حكم الجهر في الصلاة السرية

حكم الجهر في الصلاة السرية إنّ الله تبارك وتعالى فرض على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة، كما جعل بعض الصلوات نافلة لتكون جابرة لبعض الفرائض، كما أنّ بعض الصفات المتعلقة بالصلاة تكون جهرًا والأخرى سرًّا، وقد جعل الرّسول -صلى الله عليه وسلم- المعلّم الأول للصلاة وكيفيّة أدائها بتفصيلاتها وأركانها، وفي هذا المقال سيتمّ بيان بعض المعلومات المتعلقة بالجهر والإسرار في الصلاة.

حكم الجهر في الصلاة السرية

إنّ الجهر في الصلاة السرية أمرٌ مكروه مع جواز ذلك، والدليل على ذلك أنّ الرّسول عليه السلام كان يجهر في الصلوات الجهرية ويسرّ في الصلوات السرية، كما أنه كان يجهر في بعض الآيات القرآنية في الصلاة السرية، والواجب على الأمة الإسلاميّة أن تتبع كلّ ما جاء به الرّسول -صلى الله عليه وسلم- فالمكروه هو ما يؤجر على تركه العبد، ولا يحاسب على فعله، ولكن جديرٌ بالذّكر إلى أنّ تكرار الأفعال التي تحمل حكم المكروه من الممّكن أن يتأتى إلى حكم الحرام، لذلك من الأحوط الابتعاد وفعل كلّ أمر فعله النبي الكريم.^[1]

شاهد أيضًا: الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد

ما هي الصلوات التي تصلى جهرًا

ذكرنا سابقًا أنّ الصلوات المفروضة هي خمس صلوات في اليوم والليلة وكان ذلك في حادثة الإسراء والمعراج، والصلاة هي العمود الرئيس للدّين؛ فإن صلحت فإنّ كافة العبادات تصلح، لذلك على كل مصلٍ أن يأتي بكافّة أركانها وسننها وهيئاتها، كما كان يفعل النبي الكريم، والصلوات الجهرية هي الفجر والمغرب والعشاء والجمعة، وتُعرّف بأنّها الصلوات التي يجهر الإمام فيها بقراءته لسورة الفاتحة وما تيسّر من آيات القرآن الكريم، والجهر سنّة واردة عن الرسول عليه السلام.^[2]

ما هي الصلوات الجهرية والسرية للرجال

إنّ الفرق بين الصلاة الجهرية والسرية يكمن في أنّ الصلاة الجهرية يقرأ المصلي فيها بصوتٍ عالٍ، وأما بالنّسبة للصلاة السريّة هي أن يقرأ فيها المصلي الفاتحة وما تيسر من آي الذّكر الحكيم بصوت منخفض دون أن يسمعه أحد، أيْ لا يسمعه سوى نفسه، والصلوات الجهرية بيناها سابقًا بأنها الفجر والمغرب والعشاء، وأما السرية هي: الظهر والعصر والسنن والنوافل والرواتب.^[3]

شاهد أيضًا: كيفية قراءة الفاتحة في الصلاة السرية

ما هو حكم الجهر والإسرار في الصلوات

يختلف حكم الجهر والإسرار في الصلوات المفروضة باختلاف الحال الذي عليه المُصلي، فحكم المنفرد من حيث الإسرار والجهر يختلف عمّا إذا كان المصلي مع جماعة، وذلك سيتم تفصيله فيما يأتي:^[4]

• المأموم: الراجح للمأموم أن يسرّ في صلواته إذا كان في جماعة، والحكمة من ذلك عدم حصول الإزعاج والتشويش على المصلين، والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا”.^[5]
• الإمام: ذهب جمهور العلماء إلى أنّ الجهر في الصلوات الجهرية والإسرار في الصلوات السرية من الأمور المسنونة، خالف في ذلك الحنفية، فحكم الجهر والإسرار عندهم واجب.
• المنفرد: إنّ المنفرد في الصلاة مخيرٌ في أن يجهر في الصلام أم يسرها، وهذا ما ذهب إليه الحنابلة والحنفية، بينما ذهب الشافعية والمالكية إلى سنية الجهر في الصلوات المعنية وكذلك الإسرار.

شاهد أيضًا: ما هي الصلوات الجهرية والسرية للنساء

الحكمة من الجهر والإسرار في الصلوات المفروضة

تظهر الحكمة من الجهر والإسرار في الصلوات في أنّ الصلوات التي تكون سرًا هي التي تؤدى في النهار، بخلاف الصلوات التي تُؤدى جهرًا فقد تكون في الليل، ممّا يعني أنّ المصلي يستشعر بلذة الصلاة والتقرّب إلى الله تعالى إذا كانت القراءة بصوت مرتفع، بالإضافة إلى أن الجهر بالقراءة ليلاً يُعدّ تنبيهًا للمارة، بخلاف النهار الذي تكون فيه الناس منشغلة.^[6]

حكم الجهر في الصلاة السرية بيناه فيما سبق وتبيّن الجهر في الصلاة السرية أمر مكروه، كما بيّنا العديد من الأحكام المتعلقة بالجهر والإسرار في الصلاة وتعرّفنا على الصلوات التي تؤدى جهرًا وكذلك التي تؤدّى سرًّ، بالإضافة إلى الحكمة من الجهر والإسرار في الصلوات المفروضة.