ما هو حكم التقديم والتأخير بين مناسك الحج في الإسلام

حكم التقديم والتأخير بين مناسك الحج هو من الأحكام الشرعية المهمة بالنسبة للكثير من المسلمين الراغبين بأداء مناسك الحج ويريدون معرفة تأثير التقديم والتأخير بين مناسك الحج أثناء أدائها في موسم الحج، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على تعريف فريضة الحج وسنتحدث عن مناسك الحج بالترتيب ثم سوف نمر على حكم التأخير والتقديم بين مناسك الحج وسوف نمرّ بالتفصيل على التقديم والتأخير في واجبات الحج يوم النحر.

ما هي فريضة الحج

يُعرّف الحج في اللغة بأنّه القصد والزيارة والذهاب إلى مكان معين، أمّا في الاصطلاح الشرعي فتُعرف فريضة الحج بأنّها ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة التي بُني عليها الشرع الإسلامي، ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في صحيح السنة النبوية الشريفة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” ^[1]ويُعدُّ الحج فريضة على من استطاع أداءه، والاستطاعة هنا يُقصد بها الاستطاعة المادية أي القدرة المالية على تحمل تكاليف وأعباء الحج، بالإضافة إلى الاستطاعة الجسدية والصحية للسفر إلى مكة المكرمة وأداء مناسك الحج من سعي وطواف وغير ذلك، قال تعالى في سورة آل عمران: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ^[2]والله تعالى أعلم. ^[3]

مناسك الحج بالترتيب

تنقسم مناسك الحج التي يؤديها الحاج إلى أركان وواجبات وسنن، أمّا الأركان فهي الوقوف بعرفة في يوم عرفة وطواف الإفاضة والإحرام والسعي بين الصفا والمروة، وأمّا الواجبات فهي الوقوف بمُزدلفة، والمبيت بمنى، وطواف الوداع، ورمي الجمرات والسنن هي طواف القدوم والتوجه إلى منى في يوم الثامن من شهر ذي الحجة.

وجدير بالقول إنّ الحاج يبدأ بالإحرام ثم يتجه نحو الكعبة المشرفة ليطوف حولها طواف القدوم، ثم يذهب للسعي بين الصفا والمروة، ثم يتحلل إذا كان متمتعًا ولا يتحلل إذا كان مفردًا أو قارنًا، ثمّ يتجه الحاج إلى منى في الثامن من شهر ذي الحجة، ثم يقف على عرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ثم يتوجه إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة ثم في اليوم العاشر من ذي الحجة يقوم برمي جمرة العقبة وينحر ويحلق شعره أو يقصره ثم يطوف ثم يرجع إلى منى ويبيت فيها ليالي التشريق، ثم يرمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والعقبة في كل يوم من أيام التشريق الثلاث، ثم يطوف طواف الوداع وينتهي من أداء مناسك الحج. ^[3]

حكم التقديم والتأخير بين مناسك الحج

أفتى علماء المسلمين أنّه لا حرج على المسلم لو أنّه قدم أو أخر بين مناسك الحج، فقد يتيسر أمر قبل الآخر ولا مشكلة لو أداه المسلم قبل غيره وغير في ترتيب المناسك، فقد يؤخر النحر ويقدم عليه الحلق والتقصير، وقد يتيسر الحلق قبل أن يتيسر الرمي بالنسبة للحاج، وكله صحيح بإذن الله رب العالمين، والله تعالى أعلم وأحكم. ^[4]

التقديم والتأخير في واجبات الحج يوم النحر

ورد في فتاوى علماء المسلمين أنّه لا حرج على المسلم الحاج لو أنّه قدم أو أخر في واجبات يوم النحر، ويوم النحر هو يوم العاشر من شهر ذي الحجة، والواجبات في هذا اليوم بالنسبة للحاج هو أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق أو يقصر ثم يطوق ويسعى إن كان عليه سعي، وهو الترتيب المشروع، ولكن لا حرج على الحاج لو أنّه غير في هذا الترتيب على أن يقوم بجميع هذه الأعمال في هذا اليوم، والله تعالى أعلم. ^[5]

مقالات قد تهمك

إلى هنا وبهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف الحج ومناسك الحج بالترتيب، ثم مررنا على حكم التقديم والتأخير بين مناسك الحج وتحدثنا في الختام عن التقديم والتأخير في واجبات الحج يوم النحر.