محرم، حيث ذهب بعضهم إلى التحريم، وآخرون أباحوا ذلك وأجازوه، حيث عدَّ من أحلَّ ذلك أنَّ الاحتفال بهذا اليوم يدخل في باب العادات لا باب العبادات، وبعدَ أن أباحوا ذلك اشترطوا عدم اشتمال هذا الاحتفال على أيِّ محذورٍ شرعيٍ، أمَّا من منع وحرَّم الاحتفال والتهنئة بهذا اليوم، فقد ذكر علله وأسبابه، وفيما يأتي ذكرها:[3]

  • أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن اتخاذِّ غير الأيام الشرعية عيدًا، وإنَّ الاحتفال برأس السنة يؤدي إلى جعله عيدًا، وبذلك يقع المسلم بمخالفة أمر رسول الله.
  • أنَّ في احتفال المسلمين بهذا اليوم تشبهًا بأهل الكتاب من اليهود والنصارى، بالإضافة إلى أنُّه تشبهٌ بالمجوس ومشركي العرب.
  • أنَّ الأصل بالاحتفال والتهنئة أن يكون على حصول نعمة للإنسان، أو دفع نقمةٍ عنه، وهذا المعنى غير موجودٍ في احتفال المسلمين برأس السنة؛ إذ بمرور عامٍ يكون نقص من عمر المرء، واقترب من أجله.

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بيوم الجمعة ابن عثيمين

تهنئة غير المسلمين برأس السنة الميلادية حلال أم حرام

ورد في مسألة تهنئة غير المسلمين براس السنة الميلادية قولين اثنين، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ التفصيل في ذلك، وفيما يأتي ذلك:[4]

  • القول الأول: أجاز بعض أهل العلم تهنئة النصارى برأس السنة الميلادية إن كانوا مسالمين غير معتدين، وممن أجاز ذلك الدكتور يوسف القرضاوي؛ إذ عدَّ ذلك من باب البرِّ والإحسان إليهم، كذلك الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد، أجاز ذلك شريطة أن لا يكون نصُّ التهنئة به مخالفةٌ شرعيةٌ، أو إثباتٌ لعقيدتهم.
  • القول الثاني: حرَّم جمعٌ من أهل العلم تهنئة غير المسلمين برأس السنة الميلادية؛ إذ أنَّ هذا اليوم يعدُّ من شعائرهم الدينية المحرمة، ومما لا شكّ فيه أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لا يرضى لعباده الكفرَ، بالإضافة إلى أنَّ في تهنئتهم بهذا اليوم تشبهًا بهم، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التسبه بالكفرة، وإلى هذا ذهب ابن القيم وابن تيمية -رحمهما الله- وقد وافقهم على ذلك جمعٌ من أهل العلم.

شاهد أيضًا: حكم تهنئة المسلمين لبعضهم برأس السنة

آراء بعض أهل العلم بالاحتفال برأس السنة

في هذه الفقرة سيتمُّ عرض رأي ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:

رأي ابن تيمية في الاحتفال برأس السنة

ذهب ابن تيمية -رحمه الله- إلى حرمة المشاركة في أعياد النصارى، ومنها احتفالهم برأس السنة الميلادية، مستدلًا بقول الله تعالى: “وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا”،[5] ووجه الدلالة من الآية الكريمة أنَّه لا فرق بين مشاركة المسلمين للنصارى في أعيادهم وبين موافقتهم ومشاركتهم في سائر مناهجهم؛ إذ أنَّ الموافقة في جميعِ العيدِ إنَّما هو موافقةٌ في الكفر، وإنَّ الموافقة في فروعِ العيد أيضًا يعدُّ موافقةً في بعض شعبِ الكفرِ، وقد بيَّن ابن تيمية أنَّ الأعيادَ من أخصِّ ما تتميزُ بها الأديان وبناءً على ذلك فإنَّ المشاركة فيها إنَّما هو مشاركةٌ بالكفرِ، والله تعالى أعلى وأعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم التهنئة بالكريسماس

رأي ابن القيم في الاحتفال برأس السنة

وافق ابن القيم -رحمه الله- شيخه ابن تيمية في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، وذهب أيضًا إلى تحريم الاحتفال بهذا اليوم، مبينًا أنَّ التهنئة والاحتفال بشعائر الكفار حرامٌ باتفاق أهل العلم، وبيَّن أيضًا إن سلم المرءُ في هذه الحالة من الكفرِ، فإنَّه لن يسلم من الوقوع في الحرام، كما عدَّ تهنئة النصراني بعيده بمثابة تهنئته بسجوده للصليب، وإن ذلك أعظم إثما من شرب الخمر وغيره من كبائر الذنوب.[6]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال الاحتفال براس السنة حلال ام حرام، حيث تمَّ بيان حكم ذلك سواء الاحتفال برأس السنة الميلادية والهجرية، كما تمَّ بيان أسباب من منع ذلك، ثمَّ تمَّ الحديث عن حكم تهنئة غير المسلمين بالسنة الميلادية، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان رأي ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- في ذلك.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، النظرة الشرعية في التهنئة بالعام الجديد، 12/12/2022
  2. ^ صحيح أبي داوود، عبدالله بن عمر،، الألباني، 4031، حسن صحيح
  3. ^ saaid.net، حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، 12/12/2022
  4. ^ islamonline.net، تهنئة النصارى بأعياد الميلاد .. قراءة في الحكم الفقهي لها ، 12/12/2022
  5. ^ سورة المائدة، الآية 48
  6. ^ islamweb.net، حكم الاحتفال بعيد أول السنة الميلادية الكريسمس، 12/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *