عناصر المقال
حكم العطر للنساء عند الخروج هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، بين الدين الإسلامي الحنيف للنساء كيفيَّة الخروج من المنزل وهيئته؛ من حيث الحشمة، والزِّينة، والسُّترة، والبُعد عن مواطن الشُّبهات، لأنَّ كمال الطَّاعة مُرتبط بأدائها بالضَّوابط الشَّرعيَّة، ومن هذه المعطيات ومن خلال هذا المقال سيتم بيان حكم العطر للنساء عند الخروج، ودليل من القرآن على تحريم العطر للنساء، والتطرق إلى صحة حديث عطر المرأة للنساء.
حكم العطر للنساء عند الخروج
يعتبر حكم وضع العطر للنساء عند الخروج حرامًا شرعًا، لأن العطر والطيب من أسباب الفتنة[1]، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء عن التعطر عند خروجهم في طريق الرجال ومجامع الرجال، بدليل ما ورد عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ”[2]، حيثُ جاء نهي النساء عن التعطّر عند غير محارمهنَّ من الرِّجال؛ وذلك لما له دور كبير في تحريك داعية شهوة الرجال، فقد جاء عن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود عن الرسول عليه الصلاة والسلام: “إذا خرجتْ إحْداكنَّ إلى المسجدِ فلا تقْرَبنَّ طِيبًا”[3]، فإذا كان التطيّب منهيّ عنه ومحرم عند الخروج إلى المسجد، فإنّ خروج المرأة به إلى غير المسجد أولى في التحريم، لذا يتوجب على المرأة المسلمة إذا أرادت الخروج من منزلها أن تخرج غير متبرجة بزينة، ولا تضع شيئًا من طيب أو غيره بحيث يلفت النظر إليها، أو يجلب الفتنة بها.[4]
حكم العطر للنساء إسلام ويب
أوضح موقع إسلام ويب للفتاوى الشّرعية أن حكم العطر للنساء في بيتها جائز ولا حرج في ذلك على الإطلاق، أما وضع العطر للنساء والخروج فيه حرام، فقد جاء في تلك المسالة تشديد عظيم من النبي -صلى الله عليه وسلم- وعده بعض العلماء من الكبائر، حيث لا يجوز وضع العطر للنساء أثناء الخروج سواء أكانت ذاهبة إلى المسجد أو غيرها، فقد تمر على الرجال ويجدون ريحها، ويكون إثمها عظيمًا لأنها قامت بتحريك شهوة الرجال وكان ذلك سببًا من أسباب الفتنة، ويجدر بالقول إنّه إذا خرجت المرأة لموضع لا تمر فيه على الرجال يجوز لها التعطر، لكن الأولى بكل حال أن تجتنب التعطر عند خروجها.[5]
شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان
حكم تطيب المرأة عند خروجها ابن باز
إن حكم تطيب المرأة عند خروجها عند العالم الجليل ابن باز -رحمه الله- هو عدم الجواز، لأن خروجها بالطيب في طريق الرجال ومجامع الرجال من أسباب الفتنة[6]، ولكن بين -رحمه الله- أنه يجوز للمرأة وضع الطيب إذا كان خروجها إلى مجمع نسائي لا تمر في الطريق على الرجال، كما سئل الشيخ ابن باز هل يصلح للمرأة أن تضع عطراً على ملابسها، وتخرج إلى الشارع، أو العمل، وهي باللباس الشرعي؟ فأجاب:[7]
لا يجوز لها ذلك أن تخرج بالطيب الذي تظهر رائحته، النبي زجر عن هذا عليه الصلاة والسلام، ولو كان للصلاة، إذا أرادت أن تخرج إذا أصابت طيباً أو بخوراً حتى للصلاة لا تخرج إلا وهي تفلة، ليس لها رائحة، حتى لا يحصل بها فتنة لأهل الطريق، ولا لأهل العمل معها إذا كانت في عمل تمر على الرجال، أو تكلم الرجال في بعض حاجتها، أو ما أشبه ذلك.
شاهد أيضًا: حكم البيتكوين هيئة كبار العلماء
دليل من القرآن على تحريم العطر للنساء
إنّ وضع العطر للنساء والخروج فيه محرم في الشريعة الإسلامية، فقد ورد في القرآن الكريم بعض من الآيات التي تدل على تحريم العطر للنساء والمنع منه؛ ومنها قوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[8]، فقد نهى الله -عزّ وجل- المرأة عن إبداء زينتها للرجال الأجانب، والطِّيب والتعطر من زينتها بلا شك، فيدخل في النهي والتحريم.[9]
شاهد أيضًا: هل يجوز لبس النقاب في العمرة بسبب ضعف النظر
صحة حديث العطر للمرأة
إنّ حديث العطر للمرأة الذي ينصّ على ما ورد أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية”[2]، فهو من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في نهي النساء عن التطيب إذا خرجن من بيوتهن[4]، فقد أخرجه الألباني في صحيح النسائي برقم 5141، فقد جاء الحديث الشريف ليوضح حرمة خروج المرأة متعطرة إن كانت تمر على الرجال بحيث يجدون ريحها، وتكون في هذه الحالة آثمة؛ لأن وضعها للعطر والخروج فيه يساهم في بتحريك شهوة الرجال والنظر إليها، لذلك وصفها الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالزانية، وليس المقصود منه الزنا الحقيقي الذي يوجب الحد، وإنما هو زنا العين بنظر الرجال إليها.[10]
وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان حكم العطر للنساء عند الخروج، فقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا حكم العطر للنساء إسلام ويب، وأيضًا أرفقنا حكم تطيب المرأة عند خروجها ابن باز، كما ختمنا مقالنا ببيان دليل من القرآن على تحريم العطر للنساء، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ islamqa.info، هل لها أن تتعطر إذا خرجت مع زوجها ؟، 03/02/2023
- ^ صحيح النسائي، أبو موسى الأشعري، الألباني، 5141، صحيح.
- ^ صحيح النسائي، زينب امرأة عبدالله بن مسعود، الألباني، 5277، صحيح.
- ^ islamqa.info، تطيب المرأة عند خروجها إلى المسجد، 03/02/2023
- ^ slamweb.net، الأدلة على حرمة تعطر المرأة عند الخروج من المنزل، 03/02/2023
- ^ binbaz.org.sa، حكم تطيب المرأة عند خروجها من البيت، 03/02/2023
- ^ binbaz.org.sa، حكم تطيب المرأة عند خروجها، 03/02/2023
- ^ سورة النور ، الآية 3
- ^ alukah.net، حكم التعطر للنساء، 03/02/2023
- ^ islamweb.net، المقصود بالزنا في حديث خروج المرأة متعطرة، 03/02/2023
التعليقات