تجب الزكاة في بهيمة الانعام وهي

تجب الزكاة في بهيمة الانعام وهي ؟ من الأسئلة الشائعة والتي لا بدّ من بيان إجابتها الصحيحة، حيث فرض الله تعالى الزكاة على المسلمين وجعلها ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وفرضها سبحانه على جميع أنواع المال والذهب والفضة وغيرها، كذلك جعل تركها كبيرةً من الكبائر، فهي حقّ للمحتاجين والمساكين والفقراء من الناس في أموال الأثرياء، لكن هل تجب الزكاة على البهائم وكيف تكون؟

ما هي زكاة الماشية

زكاة الماشية هي الصدقة التي يجب على المسلم إخراجها إذا بلغ عدد الماشية عند بمختل أنواعها النّصاب وحال عليها الحول، ولكلّ نوعٍ من أنواع البهائم نصابٌ ومقدار زكاةٍ يختلف عن الآخر، ولقد بيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأحاديث المباركة شروط زكاة البهيمة من الأنعام ومقاديرها وأحوالها، ولإخراج زكاة الماشية والبهائم فضلٌ عظيم ٌيناله المسلم في الدنيا والآخرة كذلك من تركها له العقاب الأليم والعذاب العظيم في الآخرة، فعن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “والذي نَفْسِي بيَدِهِ -أوْ: والذي لا إلَهَ غَيْرُهُ، أوْ كما حَلَفَ- ما مِن رَجُلٍ تَكُونُ له إبِلٌ، أوْ بَقَرٌ، أوْ غَنَمٌ، لا يُؤَدِّي حَقَّهَا؛ إلَّا أُتِيَ بهَا يَومَ القِيَامَةِ أعْظَمَ ما تَكُونُ وأَسْمَنَهُ، تَطَؤُهُ بأَخْفَافِهَا، وتَنْطَحُهُ بقُرُونِهَا، كُلَّما جَازَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عليه أُولَاهَا، حتَّى يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ”.^[1] والله أعلم.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة قبل وقتها وما هي شروط الزكاة في الإسلام

تجب الزكاة في بهيمة الانعام وهي

الزكاة في بهيمة الأنعام واجبة وهي الإبل والبقر والغنم والماعز، وتندرج هذه الأنواع في الحيوانات التي يجب فيها الزكاة في شروط معينة إن كانت سائمة وغير معلومة، ولا زكاة في غيرها من الحيوانات، فلا زكاة في الخيول ولا زكاة في البغال ولا زكاة في الحمير، إلا أن يكون استعمال هذه الأنواع الأخرى في التجارة فإنها يزكى عنها كزكاة عروض التجارة، أما الأنعام أو الماشية أو بهيمة الأنعام الواجب فيها الزكاة فهي الإبل والبقر والغنم، إن كان صاحبها يرعاها طوال السنة أو معظم السنة في المروج الخضراء أي من حشائش الأرض فلا يعلفها، ولو تحققت فيها شروط الزكاة ونصابها وحولان الحول عليها، حينها تجب فيها الزكاة، بغض النظر إن كان استخدامها للحليب أو اللحم أو للتكاثر، ويكون إخراج الزكاة منها أي كل نوعٍ مما وجبت فيه، أما إن كانت هذه الأنواع المذكورة يقوم صاحبها بعلفها فلا زكاة فيها ولو حققت شروط الزكاة الأخرى وقد تم تحديد نصاب الزكاة في الأنعام شرعًا مسبقًا والله ورسوله أعلم.^[3]

نصاب زكاة الماشية

قد بيّنت الأحاديث النبوية المباركة النصاب الذي يجب أن تبلغه الماشية حتى تجب عليها الزكاة، والنصاب هو الحد الأدنى الذي يجب أن يصل إليه عدد الماشية والبهائم لكي تجب عليهم الزكاة، فأمّا عن نصاب الإبل فهي أن يملك المسلم خمسًا من الإبل، أما عن البقر فيجب أنّ يملك المسلم ثلاثين من البقر الذي ينتج الحليب واللحم وغيره، والغنم أو الماعز يجب ألّا يقل عددها عن الأربعين، فإن كان للمسلم عددٌ من البهائم يبلغ النصاب وقد حال عليه الحول وجبت عليه الزكاة، ويجب أن يدفع هذه الزكاة للمستحقين لينال بذلك الأجر العظيم ويقيم ركنًا من أركان دينه الخمسة العظيمة، والله أعلم.

شاهد أيضًا: خمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

شروط زكاة بهيمة الأنعام

يبحث الكثير من المسلمين عن الشروط التي عند استيفائها توجب زكاة البهائم على المسلم الذي يملك نوعًا أو أنواعًا مختلفة من البهائم والأنعام، وفيما يأتي سيتمّ ذكر هذه الشروط التي يجب أن تتوافر ليدفع المسلم زكاة الأنعام التي يملكها، وهي:

• يجب أن تكون هذه البهائم مأخوذةً للإنتاج والدر والتسمين، وليست للكراء أو الحرث فهذه لا تجب فيها الزكاة.
• أن تبلغ الأنعام والبهائم المختلفة النصاب الذي بيّنه الشرع من خلال الأحاديث النبويّة المباركة.
• أن تكون هذه البهائم ترعى في أغلب العام ولا تُعلف، أي أن ترعى وحدها في المراعي أغلب أوقات العام.
• ألا تكون البهائم تعلف من قبل صاحبها فهذه لا تجب فيها الزكاة إطلاقًا والله أعلم.

شروط وجوب زكاة بهيمة الأنعام إسلام ويب

جاء في موقع إسلام ويب إجابة على مسألة شروط وجوب الزكاة في بهيمة الأنعام، حيث كان نص المسألة أن مواشٍ كانت ترعى في المراعي الخارجية بسبب وفرة الأمطار وانتشار الأعشاب، ولكن مع القحط باتت تأكل في الحظائر والأعلاف، فهل تتغير الزكاة فيها أم تكون ثابتة، فأجاب القائمون عليه أن الزكاة لا تجب في بهيمة الأنعام إلا بشروط أن تكون سائمة وللدر والنسل والسائمة هي التي تكتفي بالرعي المباح العام كله أو أكثره، وقد جاء عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: “وفي صدقةِ الغنمِ في سائمتِها إذا كانت أربعينَ ، ففيها شاةٌ إلى عشرينَ ومائةٍ ، فإذا زادت ، ففيها شاتانِ إلى مائتينِ ، فإذا زادتْ واحدةً ففيها ثلاثُ شياهٍ إلى ثلاثمائةٍ ، فإذا زادتْ واحدةً ففي كل مائةِ شاةٍ ، ولا يُؤْخَذ في الصدقةِ هِرَمَةٌ ولا ذاتُ عوارٍ ولا تيسٌ الغنمِ إلا أن يشاءَ المُصَدّقُ”.^[4] فالمعلوفة لا زكاة فيها، لأنّ الشارع ينزع كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- عن اللغو، وذكر أهل العلم أن السائمة تكون لغير الدر والنسل إنما للحمل والركوب فلا زكاة فيها لأنها تصير كالثوب أو الأثاث الذي لا يدخل على صاحبه مالًا والله ورسوله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: من شروط وجوب الزكاة في الذهب والفضة

كيفية إخراج زكاة الماشية

يتم إخراج زكاة بهيمة الأنعام والماشية من الإبل والبقر والغنم بشروط بلوغ نصابها ومضي الحول عليها وأن تكون سائمة الحول كله أو أكثره، ويتم إخراجها في الأصل من جنس ما وجبت فيه، إلا أن يكون المال أفضل للفقراء أو دعت له الحاجة، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقة إخراج زكاة الماشية بالحديث الشريف حين قال:

“فيما دونَ خمسٍ وعشرينَ مِنَ الإبِلِ فِي كُلِّ خمسِ ذَوْدٍ شاةٌ ، فإذا بلغتْ خمسًا وعشرينَ ، ففيها بنتُ مخاضٍ ، إلى خمسٍ وثلاثينَ ، وإِنْ لم تكنْ ابنةُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٍ ، فإذا بلغَتْ ستًّا وثلاثينَ ففيها بنتُ لَبونٍ ، إلى خمسٍ وأربعينَ ، فإذا بلغتْ ستةً وأربعينَ ففيها حِقَّةٌ طَرَوقَةُ الفحْلِ إلى ستينَ ، فإذا بلغَتْ إحدى وستينَ ففيها جذَعَةٌ إلى خمسٍ وسبعينَ ، فإذا بلغَتْ ستةً وسبعينَ ، ففيها بنتا لَبونٍ إلى تسعينَ ، فإذا بلغَتْ واحدًا وتسعينَ ففيها حِقَّتانِ طَرُوقَتَا الفحْلِ ، إلى عشرينَ ومائَةٍ ، فإذا زادَتْ على عشرينَ ومِائَةٍ ففي كلِّ أربعينَ ابنةُ لبونٍ ، وفى كلِّ خمسينَ حِقَّةٌ ، فإذا تبايَنَ أسنانُ الإبِلِ في فرائِضِ الصَّدَقاتِ ، فَمَنْ بلغَتْ عندَهُ صدَقَةُ الجذعَةِ ، وليستْ عنده جذعَةٌ وعندَهُ حِقَّةٌ ، فإِنَّها تُقْبَلُ منهُ ، ويَجْعلُ معها شاتينِ إِنِ استيسَرَتَا لَهُ ، أوْ عشرينَ درهمًا ، ومَنْ بلغَتْ عندَهُ صدقَةُ الحِقَّةِ ، وليستْ عندَهُ إلَّا جَذَعَةٌ ، فإِنَّها تُقبَلُ منَهُ ، ويعطيهِ المصَّدِّقُ عشرينَ درهمًا ، أوْ شاتينِ ، ومَنْ بلغتْ عندَهُ صدقَةُ بنتِ لبونٍ ، وليستْ عنده ابنةُ لَبونٍ ، وعندَهُ ابنةُ مَخاضٍ ، فإِنَّها تُقْبَلُ منه ويَجْعَلُ معها شاتينِ إِنِ استيسرَتَا لَهُ ، أوْ عشرينَ درهمًا ، ومَنْ بلغَتْ صدَقُتُهُ بنتَ مخاضٍ ، وليس عندَهُ إلَّا ابنُ لبونٍ ذكرٍ ، فإِنَّه يُقْبَلُ منه ، وليسَ معهُ شيءٌ . ومَنْ لَمْ يكنْ عندَهُ إلَّا أربعٌ مِنَ الإبِلِ ، فليس فيها شيءٌ ، إلَّا أنْ يشاءَ ربُّها . وفى صدقَةِ الغنمِ في سائِمَتِها إذا كانَتْ أربعينَ ، ففيها شاةٌ إلى عشرينَ ومائَةٍ ، فإذا زادَتْ ففيها شاتانِ إلى مائتينِ ، فإذا زادتْ واحدَةً ففيها ثلاثُ شياهٍ إلى ثلاثُمَّائة ، فإذا زادتْ ففي كلِّ مائةٍ شاةٌ . ولَا يُؤْخَذُ في الصدقَةِ هَرِمَةٌ ، ولا ذاتُ عَوَارٍ ، ولا تَيْسٌ ، إلَّا أن يشاءَ المصَّدِّقُ . ولا يُجْمَعُ بينَ مُتَفَرِّقٍ ، ولا يُفَرَّقُ بينَ مُجْتَمِعٍ خشيةَ الصدقةِ . وما كان من خَلِيطَينِ فإِنَّهما يتراجعانِ بينهما بالسويَّةِ . وإذا كانت سائمةُ الرجلِ ناقصَةً من أربعينَ شاةً شاةً واحدةً فليس فيها شئ ، إلَّا أن يشاء ربها . وفي الرِّقَةِ ربعُ العشرِ ، فإنْ لم يكنِ المالُ إلَّا تسعينَ ومائَةَ درْهَمٍ فليس فيها شيءٌ ، إلَّا أن يشاءَ ربُّها”.^[6]

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

هل يجوز إخراج زكاة بهيمة الأنعام نقدا؟

إن ما عليه جمهور أهل العلم أن الزكاة لا يجوز فيها التبديل عن ما وجبت فيه، فلا يجوز دفع قيمتها بدلًا من أعيانها، فلو وجبت الزكاة في الإبل فإنها تخرج منها، ولو وجبت في الغنم كذلك تُخرج منها وعلى هذا يقاس، ويدل على ذلك ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أحاديث زكاة بهيمة الأنعام، فقد سمّاها باسمها واحدةً واحدة وأخبر ما يخرج منها ولذلك يراد بذلك عينها، واختار الإمام أحمد والشافعي ومالك أنه لا يجزئ المسلم أن يخرج قيمتها، أما أبو حنيفة فقال يجزئ عن المسلم أن يخرج قيمتها لو احتاج، فلو أخذ المسلم بقول الجمهور كان صوابًا ولو أخذ بقول الأحناف فيذبح الشاة أو يبيعها ويوزع ثمنها على الفقراء حتى لا تكون في ذلك مفسدة باشتراكهم في شاةٍ واحدة أو عند الضرورة لذلك فإن ذلك صحيح عند الأحناف والله ورسوله أعلم.^[7]

في نهاية المقال تم التعرف على تجب الزكاة في بهيمة الانعام وهي الإبل والبقر والغنم، ولا يلحق بها الأحصنة ولا البغال ولا الحمير، وتم تسليط الضوء على أحكام زكاة بهيمة الأنعام ومعرفة نصابها وطريقة إخراجها كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، والشروط التي يجب أن تتحقق فيها لتجب فيها الزكاة ولتصح.