ثواب صلاة التسابيح للشعراوي وما هي فضائل صلاة التسابيح

ثواب صلاة التسابيح للشعراوي وما هي فضائل صلاة التسابيح هو من المواضيع المهمة بالنسبة للكثير من المسلمين الراغبين بمعرفة أهمية وفضل هذه الصلاة التي يصليها معظم المسلمين في شهر رمضان المبارك مع أنها لا ترتبط بشهر دون آخر أو بوقت دون آخر، وسوف نخصص هذا المقال من أجل الحديث عن صلاة التسابيح وثوابها عند الشعراوي وفضلها في الشريعة الإسلامية، كما سوف نتحدث عن حكم هذه الصلاة وأفضل دعاء يمكن الدعاء به بعد الانتهاء من صلاة التسابيح في الإسلام.

التعريف بصلاة التسابيح

تُعرّف صلاة التسابيح بأنّها من الصلوات النافلة في الشريعة الإسلامية، وهي صلاة تتألف من أربع ركعات، تُصلّى هذه الركعات بتكبيرة واحدة وتشهد واحد وتسليمة، أو مثنى مثنى مثل صلاة الليل، وقد سُمِّيت صلاة التسابيح بهذا الاسم لأنّها صلاة يتم فيها التسبيح في الوقوف وفي الركوع وفي السجود وفي كل حركة، والتسبيح الذي يقال في هذه الصلاة هو: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله”، وصلاة التسابيح تُعدُّ صلاة من الصلوات المباركة التي يمكن تأديتها مرة واحدة في العمر أو مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر، ولا تُصلّى في وقت معين حيث يمكن أداؤها في أي وقت إلّا في الأوقات التي يُكره في الصلاة، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[1]

شاهد أيضًا: ملخص أحكام صلاة التراويح في شهر رمضان

ثواب صلاة التسابيح للشعراوي

بما أنّ صلاة التسابيح هي صلاة مليئة بالتسبيح والذكر، فإنّ فضلها لا شك مرتبط بفضل التسبيح في الشريعة الإسلامية، وقد قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى بأنّ الخير كله موجود في التسبيح، وأنّ الله تعالى نجّى سيدنا يونس عليه الصّلاة والسّلام من بطن الحوت بفضل التسبيح، قال تعالى في سورة الصافات: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} ^[2]هنا يتجلّى ثواب وفضل هذه الصلاة العظيمة، ففضلها أنّها تحوي الكثير من التسبيح والذكر الحميد، وهو ما يجب على الإنسان أن يواظب عليه في كل أوقات حياته، ففي التسبيح نجاة ابن آدم وخلاصه من كل نائبة وكل مصيبة، ولنا في قصة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام خير عبرة وموعظة، والله تعالى أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب ، ما هو التسبيح الذي يغفر الذنوب

صلاة التسابيح حكمها

إنّ حكم صلاة التسابيح من المواضيع التي اختلف فيها أهل العلم، فهي صلاة لم يرد في مشروعيتها أي نص قرآني أو نص من السنة النبوية الصحيحة، والوارد فيها هو حديث لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ولكنه حديث ضعيف، وهنا ذهب بعض أهل العلم إلى أنّه غير مشروعة ولا أساس لها، في حين ذهب آخرون وهم أصحاب القول الراجح إلى أنّ هذه الصلاة مشروعة لأنّه يمكن الأخذ بالحديث الضعيف في أعمال الخير والأعمال الفاضلة، وفيما يأتي نذكر بعض أقوال أهل العلم في صلاة التسابيح وحكمها في الشريعة الإسلامية: ^[4]

• قال ابن عابدين: “وحديثها حسن لكثرة طرقه ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى، ومن ثم قال بعض المحققين: لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين، والطعن في ندبها بأن فيها تغييرًا لنظم الصلاة إنما يأتي على ضعف حديثها فإذا ارتقى إلى درجة الحسن أثبتها وإن كان فيها ذلك”.
• قال الصاوي: “وصفة صلاة التسابيح التي علمها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمه العباس وجعلها الصالحون من أوراد طريقهم، وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب”.
• قال الإمام أحمد بن حنبل: “ما يعجبني، قيل لم قال ليس فيها شيء يصح ونفض يده كالمنكر ولم يرها مستحبة؟ قال الموفق: وإن فعلها إنسان فلا بأس لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال”.

ما هي فضائل صلاة التسابيح

إنّ الفضل والثواب الموجود في صلاة التسابيح يتجلّى في التسبيحات الكثيرة التي يقرأها المسلم في هذه الصلاة، فهي تتضمن خمسًا وسبعين تسبيحة في الركعة الواحدة، وهذه التسبيحات هي تكرار لقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله”، وهذه التسبيحات من أعظم الأعمال والأذكار التي يمكن أن يواظب عليها المسلم، ولكي يتجلّى فضل صلاة التسابيح بشكل واضح، سوف نذكر في النقاط الآتية حديثين نبويين، الأول يتحدث عن فضل الذكر والتسبيح بشكل عام في الإسلام، والثاني هو حديث ابن عباس الذي استدل به العلماء في تشريع صلاة التسابيح للمسلمين: ^[1]

• عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ”. ^[5]
• عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ: يا عبَّاسُ يا عمَّاه ألا أعطيك، ألا أمنحُك، ألا أحبوك، ألا أفعلُ بك، عشرُ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلك غَفر اللهُ لك ذنبَكَ، أولَه وآخرَه، قديمَه وحديثَه، خطأَه وعمدَه، صغيرَه وكبيرَه، سرَّه وعلانيتَه، عشرُ خصالٍ: أنْ تصليَ أربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أولِّ ركعةٍ وأنتَ قائمٌ قلتَ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولَا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ خَمسَ عشرةَ مرةً، ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكعٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَك من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثم تَهوي ساجدًا فتقولُها وأنت ساجدٌ عشرًا. ثم ترفعُ رأسَك فتقولُها عشرًا، فذلك خمسٌ وسبعون في كلِّ ركعةٍ، تفعلُ ذلك في أربعِ ركعاتٍ، إن استطعتَ أنْ تُصليَها في كلِّ يومٍ مرَّةً فافعلْ، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ جمُعةٍ مرَّةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ شهرٍ مرَّةً. فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سنةٍ مرَّةً. فإن لم تفعلْ ففي عمُرِك مرَّةً”. ^[6]

دعاء صلاة التسابيح مستجاب

يهتم الكثير من المسلمين بالحصول على نص دعاء صلاة التسابيح مستجاب، وهو دعاء يدعو به المسلمون بعد الانتهاء من أداء هذه الصلاة: ^[7]

اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق، آمين.

هل صلاة التسابيح بدعة

يرى الكثير من أهل العلم ومنهم علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى والشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنّ صلاة التسابيح بدعة محدثة في الدين الإسلامي، فليس لها أصل صحيح وثابت، وإنّما وردت في حديث واحد فقط وهو ضعيف بحسب رأي أغلب العلماء، وقد قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في حديثهم عن صلاة التسابيح: “صلاة التسابيح بدعة وحديثها ليس بثابت، بل هو منكر، وذكره بعض أهل العلم في الموضوعات”، وفيما يأتي نذكر قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- في هذه الصلاة: ^[8]

صلاة التسابيح غير مشروعة وذلك لضعف حديثها قال الإمام أحمد : لا تصح ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية هي كذب، وقال إنه لم يستحبها أحد من الأئمة وصدق رحمه الله فإن من تأمل تلك الصلاة وجد فيها من الشذوذ في كيفيتها وصفتها ووجد فيها الشذوذ في فعلها، ثم إنها لو كانت مشروعة لكانت مما توافر الروايات على نقلها لكثرة فضلها وأجرها، فلما لم يكن ذلك ولم يستحبها أحد من الأئمة علم أنها ليست بصحيحة.

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح جهرية ام سرية وهل يجوز الجهر في صلاة التراويح للمنفرد

صلاة التسابيح ابن باز

ذهب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى إلى أنّ صلاة التراويح بدعة لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، وهي غير صحيحة وطرقها الواردة فيها ضعيفة ومتنها منكر، وهي تخالف الأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن كيفية الصلاة في الإسلام، وفيما يأتي ننقل قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن هذه الصلاة: ^[9]

صلاة التسبيح قد تأملناها كثيرًا، وتأملناها أيضًا مع اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ورأينا جميعًا عدم صحتها، فصلاة التسبيح ليست صحيحة، وطرقها كلها ضعيفة، ومتنها منكر، مخالف للأحاديث الصحيحة، ومخالف لما كان عليه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في عباداته، فالواجب عدم التعلق بها، وعدم فعلها؛ لأنها من البدع المحدثة في الدين، وقد صدرت الفتوى ببيان ذلك مني ومن اللجنة الدائمة، في بحوث العلم والإفتاء في المملكة العربية السعودية.

إلى هنا نختم هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف صلاة التسابيح ثم مررنا على ثواب صلاة التسابيح للشعراوي وما هي فضائل صلاة التسابيح وألقينا فيه الضوء على دعاء صلاة التسابيح، بالإضافة إلى الحديث عن هل صلاة التسابيح بدعة ومررنا على رأي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بصلاة التسابيح.