حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري في الشريعة الإسلامية

حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري في الشريعة الإسلامية
حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري

حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري في الشريعة الإسلامية هو موضوع مهم بالنسبة لجميع أبناء دولة قطر، أولئك الذين يريدون الاحتفاء والاحتفال بمناسبة اليوم الوطني بوصفها مناسبة من أهم المناسبات الوطنية التي يعيشها الشعب القطري في كل سنة، ولذلك سوف نقوم عبر هذا المقال بالتعريف باليوم الوطني القطري ثم سوف نمر على حكم الاحتفال بهذه المناسبة ورأي المؤيدين والمخالفين للاحتفال بها من أهل العلم.

اليوم الوطني لقطر

إنّ مناسبة اليوم الوطني في دولة قطر هي المناسبة الأهم بالنسبة لجميع أبناء دولة قطر، وذلك لأنها المناسبة الوطنية التي يحتفي بها الشعب القطري بذكرى تأسيس دولة قطر، هذه الدولة التي أسسها الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر كانون الأول من عام 1878 ميلادية، وهذا هو السبب الذي يجعل الشعب القطري يحتفل بمناسبة اليوم الوطني القطري في كل سنة في يوم الثامن عشر من شهر ديسمبر كانون الأول، ومن الجدير بالقول إنّ هذه المناسبة لم تكن من قبل إجازة رسمية في قطر حتّى عام 2007 ميلادية حين أصدر الأمير تميم بن حمد آل ثاني مرسومًا يقضي بجعل هذه المناسبة إجازة في كل قطاعات الدولة.

ولا بد من القول إنّ مناسبة اليوم الوطني القطري هي المناسبة الوطنية الأبرز التي تُقام فيها الاحتفالات وتخصص لها الفعاليات التي يشارك بها كل أطياف المجتمع القطري وذلك من أجل إظهار البهجة والسرور والفرح بهذه المناسبة الوطنية التي تعني للقطريين حب الأرض وتاريخ هذه الأرض ومستقبل وحاضر هذه الأرض، ولذلك لا يتوانى القطريون عن إقامة مختلف الفعاليات والاحتفالات بمناسبة اليوم الوطني القطري والتعبير عن هذا الفرح الذي يغمرهم بهذه المناسبة. [1]

حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري

اختلف أقوال أهل العلم والفقه في مسألة الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني سواء في دولة قطر أو في المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو في أيَّة دولة أخرى تحتفل وتحتفي بمناسبة اليوم الوطني القطري، والاختلاف بين أهل العلم جاء على النحو الآتي:

رأي من حرم الاحتفال باليوم الوطني

ذهب الكثير من علماء المسلمين إلى القول إنّ العيد الوطني بدعة مستحدثة في الشريعة الإسلامية، وعلى هذا يكون من غير الجائز الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني في أي دولة إسلامية، وذلك لأنّ مناسبة اليوم الوطني ما هي إلّا تشبه بالمشركين وهو من الأمور التي لم ينزل الله تعالى بها من سلطان، وهذا قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وفيما يأتي نذكر قوله مفصلًا لتوضيح هذا الرأي الشرعي في هذه المسألة: [2]

هذا اليوم الوطني هو من التشبه بأعداء الله، الأيام الوطنية هو من التشبه، وقد وقع عن حسن نية، واجتهاد، ولكنه فيما يظهر لنا لا يشرع، وليس مما ينبغي، بل هو فيه تشبه لأعداء الله، وإن لم تقصد العبادة، أما لو قصد العبادة؛ يكون بدعة، لكن إذا لم تقصد العبادة، وإنما قصد بذلك التهانئ، وإظهار ما أنشأته الدولة، وما بذلته الدولة، فهذا يكون معتبرًا من جنس الأيام الأخرى التي يحدثها اليهود، والنصارى، وأشباههم للذكرى، أو لأسباب أخرى، فلا ينبغي التشبه بهم، لا في هذا، ولا في غيره.

رأي من أباح الاحتفال باليوم الوطني

ذهب الكثير من علماء المسلمين إلى أنّ اليوم الوطني أو المناسبات الوطنية بشكل عام هي ليست مناسبات دينية، وتجمع الناس فيها والاحتفال مع بعضهم البعض يشبه تجمعهم واحتفالهم بمناسبة الزواج مثلًا، ولذلك لا حرج على المسلمين لو أنهم احتفلوا بمناسبة اليوم الوطني مع مراعاة الضوابط الشرعية الإسلامية في هذا الاحتفال بصورة عامة، واستدل أصحاب هذا القول بحديث نبوي شريف صحيح رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: “يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا” [3]وهو حديث يدل على ضرورة التيسير على المسلمين وتبشيرهم بالخير وعدم تنفيرهم من الدين بكثرة الرفض وكثرة التحريم، والله أعلم.

مقالات قد تهمك

حكم الاحتفال باليوم الوطني السعودي اللجنة الدائمة حكم الاحتفال بالعيد الوطني العماني في الشريعة الإسلامية
حكم الاحتفال بالهالوين ابن باز حكم الاحتفال باليوم الوطني هيئة كبار العلماء
حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الاربعة حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

بهذه المعلومات نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف اليوم الوطني لقطر ثم تحدثنا عن حكم الاحتفال باليوم الوطني القطري في الشريعة الإسلامية ومررنا على رأي المخالفين والمؤيدين للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، اليوم الوطني لقطر، 06/12/2023
  2. ^ binbaz.org.sa، حكم الاحتفال بالأعياد الوطنية، 06/12/2023
  3. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 69، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *