أيهما أولى حج الفريضة أم زواج الابن

أيهما أولى حج الفريضة أم زواج الابن
حج الفريضة أم زواج الابن

حج الفريضة أم زواج الابن، وهو ما سنتناول الحديث عنه عبر فقرات هذا المقال، حيث يعتبر الحج أحد الأركان الخَمسة، وهو فريضة على كل مسلم مستطيع، أما الزواج فهو من الأمور المشروعة في الإسلام، ويكون فرض مع الشهوة والرغبة فيه، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان مفهوم الحج في الإسلام، ثمّ معرفة أيهما أولى حج الفريضة أم زواج الابن، وغيرها من الأحكام المهمة المتعلقة بموضوع تقديم الحج على الزواج.

الحج في الإسلام

يعتبر الحج بأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو إحدى أعظم الطّاعات التي يتقرّب المُسلم بها من الله، ويقصد بالحج زيارة بيت الله الحرام وزيارته، في أشهر وأيام معلومة، للقيام بعبادات مخصوصة على نية التقرب من لله -تعالى- والفوز برحمته وعفوه، ويعتبر الحج فريضة على كل مسلم بالغ عاقل يمتلك القدرة المالية والبدنية على الحج مرة واحدة فقط في العمر، فقد ورد في الحديث الصحيح عن الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”[1]، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الحج فرضَ على المسلمين في السنة التاسعة للهجرة، وقد حجَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرة واحدة في حياته في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة.[2]

حج الفريضة أم زواج الابن

ذكر أهل العلم أنه إذا تعارض حج الفريضة مع زواج الابن وكان المال لا يكفي لكليهما وكان الابن يحتاج إلى الزواج ويشق عليه تأخيره كان الزواج أولى، والحج يمكن تأخيره إلى ما بعد الزواج للمستطيع، فالحج في هذه الحالة لا يجب على الأب فهو لا يملك مالًأ زائدًا عن نفقة من تلزمه نفقتهم، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الزواج مع وجود الشهوة والخوف على النفس من الوقوع في الزنا تجعل الزواج أولى، لأنّ تزويجه في هذه الحالة من الضروريات كالأكل والشرب، فقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: ” وَإِنْ احْتَاجَ إلَى النِّكَاحِ , وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ ( أي المشقة ) , قَدَّمَ التَّزْوِيجَ – يعني : على الحج – لأَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ , وَلا غِنَى بِهِ عَنْهُ , فَهُوَ كَنَفَقَتِهِ . وَإِنْ لَمْ يَخَفْ , قَدَّمَ الْحَجَّ ; لأَنَّ النِّكَاحَ تَطَوُّعٌ , فَلا يُقَدَّمُ عَلَى الْحَجَّ الْوَاجِبِ “، أما إذا كان زواج الابن ليس بضروري ولا يحتاج إلى النّكاح ولا يخاف عليه من الوقوع في الحرام فالحج أولى، وهنا يكون الحج واجبًا على الأب؛ لأنه يمتلك مالا فائضا عن نفقته ونفقة من يعول[3]، فقد قال الله -تعالى- في الكتاب: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[4].

حكم تقديم الحج على الزواج ابن باز

بيّن الشيخ ابن باز -رحمه الله- في الفتاوى أنّه يجوز للمسلم أن يقدم الزواج على الحج إذا كان يخشى على نفسه من مضرة التأخير وخطر التأخير، ولا بأس في ذلك على الإطلاق، وإنّ فعل الاثنين معًا فهو أفضل، بحيث يتزوج ويحج إذا كان المال يكفي لكليهما، وفيما يأتي نستعرض إجابة الشيخ ابن باز بالتفصيل عندما سئل عن مسألة تقديم الحج على الزواج والعكس:[5]

إن كان يستطيعهما؛ فعلهما جميعًا، يتزوج ويحج جميعًا، فإن كان المال لا يتسع إلا لأحدهما، فإن كان محتاجًا للزواج يخشى على نفسه؛ بدأ بالزواج، فإن كان لا يهمه الزواج؛ لأن شهوته ضعيفة لا يخشى خطرًا؛ بدأ بالحج، وأدى حج الفريضة، أما إن كان لا؛ يخشى على نفسه؛ فإنه يبدأ بالزواج، ومتى أيسر حج بعد ذلك.

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حج الفريضة أم زواج الابن، فقد قمنا من خلال هذا المقال ببيان بعض من المعلومات عن الحج في الإسلام، ثمّ بيّنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد تطرقنا أيضًا حكم تقديم الحج على الزواج ابن باز، ونختم المقال في بيان أيهما أفضل حج الفريضة أم التصدق بالمال على جَارُهُ الفقير.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 8، صحيح
  2. ^ wikiwand.com، الحج في الإسلام، 21/05/2023
  3. ^ سورة آل عمران، الآية 97
  4. ^ islamqa.info، هل يقدم الحج أم الزواج ؟، 21/05/2023
  5. ^ binbaz.org.sa، مسألة تقديم الحج على الزواج والعكس، 21/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *