تطور البث المباشر في العراق وتأثيره على منصات الأخبار

تطور البث المباشر في العراق وتأثيره على منصات الأخبار

قصة البث المباشر في العراق متشابكة بالسياسة والخسارة والصراع على النفوذ. كان العراق رائدًا في التلفزيون بالشرق الأوسط، إذ أنشأ أول استوديو له في بغداد عام 1956. ولأغلب تلك الحقبة المبكرة، لم يكن التلفزيون مساحة للنقاش العام؛ بل كان أداة لبناء الأمة، فيما كانت الحكومة تفرض قبضتها على كل رسالة تُبث. بالكاد كان أي رأي معارض ينجو من الرقابة. كل ذلك انهار في عام 2003. سقوط نظام صدام حسين هشم اليقينيات القديمة. وفجأة، أصبح بإمكان العراقيين، الذين كانوا محصورين بقناة حكومية واحدة، التنقل بين عشرات الأصوات ووجهات النظر. كان ذلك فوضويًا أحيانًا، لكنه كان بلا شك تعدديًا. أصبحت وسائل الإعلام الرقمية، بما فيها منصات صاعدة مثل Vegastars كازينو ، جزءًا من الحياة الإخبارية اليومية، تساهم في تشكيل ملامح المشهد الإعلامي العراقي الحديث، بما فيه من تنوع صاخب وفوضى واضحة.

من الاحتكار الحكومي إلى المنافسة

في البداية، كان التلفزيون في العراق مشروعًا رسميًا حصريًا وعالي المكانة. بثّت بغداد أول برامجها التجريبية في خمسينيات القرن الماضي، متقدمة على معظم الدول المجاورة، كما أشار مشروع Media Landscapes. خلال الستينيات، ظهرت محطات جديدة في كركوك والموصل والبصرة، رغم أن نطاقها ظل محدودًا. بقي التلفزيون شأنًا حكوميًا. ثم جاء عهد صدام حسين، حيث بلغ التحكم الحكومي مستوى آخر: تحول الإعلام إلى دعاية، ولم يكن الرقيب يكتفي بإسكات المنتقدين؛ بل كان يمحوهم. كانت البلاد تضم محطات أكثر، لكن في الحقيقة، لم تكن هناك أي خيارات حقيقية.

بعد 2003، انقلب كل شيء. انهيار النظام فتح السوق على مصراعيه. أكثر من 80 قناة تلفزيونية، العديد منها مرتبط مباشرة بفصائل سياسية أو طائفية، ظهرت خلال بضع سنوات، وفقًا لمعهد واشنطن. امتلأت الشاشات العراقية بأصوات عالمية أيضًا: الجزيرة، بي بي سي عربي، وغيرها. فجأة، أصبح بإمكان المشاهد رؤية القضايا والأحداث مقسمة ومحللة من كل زاوية ممكنة. لكن مع كون العديد من تلك القنوات مدعومًا من قوى سياسية أو طائفية، انقسمت الساحة الإعلامية بسرعة كبيرة.

 وصول التعددية عبر البث المباشر والإنترنت

غير التلفزيون الفضائي المشهد بسرعة بعد 2003. ولأول مرة، لم يحصل العراقيون على أخبار حكومية مُعدة مسبقًا فقط. البث المباشر الخام، وأحيانًا الفوضوي، للاحتجاجات والعنف والدراما السياسية، جلب إحساسًا جديدًا بالإلحاح. هذه التغطيات وصلت ليس فقط للعراقيين في الداخل، بل للجاليات في الخارج أيضًا. ثم لحقت الأخبار الرقمية بسرعة. بدأ الناس يتجاوزون التلفزيون كليًا، متجهين إلى الإنترنت للحصول على التنبيهات والتفاعل.

سحب الإنترنت الترفيه والألعاب إلى مظلته كذلك، مما أتاح للمنصات الجديدة الظهور بقوة. كان صعودها يعكس التقاء الاقتصادات الرقمية مع أنماط جديدة من استهلاك الأخبار. لم يرحب الجميع بذلك؛ فقد عبّر منتقدون عن قلقهم من تداخل الأخبار والرأي والترفيه على الإنترنت. لكن أكبر التحولات ربما كان في التفاعل الرقمي نفسه. فجأة، وجد الناس والناشطون والأقليات منفذًا للحضور، غالبًا بشكل مباشر وغير مفلتر.

تحول منظومة وسائل الإعلام

بين عامَي 2003 و2015، قفز العراق من مجموعة صغيرة من المؤسسات الإعلامية إلى واحد من أكثر الأسواق نشاطًا في المنطقة. اليوم، تجد قنوات فضائية وأرضية ورقمية تتنافس لجذب الانتباه. يزداد هذا التنافس حدة في أوقات الأزمات أو الأحداث السياسية الكبرى، حيث يهيمن البث المباشر على كل شيء تقريبًا. سرّعت منصات التواصل هذا التحول أكثر، إذ أصبح بإمكان المواطنين أنفسهم كسر الأخبار عبر البث أو نشر اللقطات الأولى.

لم يكن كل ذلك صحيًا. لدى الجمهور الآن تنوع كبير في المصادر، لكن الكثير منهم يلتزم بالقنوات التي تتماشى مع ولاءاته. هذا يعني ازدهار غرف الصدى، كما تموّل دول أجنبية أحيانًا قنوات خاصة بها للتأثير على الجمهور أو تقسيمه. تكافح السلطات لمواكبة المشهد، وتتخذ أحيانًا إجراءات ضد قنوات تراها مخالفة للوائح. الثقة منخفضة؛ إذ وضع استطلاع عام 2022 الثقة الكاملة بالأخبار التلفزيونية تحت 40%.

الاندماج الرقمي ومستقبل البث المباشر

مع تجاوز استخدام الإنترنت نسبة 75% بحلول 2023، يتجه معظم المستخدمين البالغين إلى التمرير والبث والتصفح للحصول على الأخبار بدلًا من الصحف. يحل الفيديو المباشر محل التقارير الميدانية التقليدية، إذ تبث العديد من القنوات بالتزامن عبر الفضائيات والمنصات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية.

وعند النظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تتلاشى الحدود بين التلفزيون التقليدي، الفيديو الاجتماعي، والتقارير الرقمية أكثر. عندما تحدث لحظات كبيرة، مثل انتخابات 2021، أصبح المراسلون التقليديون والبث المباشر للمواطنين يشكلون المزاج الوطني معًا. كان الماضي الإعلامي للعراق يقوم على السيطرة المحكمة؛ أما حاضره ومستقبله فيبدوان متنوعين، عاجلين، وصعبين على التصنيف. التعددية حاضرة بقوة، حتى لو ظلّ الشعور بالوحدة بعيدًا.

مع توسع المنصات الرقمية وتنوع خدمات الترفيه، من المهم للمستخدمين أن يتصرفوا بمسؤولية. سواء أثناء تصفح الأخبار أو بث المحتوى أو التفاعل مع منصات الألعاب الإلكترونية، فإن الحفاظ على الوعي بالوقت والإنفاق والرفاه الشخصي يضمن تجربة رقمية صحية ومتوازنة.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *